Al Jazirah NewsPaper Tuesday  17/11/2009 G Issue 13564
الثلاثاء 29 ذو القعدة 1430   العدد  13564
هذرلوجيا
نازح vip
سليمان الفليح

 

في بدء أزمة احتلال الكويت من قبل النظام العراقي السابق التقى أحد أصدقائي الكويتيين بمجموعة من الإخوة العرب في ردهة أحد فنادق الدرجة الأولى بإحدى عواصمنا العربية, ومن باب (الشماتة) ليس إلا قال أحدهم (ذق طعم النزوح الآن كما ذاقه قبلك الآخرون) فأجاب صديقي وبما عرف من روح ساخرة (نعم لقد ذقته الآن ولكن بفضل الله تعالى أولا ومن ثم فضل أبي فيصل - أطال الله عمره- يقصد الملك فهد بن عبدالعزيز طيب الله ثراه, وبفضل شعبه السعودي الكريم فأنا نازح (vip) - أي نازح درجة أولى بدليل أنني أسكن في فندق خمسة نجوم لا خيمة !!! وكذلك أهلي في مدينة الرياض, هذا الموقف المأساوي الساخر تذكرته الآن وأنا أقرأ أخبار نزوح المئات من أهل قرانا الجنوبية والتي شاء الله أن تقع جغرافيا على الحدود السعودية اليمنية والتي ابتلشت مثلما ابتلي جيرانها من القرى اليمنية الشقيقة -(بوباء) هذه الطغمة التي تسللت إلى أراضي المملكة, وبالطبع ونظرا لوعورة المنطقة الجبلية فأن هؤلاء (الأعداء - الوباء) يصعب عسكريا تمشيطهم بالسرعة التي يتوقعها البعض - لأنهم ليس تجمعات بشرية ولا أهداف منظورة بل مجرد عصابات متفرقة متغلغلة في الجبال وتنتشر بشكل إفرادي تستغل وعورة وطبيعة الجبال التي لا يصل إليها أحد إلا المظليين وقوات الصاعقة بشكل فاعل لربما أكثر حتى من الطيران ومن هنا لا نستغرب إطالة التمشيط الكلي حتى الاجتثاث الكامل لتلك العصابات المسلحة. ونحن إذا نورد هذا الاستطراد الذي هو ليس من اختصاصنا ككتاب بقدر ما هو من اختصاص العسكريين من قواتنا المسلحة حماهم الله من كل سوء وحقق لهم بإذنه النصر المؤزر وأسكن من استشهد منهم جنات النعيم لأنهم يجاهدون من أجل الوطن والدين والعرض والمال والدم.

أما ما يعنينا نحن هنا فهو استعادة الصورة التاريخية لشهامة ونبل وكرم المواطن السعودي الذي كان يسابق الدولة في احتواء (نازحي) دولة كاملة هي شقيقتنا الكويت وبصورة سريعة ومشرفة ومثالية ووفر لهم السكن (الراقي) والعيش الكريم وبالتالي، فمن الطبيعي أن نعيد تلك التجربة الرائعة مع مواطنينا في الجنوب حتى تنقشع الغمة!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد