داء القطط هو أحد الأمراض والأوبئة المنتشرة حاليا. وهو كائن طفيلي يدعى (toxop losmosis توكسوب لازموزيز) لا يرى بالعين المجردة، يتواجد في أمعاء القطط ويخرج مع فضلاتها على شكل بيوض فيلوث العشب في الحقول، وعندما تأكله المواشي تنتقل إليها هذه البيوض، وتنقله للإنسان عن طريق تناول لحومها غير المطبوخة جيداً، حيث يوجد هذا الطفيلي فيها. كما يمكن انتقال المرض بتناول الإنسان ورقيات تلك الحقول الملوثة كالبقدونس والخس، فضلاً عن انتقاله بملامسة اليدين أو الفم أو الأنف للحوم النيئة أثناء تقطيعها، أو عند غسل الفواكه والخضراوات، وبعد شرب ماء أو حليب ملوثين بالطفيلي.
وبرغم أنه مرض غير خطير للبالغين وممن لديهم مناعة، فهو يصيب كل الأشخاص وبمختلف الأعمار، إلا أن خطورته تكمن في إصابة المرأة في سن الحمل والإنجاب، لاسيما في فترة حملها أو ما قبله. وهو من الأمراض الكامنة، وقد لا يعرف الشخص أنه أصيب به، فأعراضه مشابهة لأعراض الأنفلونزا، حيث الرشح وارتفاع في درجة الحرارة والصداع، وأحياناً انتفاخ الغدد اللمفاوية وجحوظ العينين. ويظهر عند الرجال على شكل بقع حمراء تنتشر في الجسم وخاصة اليدين والبطن. ويوجد بنسبة أكثر من 50% في النساء. ويتبين عند تحليل الدم، لذلك تنصح المرأة بإجراء التحاليل قبل الحمل. ويلزم أخذ فترة علاجية كافية للتخلص من الداء نهائياً. فما يقارب 30-40% من النساء ممن هن في سن الإنجاب قد يصبن بهذا المرض، وقد تكتسب بعضهن مناعة داخل أجسامهن تجاه الطفيلي، فلا يصبن به مرة ثانية، ولكن لا توجد حصانة 100% حيث إن بعضاً منهن أصبن به في السابق وأصبن به مرة ثانية أثناء فترة الحمل، بينما الأكثرية غير مصابات وغير محصنات ضده.
وإذا أصاب الجنين داخل الرحم في الأشهر الأولى من الحمل فإنه يسبب تشوهات خلقية. وأكثر الأعضاء عرضة للإصابة العين والدماغ والغدد اللمفاوية خط الدفاع الأول للجسم. وفي الحالات المزمنة والحادة قد يموت الطفل بعد الولادة مباشرة أو بعد فترة قصيرة، مع احتمال حصول إسقاط للجنين، وإن أصاب الحامل في الأشهر الأخيرة فإنه ينتقل سريعاً عن طريق المشيمة للجنين داخل الرحم. ويمكن أن تنقل المرضعة العدوى لطفلها عن طريق الحليب. ولذلك فالوقاية أفضل من العلاج.
وليس الهدف من هذا المقال تخويف وإفزاع الأمهات الحوامل، بل الغرض الوقاية منه كأفضل وسيلة للتخلص من عواقبه. ولهذا ينبغي طبخ اللحوم بالماء المغلي، والحرص على تجميدها جيداً، وعدم تناول اللحوم المجففة، فالطفيلي تقتله الحرارة العالية والبرودة الشديدة، مع ضرورة الاهتمام بالنظافة، وغسل اليدين جيداً بعد تقطيع اللحوم أو لبس قفازات عند تقطيعها. وتنظيف لوح التقطيع بعد الانتهاء بالماء الحار والصابون، والاهتمام بغسل الفواكه والخضروات جيداً. والامتناع عن تناول البيض النيئ أو شرب حليب غير مبستر، والتوقف نهائياً عن تناول الوجبات السريعة، أو الأكل من مطاعم استراحات الطرق الطويلة، وارتداء القفازات عند العمل بالحديقة المنزلية، وتجنب ملامسة القطط.
ولكي لا تدمَّر أحلام الأمهات في ولادة طفل معافى يملأ البيت فرحاً ودفئاً، فإنه حري بها الاهتمام بنوع غذائها، فالمولود غالٍ وهي أغلى!
rogaia143 @hotmail.Com
www.rogaia.net