Al Jazirah NewsPaper Wednesday  18/11/2009 G Issue 13565
الاربعاء 01 ذو الحجة 1430   العدد  13565
سرطان الثدي.. ما بين الاكتشاف المبكر والعلاج الحديث
د. وليد همام

 

تعتبر أورام الثدي الخبيثة أكثر الأورام شيوعاً بين النساء حيث تمثل حوالي 35% من حالات الإصابة بالأورام الخبيثة في النساء.. أما في الرجال فتحدث ولكن بنسبة نادرة حيث تبلغ احتمالية إصابة المرأة أكثر من الرجل بمائة ضعف وتزيد نسبة الإصابة بهذا المرض مع التقدم في العمر حيث تبلغ نسبة الإصابة للنساء فوق سن 40 سنة بالمقارنة بالنساء تحت سن 40 سنة حوالي 1:9.

وتزيد نسبة الإصابة به في الولايات المتحدة الأمريكية والبلاد الغربية أكثر من آسيا وأفريقيا.. وقد يرجع العلماء والباحثون ذلك إلى اختلاف طبيعة التكوين الجيني والمادة الوراثية لهذه البلاد مع اختلاف الظروف البيئية وأسلوب المعيشة.

هذا ويعتبر التاريخ المرضى للعائلة والوراثة من العوامل المهمة نوعياً حيث تبلغ احتمالية إصابة السيدات ذات القرابة من الدرجة الأولى للمصابة بالمرض فكم من المصابات بالمرض هن الوحيدات اللاتي قدر لهن الإصابة على مستوى العائلة الواحدة.. لذلك فيلزم للأقارب المتابعة بالفحص الدوري فقط دون خوف لأن الاكتشاف المبكر للمرض.. يجعل نسبة الشفاء تتجاوز 95% مع طرق العلاج الحديثة وذلك من بعد توفيق الله سبحانه وتعالى.

وإذا تحدثنا عن العوامل الأخرى المساعدة على حدوث الإصابة بهذا المرض من خلال الأبحاث والدراسات فلا يمكن أن تتجاهل استعمال الهرمونات الأنثوية خاصة هرمون الأستروجين بتركيزات عالية خصوصاً في أمراض منع الحمل وعلاج أعراض ما بعد انقطاع الطمث والتي كانت تتبع قديماً في فترة الثمانينيات من القرن الماضي كان لها دور مؤثر.. كما أن التعرض للإشعاعات الذرية والانفجارات النووية والمواد المسرطنة والمبيدات غير المطابقة للمواصفات العالمية واستخدام المواد الدهنية بصورة مبالغة في الطعام وإدمان الكحول من أهم العوامل المساعدة على حدوث المرض.. ويُعتبر الاكتشاف المبكر والمراحل الأولى للمرض هما حجر الزاوية.بالنسبة لعلاج هذا المرض والشفاء التام -بإذن الله- لذلك تنصح المنظمات العالمية السيدات والآنسات بفحص الثدي ذاتياً مرة واحدة شهرياً ابتداء من سن 20سنة كما تنصح أيضاً بالفحص الدوري عند طبيب متخصص كل ثلاث سنوات ابتداء من سن 20 سنة حتى سن 39 سنة وكل سنة عند بلوغ الـ40 سنة مع عمل أشعة موموجرام وتلفزيونية على الثدي سنوياً ابتداء من بلوغ سن 40 سنة للنساء كما تنصح النساء باستشارة الطبيب عند الإحساس بأي كتلة في الثدي أو تحت الإبط أو فوق عظمة الترقوة أو أي تغير في جلد الثدي أو الحلمة أو نزول إفرازات من حلمة بصورة غير طبيعية.ومما يُشار إليه في هذا المجال هو حدوث طفرة كبيرة في مجال التشخيص والعلاج في مجال الأورام عامة وفي مجال أورام الثدي بصفة خاصة، وذلك بفضل الله سبحانه وتعالى ثم جهود العلماء والباحثين خصوصاً في فترة الثلاثين سنة الأخيرة فبالإضافة إلى الطرق التقليدية في مجال التشخيص وأشعات الماموجرام والأشعة التلفزيوينة ظهرت بصورة خاصة طريقة استخدام أشعة الرنين المغناطيسي كأداة حساسة للكشف عن أورام الثدي المتناهية الصغر ولتقييم حجم الورم خاصة مع وجود عدم استئصال الثدي في المرأة بصورة كاملة، بل فقط استئصال جزئي مع الحفاظ على أنسجة وتكوين الثدي بصورة تجميلية طبيعية.

كما تؤدي دراسة الخريطة الخاصة بالجينات الوراثية للسيدات اللاتي تحتمل نسبة إصابتهن بالمرض أكثر من غيرهن، وتحديد جينات معينة 1BRCA), ( 2BRCAالأمر الذي يؤدي إلى البدء في إعطائهن علاجاً هرمونياً يساعد على التقليل بصورة كبيرة من نسبة الإصابة بالمرض.

هذا وينقسم المرض إلى أربع مراحل أقلها خطورة هي الأولى والأكثر خطورة هي الرابعة وتبلغ نسبة الباقين على قيد الحياة بعد مرور 10 سنوات على الإصابة والعلاج في المرحلة الأولى أكثر من 90% ثم 70% للثانية و40% للثالثة 10% للرابعة وذلك من خلال الدراسات والأبحاث العالمية.

كما يُعد التشخيص الباثولوجي وتحديد نوعية الخلايا تحديداً دقيقاً مع تحديد درجة تميز الخلايا ودرجة نشاطها وتحديد مستقبلات الهرمونات والمستقبلات المناعية على الخلايا من أهم الخطوات التي تساعد بصورة أساسية على تحديد نوع العلاج اللازم في كل مرحلة من مراحل المرض.

ولذلك لا تستطيع إلا أن تقول إن التشخيص المبكر واستخدام الأدوات والتقنيات الحديثة في التشخيص هو أساس العلاج السليم القادر بتوفيق من الله عز وجل على شفاء المريضة شفاء تاماً.

وتتعدد طرق علاج سرطان الثدي وتتكامل مع بعضها البعض بصورة كبيرة لتعطي المريضة نسباً ممتازة في الشفاء.. ومما يجدر بنا الإشارة إليه هنا هو التطور في جراحات الثدي في الفترة الأخيرة حيث إن هناك الجراحات التحفيظية التي تحافظ على قوام الثدي بعد الجراحة وهناك جراحات التجميل التي تحدث بعد الاستئصال الكامل وانتهاء فترة العلاج الإشعاعي مع ظهور العلاج الإشعاعي ثلاثي الأبعاد. (3-D Conformal Racliotherapy.. وIMRT الذي يعطي الثدي جرعة العلاج المناسبة مع الحرص على التقليل من الآثار الجانبية خاصة على القلب والرئتين.

وأيضاً التطور في العلاج الكيماوي والهرموني من ظهور أنواع جديدة من العلاج لم تكن موجودة من قبل خصوصا في العشر سنوات الأخيرة خاصة ما يُسمى بالعلاج الموجه Target Therapy.. والذي يتجه إلى هدفه من الخلايا السرطانية دون المساس بأنسجة الجسم الطبيعية أو مع أقل القليل من الآثار الجانبية والتركيز على خلايا السرطان فقط بما تحمله من مستقبلات معينة على سطحها أو في داخلها يتجه إليها هذا العلاج للقضاء على الخلايا ووقف نشاطها بل وجعل هذه الخلايا تنتهي ذاتياً بما يطلق عليه (Apoptosisكما يستهدف هذا العلاج أيضاً الأوعية الدموية المغذية لخلايا السرطان فيقتل بهذه الأوعية الدموية الأمر الذي يؤدي إلى توقف تيار الدم المغذي للخلايا السرطانية وبالتالي موت وتليف هذه الخلايا.

هذا وبعد الشفاء التام -بإذن الله- تحتاج المريضة إلى المتابعة على فترات دورية محددة تبلغ ما بين شهرين إلى الفحص مع عمل فحص للدم والأشعات اللازمة للتأكد من استمرارية الشفاء والاطمئنان على الصحة العامة للمريضة وإعطائها ما يلزم من الإرشادات الطبية لتكون على خير ما يرام بإذن الله.

استشاري علاج الأورام بالمستشفى السعودي الألماني



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد