«الجزيرة» - صالح الفالح:
يصل فخامة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم (الثلاثاء) إلى الرياض في زيارة رسمية إلى المملكة تستغرق يومين يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - وسيتم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات بالاضافة إلى بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك إلى جانب استعراض آخر التطورات والمستجدات التي تشهدها المنطقة وأبرزها مسيرة عملية السلام المتعثرة والقضية الفلسطينية والأوضاع في العراق.
وفي غضون ذلك أعرب السفير الفرنسي لدى المملكة برتران بوزانستون عن سعادته وسروره لزيارة الرئيس ساركوزي إلى المملكة وأكد في تصريح خص به (الجزيرة) على أهمية الزيارة في تعزيز مسيرة العلاقات المشتركة في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة نحو الأفضل وآفاق أرحب نظراً لما تمثله المملكة من ثقل عالمي وعربي وإسلامي رفيع ولما تمثله فرنسا عالمياً وأوروبياً تحديداً وما يمكن أن تصنعه هذه العلاقة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين لخدمة السلام والأمن العالمي.
ولفت إلى أن الرئيس الفرنسي كان قد زار المملكة مرتين في شهري كانون الثاني (يناير وتشرين الثاني) نوفمبر 2008م فيما سبق لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن زار فرنسا في يونيو 2007م، بعيد انتخاب الرئيس ساركوزي واصفاً العلاقات التي تربط البلدين بأنها وثيقة وعميقة ومتميزة قائمة على إستراتيجية متجددة مؤكداً في سياق تصريحه أن الزيارة الحالية للرئيس ساركوزي والتي من المقرر أن تبدأ اليوم تأتي لترسيخ العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات والتي تشهد نمواً كبيراً سواء ما يتعلق في المجال العسكري والسياسي والعلمي والثقافي والاقتصادي والاستثماري وغيرها من المجالات الأخرى.
وتأتي هذه الزيارة في ظل ما تشهده المنطقة من متغيرات دولية وفي ظل ظروف دقيقة وحساسة بالغة الأهمية ما يتطلب العمل على تعزيز التعاون والعلاقات المشتركة في شتى المجالات.
وعلى صعيد متصل أكدت وزيرة التجارة الخارجية الفرنسية ان ماري ايدراك على أهمية زيارة فخامة الرئيس الفرنسي للمملكة وأوضحت في تصريحات أدلت بها لدى زيارة قامت بها مؤخراً إلى الرياض وعقدت خلالها عدة اجتماعات تضمنت لقاءات منفصلة مع كل من معالي وزير النقل جبارة الصريصري ومعالي وزير التجارة والصناعة عبد الله زينل ومعالي وزير المياه والكهرباء م. عبد الله الحصين.
وأوضحت أن مشاريع الطاقة والمياه والصرف الصحي ضمن أبرز المشاريع التي تتطلع فرنسا لفوز شركاتها بها.
وأكدت أن الرئيس ساركوزي ملتزم ولديه حرص تجاه تقوية العلاقات المشتركة بين البلدين الصديقين.
وألمحت في سياق تصريحها إلى أن زيارة الرئيس الفرنسي الحالية للمملكة ربما تنجح في دخول التعاون الثنائي المشترك إلى مجالات تطوير البنى التحتية خصوصاً في مجالات وأنشطة النقل والطاقة وفي غضون ذلك توقعت وزيرة التجارة الفرنسية أن يكون ملف قطار الحرمين السريع ومشروعات الطاقة والمياه ستكون حاضرة وستتصدر الرئيس الفرنسي وأجندة المباحثات السعودية - الفرنسية المعمقة التي ستتم وتعقد بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وأبدت تفاؤلها بنجاح الزيارة وتحقيق نتائج ايجابية ومثمرة لخدمة البلدين ومصالحهما المشتركة.
التعاون الاقتصادي:
وترتبط المملكة وفرنسا في تعاون اقتصادي مميز ومتطور ويسعيان وبصورة مستمرة على الارتقاء بهما والعمل على تحسين علاقات الشراكة في المجال الاقتصادي والاستثماري والتجاري بصورة أفضل خصوصاً في حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي وصل إلى نحو سبعة مليارات دولار من خلال بذل المزيد من النمو في ظل ما يسعى إليه البلدان من بذل جهود متواصلة وحثيثة في تقديم العديد من الفرص والتسهيلات أمام المستثمرين خصوصاً المملكة وتقديمها لتسهيلات من أجل تطوير وتعزيز علاقات الشراكة لتصل إلى مستوى الطموحات والعلاقة القائمة بين الجانبين السعودي والفرنسي خصوصاً الاستثمار في مجال الكهرباء والطاقة والصناعات وقطاع النقل والمياه فيما يسهم وبشكل كبير في تنمية علاقات اقتصادية طويلة المدى وبالتالي تحقيق مصالح البلدين الصديقين المشتركة بصورة أفضل.
المجال التعليمي
أما ما يخص الجانب التعليمي بين المملكة وفرنسا فقد تضاعفت حجم البعثات الدراسية إلى فرنسا ففي الوقت الذي كان العدد لا يتجاوز الـ(60) طالباً وطالبة في بداية المرحلة ليرتفع العدد في السنوات الأخيرة ليصل إلى أكثر من (500) طالب وطالبة يتلقون الدراسة الجامعية في مختلف التخصصات في مجالات الطب والقانون واللغات إلى جانب عدد من المبتعثين للدراسات العليا وتتوجه المملكة إلى الزيادة في اعداد المبتعثين السعوديين للدراسة في فرنسا في مجالات أخرى متعددة لهدف التحصيل العلمي النافع والاستفادة من الامكانات العالية والمتميزة في الجامعات الفرنسية وتقديم الصورة المشرفة للمجتمع السعودي والاتصال بالثقافات والحضارات المختلفة.
التعاون الأمني
وبما يخص التعاون الأمني المشترك فقد تعززت الشراكة السعودية - الفرنسية في المجال الأمني من خلال التوقيع على اتفاق في شباط - فبراير 2008م يسمح بتعميق التعاون بين البلدين في مجالات مكافحة الارهاب وكذلك عمليات التهريب والاتجار غير المشروع كتهريب المخدرات والاتجار بالبشر بالاضافة إلى مكافحة ظواهر الاتجار الإلكتروني.
مجال الطاقة
وفيما يتعلق بالتعاون في مجال الطاقة فقد وقع البلدان في كانون الثاني - يناير 2008م على اتفاق مبتكر في قطاعي النفط والغاز أرسى تعاوناً مميزاً في مجال الطاقة وذلك من خلال انشاء مجموعة عمل فرنسية - سعودية ومؤلفة من خبراء تعاون مع الشركات وتشكل هذه الاتفاقيات المبرمة بين البلدين الصديقين والأخرى التي جار التوقيع عليها تأكيداً على الثقة المتجددة بين المملكة وفرنسا وتزويدها بالخبرات والامكانات والتكنولوجيا الفرنسية المتقدمة والعمل على تنمية التعاون والعلاقة بين المملكة وفرنسا.
تجدر الإشارة إلى أن هناك أكثر من (4000) مواطن فرنسي يقيمون في المملكة ويشاركون في دعم مسيرة جوانب التنمية من خلال اقامة المشروعات العملاقة إلى جانب دورها في تنمية العلاقة الفرنسية - السعودية.