العهد كل ما توعد عليه وكل ما بين الناس من مواثيق وعقود وعهود فهو عهد، وإن الوفاء بالعهد يشمل كل طاعة؛ عبادة ومعاملة، ونكث العهد يشمل كل معصية، وإن الوفاء بالعهد هو الدين وإن الدين الوفاء بالعهد، والوفاء بالعهود أمانة والأمانة فضيلة من أهم الفضائل وقد ورد ذكر الأمانة في أكثر من عشر آيات
، كما أن الأحاديث النبوية الشريفة تدلل على أهمية الأمانة: قال صلى الله عليه وسلم: (أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك)، وهذا دليل على سماحة الإسلام حتى إنه عليه الصلاة والسلام نهى عن الخيانة حتى لمن خان، وقد ربط الإسلام الأمانة بالفروض، وأكد أنه لا إيمان لمن لا أمانة له ولا صلاة ولا زكاة لمن لا أمانة له، وإذا كان الإسلام يأمر الإنسان باحترام كل الفضائل والوفاء بالوعود والعهود فأنه من الأولى والأهم الالتزام بالأمانة، فكل الفضائل والقيم التي أمر بها الإسلام هي أمانة في الأعناق، وهي إحدى سمات الحياة الروحية في الإسلام، فطاعة ولي الأمر أمانة، وخدمة الوطن أمانة، وحماية الحدود والمقدسات أمانة، وردع الظلم أمانة، والعمل أمانة، وكل ما يتعلق بحياة الإنسان وتعامله أمانة، ومكافحة الإرهاب أمانة، ومحاربة المخدرات أمانة، ومحاربة كل الرذائل أمانة، وإذا كان حفظ الأمانة هو محل اعتزاز وافتخار الإنسان السعودي المؤمن المخلص الوفي فأنه يحق لهذا الإنسان أن يتباهى أمام العالم أجمع، وأن يفاخر ويعتز برجال حفظوا الأمانة وأدوها بصورتها الحقيقية التي لا تشوبها شائبة، إنهم مع كل الاعتزاز رجال الأمن البواسل المرابطون في حدود الوطن وداخله وفي كل مكان من أرض الحرمين، رجال يحفظون الأمن لأن الأمن والاستقرار أمانة، رجال الأمن جنود الحق، رجال عبدالله وسلطان ونايف، رجال المهمات الصعبة، نهلوا من العلم وتعاملوا مع الأحداث بصورة ترتفع معها الرؤوس ويفتخر بها المواطن، إن هؤلاء الرجال من قادة وضباط وأفراد يحملون على صدورهم أوسمة؛ حب الناس واحترامهم لهم ولأدوارهم الهامة في حماية الأعراض والأنفس والأموال والأمن والاستقرار والطمأنينة في بلد الخير والنماء والعطاء، رجال الأمن الذين شهد لهم العالم على إقدامهم وشجاعتهم وتفانيهم وتأديتهم للمهمات الموكلة لهم وحفاظهم على العهود والالتزام بالأمانة الملقاة على كواهلهم، هم محل وإكبار القيادة الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورجل الأمن الأول الذي يؤكد وباستمرار أن رجل الأمن الحقيقي هو المواطن الواعي والمدرك الذي يحفظ الأمانة ويرعى الحقوق. أما الذين باعوا ضمائرهم وتنكروا للوطن ولأهلهم وانحرفوا في متاهات الضياع وامتهنوا الإرهاب وخانوا الأمانة ونقضوا العهود وشقوا عصا الطاعة وتنكروا للقيم والشيم والأمانة والأخلاق فمصيرهم في قبضة العدل وليدركوا أن للوطن رجالاً يحمونه بعد الله، فتحية إكبار وتقدير لكل رجال الأمن في مختلف تخصصاتهم وتشكيلاتهم وإلى مزيد من التوفيق لكل من يحمل الأمانة ويؤديها ويحافظ عليها ولندرك جميعاً بأن هناك فرقا كبيرا بين الأمانة والخيانة.
****