Al Jazirah NewsPaper Wednesday  18/11/2009 G Issue 13565
الاربعاء 01 ذو الحجة 1430   العدد  13565
ندوة التركستاني أولى فعاليات المشاركة السعودية
مشاركة المملكة في معرض فيينا الدولي للكتاب.. الحادي والستين

 

فيينا - الجزيرة

احتضنت فيينا عاصمة النمسا معرض فيينا الدولي للكتاب الحادي والستين خلال الفترة 12 إلى 15-11- 2009م.. تلك التظاهرة الثقافية العالمية التي تجمع بين دول عالمية مختلفة تحت سقف مركز معارض فيينا؛ ليشكلوا أسطر كتاب مفتوح متعدد اللغات، أبت اللغة العربية إلا أن تكون إحداها عن طريق مشاركة المملكة العربية السعودية في هذا المعرض الدولي الكبير؛ لتكون مركز جذب للباحثين عن المصادر العربية الأصيلة، ولتشكل مداداً ثرياً لحضارة إسلامية وعربية رفدت العالم بالمعرفة والعلوم لسنوات طويلة وفي مختلف المجالات.

شهد يوم الأربعاء 11-11- 2009م افتتاح معرض فيينا الدولي للكتاب، عند الساعة السابعة مساءً على منصة البوديوم بمركز المعارض، على شرف معالي وزيرة التربية والفنون والثقافة الدكتورة كلاوديا شميد، وبحضور كل من رئيس اتحاد دور النشر النمساوية جيرالد شانتين، ومدير شركة رييد ميسسيه المنظمة للمعرض المهندس ماتييس لمبيك. وقد سجل حفل الافتتاح حضور قرابة 600 شخص.

وقد مثل المملكة العربية السعودية في حفل الافتتاح سمو الأمير منصور بن خالد آل سعود سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية النمسا، وسعادة الدكتور سالم بن محمد المالك المستشار والمشرف العام على الإدارة العامة للتعاون الدولي والملحق الثقافي بالنمسا الدكتور عبدالرحمن بن حمد الحميضي.

وقد بدأ الحفل بكلمة من الأستاذ المهندس ماتياس ليمبك المدير التنفيذي لمعرض فيينا الدولي، ومن ثم كلمة ترحيب من المستشار التجاري جيرالد شانتين رئيس الرابطة الرئيسية النمساوية لتجارة الكتب.

وقد اختيرت الكاتبة النمساوية إيفا ميناسي لتقديم كلمة الافتتاح، والتي كانت عبارة عن خواطر كاتبة نمساوية مقيمة في برلين، حملت العنوان: بلدي مسقط رأسي والقدر، وهي عبارة عن مشاعر روح نمساوية ممزقة في الغربة بين بعدين، تتألم وتعاني كمعاناة آلام القرون الوسطى. وبعد ذلك جاءت كلمة راعية الحفل الدكتورة كلاوديا شميد التي أكدت على دور النمسا في تشجيع التلاقح الثقافي الدولي.

وبعد الافتتاح رافق الملحق الثقافي سمو الأمير منصور بن خالد آل سعود والدكتور سالم بن محمد المالك في زيارتهم التفقدية للجناح السعودي. وقد تجول سموه بين أقسام الجناح الذي أقيم في هذا العام على مساحة بلغت 100 متر مربع، من مساحته الإجمالية 7200 متر مربع، إثر موافقة صاحب المعالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري على زيادة المساحة من 40 متراً مربعاً إلى 100 متر مربع. وقد ضم الجناح السعودي في إطار هذه المشاركة في هذا العام عدداً من الجهات الحكومية والجامعات السعودية، ونيفاً من دور النشر بالمملكة. وقد مُثلت المملكة في هذه المشاركة من قبل وزارة التعليم العالي ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وجامعة الملك سعود، وجامعة أم القرى، والجامعة الإسلامية، وجامعة القصيم، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، والدار العالمية للكتاب الإسلامي، ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة، ومكتبة الملك فهد الوطنية ومجموعة الرشد. وقد مثل تعدد الجهات المشاركة إثراءً للجناح السعودي.

كما أُطلع سموه على مشاركة عدد من أساتذة الجامعات السعودية في فعالية القراءات الأدبية المصاحبة للمعرض، والمشاركون هم كل من: سعادة الدكتور أحمد بن سيف الدين التركستاني عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والدكتورة سارة بنت إبراهيم العريني وكيلة كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع بجامعة الملك سعود، والدكتورة أسماء بنت عبدالله الخليف عضو هيئة التدريس بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن.

وقد أشاد سموه في نهاية جولته التفقدية بجهود وزارة التعليم العالي وتنظيم الملحقية الثقافية بالنمسا المتميز لمشاركة المملكة العربية السعودية في المعرض. كما أثنى على الجهات المشاركة التي عكست مشاركتها الدور الذي توليه للاهتمام بالثقافة عن طريق الكتاب؛ بما يبرز الوجه الثقافي السعودي في الخارج.

وقد زارت الدكتورة كلاوديا شميد وزيرة التربية والفنون والثقافة الجناح السعودي عقب حفل الافتتاح الرسمي للمعرض، حيث تجولت في أرجائه، وتسلمت إهداء من إصدار الملحقية الثقافية الجديد (مشاهد من الصحراء). وقد وقع مؤلفه نعمان بن محمد كدوه أول الإهداءات لمعاليها.

ويمثل إصدار الملحقية الثقافية الجديد (مشاهد من الصحراء) Plays from the Desert نتاجاً أدبياً جديداً للأدباء والمثقفين، وهو عبارة عن ثلاثة أعمال مسرحية سعودية باللغتين العربية والألمانية (1- ملامح، 2- السجن الكبير، 3- التسوس) للمؤلف نعمان بن محمد كدوه، مبتعث جامعة الملك عبدالعزيز. وقد سبق أن قُدمت تلك الأعمال في عدد من المهرجانات المسرحية المحلية والخليجية والعربية والدولية، وفازت بعدد من الجوائز، وقام المؤلف بترجمتها إلى اللغة الألمانية بعد أخذ موافقة الوزارة بطباعتها ونشرها؛ تشجيعاً لمثل هذه الجهود الأدبية التي ترفد الثقافة العالمية بما يسهم في التقاء التقاطع الفكري والتي تربط بين الثقافات المختلفة.

في يوم الخميس 12-11- 2009م أول أيام المعرض شهدت صالة المعارض إقبالاً منقطع النظير مقارنة بالأعوام السابقة، وقد كان الدكتور ميخائيل هويبل عمدة مقاطعة العاصمة النمساوية فيينا في مقدمة الزوار، وقد زار الأجنحة التي ضمها المعرض، وكان من ضمنها الجناح السعودي، والذي يعتبر أكبر الأجنحة لهذا العام.

وعند الساعة 2.30 ظهراً بدأت أولى فعاليات المشاركة السعودية بندوة لسعادة الدكتور أحمد بن سيف الدين التركستاني، والتي حملت عنوان: (الحوار بين الأديان وأثره في بناء المجتمعات)، والتي أقيمت على منصة (ساخ بوخ). وقد شرف المحاضرة سمو الأمير منصور بن خالد آل سعود.

وبعد المحاضرة توجه الحضور إلى الجناح السعودي لافتتاحه من قبل سمو السفير، وسط جمع غفير من زوار المعرض وبعض الإعلاميين والمهتمين، تقدمهم بعض من السفراء والمسؤولين. وبتشريف سعادة الدكتور سالم بن محمد المالك المستشار والمشرف العام على الإدارة العامة للتعاون الدولي، والأستاذ عبدالله بن إبراهيم الركبان مدير عام العلاقات الجامعية والتعاون الدولي، وعدد من أساتذة وطلاب المدرسة السعودية بفيينا، ومبتعثي الملحقية الثقافية بالنمسا ودول الإشراف. وقد تجول الحضور بعد الافتتاح في أرجاء الجناح السعودي، واستمعوا إلى نبذة عن كل ركن من الأركان، والذي تمثله جهة من الجهات السعودية، ثم تذوق الحاضرون أصنافاً من الأطباق الشرقية التي ضمها البوفيه الذي أقيم بالمناسبة، وغطى تلفزيون المملكة العربية السعودية حفل الافتتاح.

وشهد اليوم الثاني من أيام المعرض، الجمعة الموافق 13- 11-2009م، ثاني المحاضرات السعودية للدكتورة سارة بنت إبراهيم العريني (المرأة السعودية وإنجازاتها المتميزة على الصعيد المحلي والعالمي) في قاعة شوبيرت 5 عند الساعة الثالثة ظهراً.

أما يوم الأحد الموافق 15- 11-2009م فقد شهد محاضرة الدكتورة أسماء بنت عبدالله الخليف عن الأدب الروائي الحديث في المملكة العربية السعودية، على منصة فوروم ليتيراتور.

وحضر المحاضرات الثلاث عدد من المهتمين والمتابعين من المثقفين والمفكرين والأكاديميين العرب والنمساويين، واكتنفت المحاضرات بسيل من المداخلات من قبل الحضور، والتي رافقت المحاضرين إلى الجناح السعودي.

وجذب جناح المملكة العربية السعودية أنظار زوار المعرض؛ نظراً إلى تقدير العالم للكتب والثقافة العربية؛ اعترافاً بالدور الذي لعبه العلماء والأدباء والفلاسفة المسلمون والعرب في خدمة المعرفة البشرية وتقدم العلم في شتى أنحاء المعمورة، وفي مختلف المجالات الفلسفية واللغوية والطبية والهندسية والزراعية والفلكية والبيطرة، وما إلى ذلك. كما تهافت الحضور على بوسترات الحرمين الشريفين، وبوسترات طبيعة المملكة والنهضة العمرانية بالمملكة.

ويشهد معرض فيينا الدولي للكتاب هذا العام دورته الحادية والستين، كما شاركت فيه 15 دولة، ونحو 228 جناحاً، وأكثر من 400 دار نشر، إضافة إلى أكثر من 400000 كتاب، ونحو 325 مؤلفاً، وما يقارب 190 فعالية مصاحبة للكبار، و70 أخرى للأطفال، وتتوزع تلك الفعاليات إلى جانب مركز المعارض في أكثر من 75 مكاناً في أرجاء فيينا.

وأما عن جديد المعرض فهو تخصيص أدب الطفل مادةً رئيسةً لهذا العام، وتخصيص ركن للطفل يهدف من خلاله إلى تعزيز مبدأ التفاعل الثقافي، وتعدد اللغات، إضافة إلى إقامة عروض مسرحية لفئة الشباب، وكذلك تخصيص خشبة مسرح خاصة بالمؤلفين والكتاب من دول جنوب شرق أوروبا ومن وسط أوروبا، وعلى الأخص منهم فئة الشباب التي تركز على الجوانب الصحفية. وإلى جانب منصة الشباب فقد تم إنشاء منصتين أخريين الأولى تعنى بالطبخ وكتبه، والأخرى لخيال الطفل. كما تم تخصيص جوائز لبعض دور النشر التي تسهم في نشر كتب تذكي روح التسامح، وقد شاركت إلى جانب الدولة المستضيفة والمملكة العربية السعودية عدة دول، أبرزها: رومانيا، روسيا، أوكرانيا، التشيك، هنجاريا، سويسرا، إسبانيا، إيطاليا، ألمانيا، وغيرها من الدول.

بذلك أعادت المشاركة السعودية في معرض فيينا الدولي للكتاب تسليط الضوء على التراث الإسلامي والعربي العلمي والثقافي الذي استوقف الغرب مرة بعد أخرى لتقييم شهادة منصفة في حق النهر المعرفي العربي المتدفق، وللتأكيد على أهمية التبادل المعرفي بين الشرق والغرب في خدمة الإنسانية، وصولاً إلى نموذج أفضل للعالم الذي لا يحياه الغرب وحده، وقد أكبر المنظمون والزوار إهداء المملكة العربية السعودية للكتب الفريدة التي احتوى عليها جناحها.

وضم الجناح السعودي، إضافة إلى الجهات المشاركة المذكورة، العديد من المطبوعات الإعلامية والسياحية السعودية التي قامت وزارة الثقافة والإعلام بطباعتها وكذلك مطبوعات خاصة بوزارة الخارجية، أسهمت سفارة المملكة لدى النمسا بعرضها في الجناح السعودي، وكتب أخرى لدارة الملك عبد العزيز ومعهد الإدارة العامة والهيئة العامة للسياحة، إضافة إلى فن الخط العربي الذي جذب الكثير من الزوار الذين رغبوا في الحصول على أسمائهم بالخط العربي. وتأتي تلك المشاركة الناجحة بدعم كبير من قبل معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري ومعالي نائبه الدكتور علي بن سليمان العطية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد