أججت الفضائيات الجماهير الرياضية في مصر والجزائر الدولتين العربيتين اللتين تتسابقان للحصول على مقعد في نهائيات كأس العالم المنتظر في جنوب إفريقيا.
وقد اتفق المختلفون والمتنافسون في الفضائيات على توجه واحد هو تحويل التنافس الرياضي إلى خلاف وتنافر أدى إلى فرار أسر مصرية إلى مصر بسبب مضايقات وجدوها من الجمهور الجزائري الهائج بعد انتشار شائعات عن وجود سبع عشرة جثة جزائرية في مطار القاهرة نشرتها إحدى الصحف الجزائرية.
بينما تحالفت القنوات الفضائية المصرية وأسست استديو رياضي مفتوح ويبث على مدار اليوم موضوعات تستثير الجمهور المصري مما شكل اتجاهاً جماهيرياً عاماً بأن الأمر يتجاوز كونه مباراة في كرة القدم إلى ما يشبه المعركة، مما جعل وزير العمل الجزائري يهدد المصريين بعدم إبرام عقود جديدة للعمل في الجزائر وحرمانهم من فرص العمل الجيدة في الجزائر.
تداعيات وتصعيد إعلامي رياضي غير مسئول من الطرفين وغير موجه إلى المصالح العليا أدى إلى أن تدخل إسرائيل في الساحة كلاعب ساخر يرمي بالنكات على العرب الذين حولوا مباراة في كرة القدم إلى معركة!
ولا تهون أيضاً نانسي عجرم فقد غنت لمصر في هذه المباراة خصيصاً وصرحت بأن الجزائر في حالة خصام معها!!
شاهدت المباراتين ولا أدري كيف ستكون الثالثة التي ستُقام في بلد محايد (السودان) لكنني قلقة جداً بوصفي امرأة عربية متطلعة للسلام والتنمية المعرفية، قلقة على الإعلام العربي (الرياضي) الذي ما زال يُدار بغوغائية المدرجات وكأنه يعمل منفرداً عن السياق الإعلامي العام لدولنا ضارباً بكل الاعتبارات السياسية عرض الحائط.
لا بد من تدخل الساسة سريعاً وقبل حدوث كارثة في ملعب السودان، وأقترح على الاتحاد الدولي لكرة القدم تأجيل المباراة وإعادة صياغة الخطاب الإعلامي والعمل على تهدئة الجماهير في البلدين وتحجيم الحدث إلى أن تعود الأمور إلى وضعها الطبيعي وبعدها فليلعب العرب مباراة في كرة القدم تسعد الجماهير الرياضية.
fatemh2007@hotmail.com