Al Jazirah NewsPaper Wednesday  18/11/2009 G Issue 13565
الاربعاء 01 ذو الحجة 1430   العدد  13565

الدول تبقى للأقوياء
عبدالرحمن بن سعود الهواوي

 

كان علي بن حمدان أميراً على ولاية حلب من قبل الخلافة العباسية. ولقد لُقب علي بن حمدان الحمداني بسيف الدولة من قبل الخليفة العباسي ببغداد، وكان سبب هذا اللقب ما كان يقوم به سيف الدولة من الوقوف أمام الهجمات الرومية الموجهة للثغور الإسلامية العربية، والتي كانت في حقيقة أمرها مقدمة للحروب الصليبية التي تلت فيما بعد والتي كان قصدها المشرق العربي الإسلامي وخصوصاً الشام ومدينة القدس بالذات. وقد شارك أبوالطيب المتنبي سيف الدولة في أغلب حروبه لصد الهجمات الرومية الصليبية مدة ملازمته له والتي استمرت لتسع سنوات. وكان أبوالطيب يسجل في شعره كل ما يحدث في تلك المعارك الحربية العظيمة. ففي جماد الآخرة سنة 342هـ مدح أبوالطيب سيف الدولة بقصيدة تبلغ أبياتها ستاً وستين بيتاً، وقد ختمها بهذين البيتين:

فإن تكن الدولاتُ قِسماً فإنها

لمن وردَ الموتَ ألزَّؤامَ تَدُولُ

لمن هوَّن الدنيا على النفسِ ساعةً

وللبيضِ في هامِ الكماةِ صليلُ

يقول أبوالطيب في بيتيه هذين: إذا كانت الدولات - الانتصارات- أقساماً تستحق فإنها لمن يرد الموت الزؤام - المكروه- تدول وتكون له؛ والدولة تدول وتبقى لمن وطن نفسه على القتال لحمايتها، ولم يمل إلى الراحة وحب الحياة، وعنده الصبر على المكروه وهو يشاهد ما يحدث في الحرب من قتل وسلب وأسر.

يبدو أن ما قاله المتنبي في بيتيه هذين ينطبق على أحوال الدول في كل العصور والأزمنة، فعندما تهدد دولة أية دولة سواء كان هذا التهديد من الداخل أو الخارج ينهض فيها رجال لصد هذه الأخطار المحيطة بالدولة. وفي عصرنا الحاضر تقوم الدول بتهيئة أمور عدة للحفاظ على كيانها ومن هذه الأمور امتلاك القوة العسكرية الفعالة؛ والاطمئنان على وجود أمن داخلي يمنع من أي خلل داخلي مربك؛ والتأكد من العلاقة الوثيقة بين الدولة ومواطنيها للاستعداد معاً لصد أي عدوان على الدولة مهما كانت ماهيته، فالمواطن الصادق هو من يكون يدافع عن وطنه بقول أو فعل، أو علم واختراع وابتكار.. فالدفاع عن الأوطان له وجوه متعددة.

إن وطننا ودولتنا المملكة العربية السعودية تواجه ليوم مؤامرات متعددة وخصوصاً من الخارج لمكانتها المتميزة، والمملكة ولله الحمد تقدر على صد أي عدوان عسكري خارجي بما تملكه من جيش قوي له قيادة حكيمة، وهي مطمئنة على أمنها الداخلي، وعلى إخلاص عموم مواطنيها في مواقفهم للدفاع عن الوطن، أما من ينهق هنا وهناك فالزمن كفيل برده عن غيه. إن المملكة اليوم تعيش في مرحلة حاسمة في تاريخها عنوانها العلم والتعلم، والبناء والتطور، ومشاركة دول العالم في تطورها والتماس آفاق المعارف المختلفة منها.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد