واشنطن - ريم الحسينى - روما - الرياض - الجزيرة
أثار التقرير الذي أصدرته وزارة الزراعة الأمريكية الثلاثاء صدمة في الأوساط الأمريكية بعد أن كشف زيادة عدد الجوعى من الأمريكيين خلال عام 2008 نتيجة الأزمة الاقتصادية حيث قال التقرير إن ما يقرب من 50 مليون شخص بما في ذلك ما يقرب من طفل واحد في أربعة كافحت العام الماضي للحصول على ما يكفي من الطعام.. وتظهر البيانات التي نشرها التقرير أن الحصول على الغذاء الكافي قد تدهورت معدلاته وبخاصة بين الأسر التي لديها أطفال.. في عام 2008، حيث إن ما يقرب من 17 مليون طفل، أو 22.5 في المئة، يعيشون في أسر قدراتها في الحصول على الغذاء تراجعت بنسبة 25 في المائة.. كما أن عدداً من الشبان الذين كانوا في بعض الأحيان جوعى بشكل صريح قد ارتفع عن ما يقرب من 700.000 إلى ما يقرب من 1.1 مليون شخص.
من جهة أخرى شدد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي على دقة الظرف الذي ينعقد فيه المؤتمر العالمي حول الأمن الغذائي الذي يتسم بتراجع أوضاع الأمن الغذائي في العديد من مناطق العالم.
وأوضح الرئيس زين العابدين بن علي أن الأزمة المالية والاقتصادية العالمية كانت من بين العوامل التي زادت في تفاقم هذه الأوضاع وأدت إلى تقلص الاستثمارات الخارجية المباشرة وانخفاض الطلب في الأسواق التي تستقطب نسبة كبيرة من صادرات البلدان النامية.. يضاف إلى ذلك ارتفاع مشط لأسعار المنتوجات الفلاحية أعاق هذه البلدان عن توفير الغذاء الكافي لسكانها.
ودعا الرئيس بن علي إلى تكثيف الجهود وتنسيق البرامج من أجل تعزيز الآليات الكفيلة بمواجهة الأزمات الغذائية الطارئة.
وفي هذا السياق جدد الدعوة إلى تفعيل الصندوق العالمي للتضامن الذي تولى سيادته اقتراحه على الجمعية العامة للأمم المتحدة وتم إقراره بالإجماع سنة 2002 لكي يسهم بدوره في الحد من مظاهر الفقر والجوع في العالم.
وأبرز الرئيس زين العابدين بن علي أن أوضاع الغذاء في العالم تبعث على الانشغال وتحفز إلى تشجيع الاستثمار في الفلاحة وتطوير آلياته على غرار ما تم إقراره في قمة الدول الإفريقية بمابوتو سنة 2003 عندما وقع تخصيص ما لا يقل عن 10% من ميزانيات هذه الدول لفائدة القطاع الفلاحي.
وأوضح أن تونس وضعت قضية الأمن الغذائي في صدارة أولوياتها وقامت بإصلاحات عديدة في المجال أهمها ما تعلق بتحسين الأوضاع العقارية للمستغلات الفلاحية وحفز الاستثمار الفلاحي وتطوير مؤسسات البحث والإرشاد والتكوين والنهوض بحياة السكان بالمناطق الريفية ودعم دور المرأة التنموي في هذه المناطق مع تعبئة الموارد المائية وترشيد استعمالها وإقامة شبكة من السدود والبحيرات الاصطناعية.