توج النصر بطلاً لكأس الاتحاد السعودي للشباب في كرة القدم.. وذلك للعام الثاني على التوالي ومن أمام الأهلي نفسه الذي قابله في الموسم الماضي.. النصر غاب عنه أربعة لاعبين لارتباطهم بمنتخب الشباب فيما لعب الأهلي بغياب عشرة لاعبين ومع ذلك وصل للنهائي وخسر بضربات الترجيح.. التفوق الأهلاوي ووصول الفريق للنهائي بهذا الغياب الكبير جاء في نظر الجميع طبيعياً في ظل الاهتمام الذي يجده الفريق وبتأسيس أكاديمية متكاملة لتخريج البراعم والنشء وتقديم جيل جديد للأهلي جاءت بوادره بانضمام عشرة نجوم من شباب المنتخب الوطني للشباب.. وهنا تبرز أهمية الأكاديميات ورعايتها والاهتمام بها.. ففي الأهلي تجد كل مقومات العمل الاحترافي على مستوى القاعدة ما يجعل المستقبل الأهلاوي بيده مطمئناً لعشاقه.
النصر كسب كأس الاتحاد لكن واقعه الفعلي على الصعيد الفني لا يرتقي لنتائجه بمعنى أن العناصر الموجودة في الفريق الأصفر لا ترتقي لمستوى نجوم المستقبل، لكنها تحقق النتائج بفضل الاهتمام والمتابعة الجيدة التي حظيت بها قاعدة النصر في السنوات الأخيرة.. وبالمقابل فإن التميز الذي كان عنوان العمل في الفئات السنية في الهلال خلال السنوات الست الأخيرة (تقريباً) بات مهدداً بالتراجع والانزواء اللذين ظهرت بوادرهما خلال السنتين الأخيرتين.. وعلى الرغم من أن الهلال حقق بطولة دوري الشباب الموسم الماضي إلا أن القاعدة الزرقاء عموماً نضبت أو على وشك النضوب.. فالجيل الحالي الذي صعد مؤخراً للفريق الأول يبتعد بمسافة كبيرة عن الجيل الذي يليه من حيث المستوى والنوعية.. وذلك بعد فترة الركود التي شهدها العمل على مستوى القاعدة في السنتين الأخيرتين، حيث يتحدث الكثير من الهلاليين عن العمل الروتيني المتكرر في القاعدة الزرقاء وغياب التخطيط والعمل المؤسس على خطة طويلة الأمد وعدم وجود الكفاءات الكافية سواء على المستوى الفني أو الإداري.. أضف إلى ذلك الأزمة التي تعانيها القاعدة على صعيد الملاعب دون أن تتحرك الإدارة المشرفة لإيجاد حلٍّ لها رغم السنوات الطويلة التي مضت.. فهناك على سبيل المثال أرض مخصصة للنادي بجوار الملعب الرديف، أعلن عن تنفيذها ووضع منشآت مميزة عليها أبرزها ملعب مناسب للفئات السنية لكن التنفيذ توقف لأسباب مجهولة على الرغم من إبداء عدد من أعضاء الشرف استعدادهم للتنفيذ.. أضف إلى ذلك الملاحظات العديدة التي تبديها الجماهير الهلالية حول الإهمال وسوء استقبال المستجدين وكفاءة المقيمين لهذه المواهب وعدم وجود اهتمام بتسجيل من يحضر للنادي للخضوع للتجربة من الموهوبين.. فالتركيز يكون على أسماء معينة تجلب من خارج الرياض يقوم بها الإداريون بدور البطولة على صدر الصحف بتسجيل هذا اللاعب أو ذاك.. ولعل النتائج التي تحققها فرق الناشئين في الموسم الماضي والحالي والخسائر المتكررة من النصر على صعيد الشباب والناشئين وغياب المواهب الجديدة وباستثناء لاعب أو اثنين يعرفهم الجميع أقول لعل كل ذلك يعطي مؤشراً على أهمية إعادة النظر في سياسة القاعدة وتمويلها والعاملين فيها وحاجتها لخطط جديدة وسياسات واضحة وبرامج منظمة.. فالعمل في القاعدة مهم جداً جداً ويكفي أن نشاهد هذه العناصر الرائعة التي منحتها القاعدة الزرقاء خلال المواسم الماضية والتي أسعدت كل الهلاليين.. فنجوم المستقبل الأزرق الذين قدمتهم القاعدة ها هم الآن في المنتخب الأول، وهنا يكون العتب الجماهيري كبيراً حين يتراجع أو يتوقف العمل بالشكل الحالي.. فبنظرة سريعة لفرق الشباب الناشئين يستطيع الشخص أن يجد الفارق الكبير بين من تم تقديمهم خلال المواسم الخمسة الأخيرة ومستوى اللاعبين الحاليين ولذلك فليس غريباً أن يخرج الهلال خالي اليدين، والأهم أن عدد لاعبيه في منتخبات الشباب والناشئين تراجع بشكل مخيف، وواضح مع تراجع مستوى العمل والتمويل.. فالقاعدة كما قلنا بحاجة لعمل مضاعف وملاعب كافية ومدربين أكفاء وكشافين، وقبل ذلك فتح الأبواب أمام المواهب الراغبة بالتسجيل واستقبالهم ومنحهم الفرصة لاختيار الأفضل.. فأكثر من شخص تحدث عن عدم الاهتمام واللامبالاة التي يبديها بعض الإداريين والمدربين بلاعبين جيدين لا يجدون الفرصة لتقديم أنفسهم.. وحفاظاً على التاريخ الناصع البياض لقاعدة الهلال والإدارة المشرفة يجب إعادة الحياة مجدداً لها والالتفات لمستقبل الهلال حتى يبقى مصدراً دائماً للمواهب والنجوم.. وأنا هنا أعيد بعض الأفكار التي رددها هلاليون مخلصون بأهمية تشكيل إدارة فاعلة لفرق القاعدة وتوسيع التنسيق مع إدارة النادي فيما يتعلق بالاستفادة من وجود مدرب كبير وخبير هو البلجيكي جيرتس، بحيث تتم الاستعانة به لتوفير أطقم فنية مميزة تعمل تحت إشرافه لتوحيد العمل والأسلوب الفني ووضع خطط علمية تعمل عليها القاعدة بدلاً من الاجتهادات الفردية.كما يطالب الكثير من الهلاليين بالاستفادة من الأراضي الحكومية المجاورة للنادي باستئجارها وإقامة الملاعب عليها وتفعيل إنشاء الملعب الرديف الذي طال انتظاره، وكل ذلك لا يقلل من الجهود التي بذلت وتبذل في القاعدة لكن الواقع الحالي يقول إن الهلال بحاجة لتحرك حقيقي لوضع أسس صحيحة تضمن استمرار الزعيم زعيماً في كل الفئات.
لمسات
** النصر حينما شارك بفريقه الأول في كأس فيصل سارت الأمور بشكل طبيعي.. وحين تعالت الأصوات بعد الخسارة من أولمبي الهلال تم إشراك بعض العناصر الشابة ليتلقى الفريق خسائر كبيرة!!.
***
** النصر بحاجة لإداري خبير يفهم كرة القدم ويعمل برؤيته الشخصية بعيداً عن مطالبات الجماهير وآرائها.. وهذا لا يتوفر سوى لدى سمو الأمير فيصل بن عبدالرحمن فقط!.
***
** غداً تتحد جميع المنتخبات المتأهلة لكأس العالم القادمة.. وبالتأكيد فالأنظار العربية مركزة على لقاء مصر بالجزائر المصيري في (أم درمان) السودانية.. التوقعات تشير إلى أن المباراة ستكون مخالفة تماماً للقاء الماضي ولن تكون مهمة المنتخب المصري سهلة لتجاوز محترفي الجزائر.. بالتوفيق للفريقين الشقيقين.