في البداية أود تسجيل إشادة سريعة بخطيب الجمعة بالجامع الواقع خلف مستشفى اليمامة بالرياض حيث كان لي نصيب من السعادة والفائدة من مضمون خطبته، لاسيما دعواته للانتصار لجنودنا المرابطين على جبهة الجنوب الذين يقومون بواجبهم الوطني ضد تيارات وطوائف تريد التسلل ونفث أفكارها الخاطئة لخلخة صفوفنا، فبارك الله فيه وفي كل خطيب ومعلم يسعى لتنوير المجتمع بهذه المسائل المهمة.
ثم أُعرج على إلقاء نظرة على وريقات جلبتها طفلتي من مدرستها بعد أن وزعت في مناسبة مدرسية صباحية، ولن أتطرق للأخطاء الإملائية واللغوية إذ إن في مضامينها الأهم الذي يلفت الانتباه؛ ففي ورقة بعنوان: هكذا أتمنى أن تكون أُمي، جاء في الرقم الثاني ما نصه: أتمنى أن تكون أمي على قدر كبير من الوعي والثقافة بما يدور حولها من مؤامرات ودسائس تحاك لها بدقة وتدبير.. (مؤامرات ودسائس بدقة وتدبير)!! مِمنْ، وكيف يستوعب عقل الطفلة هذا؟ من يتآمر على والدتها وما حجم المؤامرة وما هدفها ومغزاها واحتمالات نهايتها، وما هي قوة رد الفعل عند هذه الوردات الصغيرات تجاه هذا المنهج من اعتناق أسلوب المؤامرة والدسيسة؟ في حين كان المأمول انتشال الصغيرات (أمهات المستقبل) من هذه المفاهيم ونقلهن إلى آفاق الشفافية وروح التعاون الصادق، ثم إن في الوريقات ما ورد من إحدى الشركات وتوزعه المدرسة على الطالبات وفيه نصح وإرشاد، فهل كل شركة يمكنها أن توزع بمدارسنا ما تريد؟! يبدو لي أن الأمر ليس كذلك، والجواب الأكيد عند إدارات التعليم، لكن قبل ذلك كان على مديري المدارس عدم التساهل بتوزيع المطبوعات.