من المفارقات الإدارية أن معالي الشيخ عبدالله العلي النعيم صار مديراً للتعليم في نجد قبل أن يحمل الشهادة الابتدائية، ثم واصل تعليمه حتى كاد يحمل درجة الدكتوراه من أعرق الجامعات البريطانية في تاريخ جنوب الجزيرة العربية، وبالمثل فالإذاعي الأشهر الدكتور بدر كريم كان مذيع الملك فيصل قبل أن يحصل على الابتدائية، لكنه لم يقف حتى حصل -قبل ثلاثة أعوام- على درجة الدكتوراه في الإعلام من جامعة الإمام بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى..
أبو ياسر- المولود في ينبع عام 1355هـ بحسب حفيظة النفوس المستخرجة من أجل الوظيفة، وبعد ذلك بأربعة أعوام وفق الميلاد الموثق(1359هـ) مارس العمل الإعلامي و الشوروي :إذاعةً وتلفازاً وصحافة ووكالة أنباء واستشارات إعلامية وقطاعاً خاصاً وتأليفاً- أصدر في عامنا الحالي كتابين مهمين؛ رصد في أولهما تجربته الإذاعية طيلة أحد عشر عاماً مذيعاً للملك فيصل بين عامي 1384هـ و1395هـ، وأسماه (سنوات مع الفيصل)، وظهر له كتاب آخر عنوانه ( قراءة في فلك الإعلام) ضمنه مقالاته المنشورة في صحيفتي الجزيرة وعكاظ، إضافة إلى مقالات لم تنشر، وتدور حول الشئون والشجون الإعلامية بمنحنياتها وتقاطعاتها وذكرياتها، ومن أجمل ما فيها وفاؤه لمن عدا عليهم الزمن؛ فأبقاهم مرتهنين للمرض وأحياناً للحاجة، وذكر منهم: الأساتذة ماجد الشبل وزهير الأيوبي وريما الشامخ وطلعت قطان وجميل سمان وعلي قلص الغامدي ومسلم البرازي ونجوى غرباوي (ونضيف: غالب كامل) شفاهم الله وأعانهم.
الدكتور بدر ينتظر الإذن له لإطلاق إذاعته الخاصة من الرياض؛ حيث هو أول من تقدم بطلب رسمي قبل سنوات لإنشاء مثل هذه الإذاعة، وكان قد نشر جانباً من سيرته الثرية في كتابه الذائع (أتذكر).
بدر كريم أستاذ في مجاله وتخرج على يديه نخبة من كبار الإذاعيين في المملكة، وعرف بالحزم والانضباط والمهنية وما يزال يواصل عطاءه بكل اقتدار.