Al Jazirah NewsPaper Tuesday  17/11/2009 G Issue 13564
الثلاثاء 29 ذو القعدة 1430   العدد  13564
مدير الأمن العام الفريق سعيد القحطاني في حوار مع (الجزيرة):
حشد آلاف الضباط والأفراد لتقديم خدمة راقية لحج آمن وسالم

 

أكد معالي مدير الأمن العام الفريق سعيد بن عبدالله القحطاني بأن الأمن العام قد حشد عشرات الآلاف من الضباط والأفراد في مكة المكرمة، والمشاعر المقدسة، وفي المدينة المنورة، وفي الطرق التي يسلكها الأمن العام؛ من أجل تقديم خدمة راقية وصولاً إلى حج آمن وسالم.

وقال معاليه في حديث لـ(الجزيرة): إن مهمة الحج مهمة مقدسة ونفتخر بها.. لخدمة ضيوف الرحمن على أكمل وجه وبما يحقق راحتهم في أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.

وأوضح معاليه بأن الطاقات البشرية قد تم إعدادهم إعداداً جيداً لخدمة ضيوف الرحمن من خلال التوضيح لهم بأن هذه المهمة المقدسة هي أولى المهمات التي يفتخر بها الأمن في المملكة وهي خدمة الدين وخدمة الوطن.. وخدمة الزائرين لهذه الأماكن المقدسة.وكشف معاليه بأن هذا العام سيتم التركيز على تطوير مراكز القيادة والسيطرة من خلال تزويدها بالتقنيات الحديثة التي تساعد على قياس الحشود سواء في الطرقات أو في المشاعر.. وأن توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وسمو نائبه، وبمتابعة مستمرة من سمو المساعد للشؤون الأمنية كان لها الأثر الكبير في استحداث قيادة متخصصة في حركة المشاة ودعمها بما تحتاج إليه من الكوادر والأجهزة والآليات، وإنشاء القوات الخاصة لأمن الحج هي إضافة جديدة لرفع مستوى الأداء لخدمة الحجاج..

وأوضح معاليه بأن حج هذا العام سوف يشهد بحول الله تميزاً واضحاً في مختلف الجوانب، من خلال توظيف التقنية الحديثة المتطورة والخطط التي تم إعدادها إعداداً جيداً بما يحقق تطلعات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني والمسؤولين في وزارة الداخلية..

وأضاف الفريق القحطاني: إن مديرية الأمن العام إحدى قطاعات وزارة الداخلية، وهي بعملها تنطلق من اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - بتسخير كافة الإمكانيات والجهود لخدمة حجاج بيت الله الحرام، فالأمن العام يحشد عشرات الآلاف من أفراد الأمن سواءً في مكة المكرمة أو في المشاعر المقدسة أو في المدينة المنورة أو في الطرق التي يسلكها الأمن العام، حيث نهدف من هذا إلى خدمة راقية وصولاً إلى حج آمن سالم بإذن الله، لا ندخر أي جهد أو إمكانيات في سبيل هذه المهمة التي نعتبرها مهمة مقدسة ونفتخر بها، ولهذا نحن كل عام نوظف إمكانيات الشباب الذين يتم استقطابهم في مدن التدريب المنتشرة على أرض مملكتنا لهذه المهمة، حيث يبدأون أولى مهماتهم العملية بعد أن قضوا جزءا من التدريب والتحصيل العلمي في مدن التدريب، حيث يتم إعدادهم للمشاركة في خدمة الحجاج وخدمة المعتمرين فحين نقترب منهم نوضح لهم بأن هذه المهمة المقدسة هي أولى المهمات التي يفتخر بها الأمن في المملكة العربية السعودية، وهي خدمة في الدين والدنيا فيبارك الله لهذا المتدرب في عمله ورزقه.

ندرس الإيجابيات والسلبيات

مؤكداً بقوله: إن استعدادات الحج كل عام تبدأ فور انتهاء الحج السابق، حيث يعقد اجتماع على مستوى القيادات تناقش فيه عدد من الأمور لعل أبرزها: التقارير اليومية وما يصدره مركز القيادة والقيادات الأخرى المختلفة التي تتولى يوماً بيوم جميع التقارير بما فيها من سلبيات، وفي هذا الاجتماع تحدد النقاط أو المحاور أو الأمور التي يتطلب الأمر التركيز عليها في الحج، ثم يأتي بعد ذلك إجراءات كثيرة جداً منها تشكيل قيادة قوات أمن الحج الجديدة برئاسة نائب مدير الأمن العام، وعدد من المساعدين كل حسب اختصاصه.. وفي هذا العام قد لا يكون هناك اختلاف عن العام الماضي إلا في حدود التطوير.

تم تطوير مراكز القيادة والسيطرة

وأضاف القحطاني بقوله: إنه قد تم هذا العام تطوير مركز القيادة والسيطرة بشكل أفضل وتزويده بالتقنيات التي تساعد على قياس الحشود سواءً في الطرق المؤدية إلى مشعر الجمرات أو الحرم الشريف أو إلى مناطق المشاعر، إضافة إلى تزويد المركز بعدد كبير من الكاميرات الإضافية هذا العام، وإمكانية مراقبة إدارة الحشود أو الحالة في مداخل مكة المكرمة وهذه الكاميرات من شأنها تبيان العوائق التي قد تصادف تحركات الحجيج إلى أهدافهم سواءً القادمين إلى مكة المكرمة أو القادمين لأداء الحج من الحجاج.

المتغيرات هي طريق الطائف

وقال: إن أبرز التغيرات هذا العام يتمثل في إدراج طريق الطائف المؤدي إلى عرفات ضمن منظومة الحج، لذلك سوف يسهل ذلك عملية التصعيد إلى عرفات والنفرة منها ولله الحمد، وكذلك تم استحداث هذا العام فصل حركة المرور عن المشاة انطلاقاً من عرفات إلى مزدلفة وإلى منى ثم الجمرات وبعده الحرم.

توجيهات ولاة الأمر كان لها الأثر في تطوير عملها

وقال معاليه: إن توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - وسمو نائبه وبمتابعة من سمو المساعد للشؤون الأمنية، كان لها الأثر الكبير بعد توفيق الله في استحداث قيادة متخصصة في حركة المشاة، وهذه القيادة توازي إدارة حركة المرور.. هذه القيادة ولله الحمد عاماً بعد آخر اكتسبت خبرات جيدة وأصبحت تستطيع أن تسير الحجيج ذهاباً إلى الجمرات أو العودة منها، أو اتجاها إلى مكة المكرمة وهي كل عام تزداد تطوراً وتدعم بالكوادر اللازمة والآليات وفق الاحتياج، كما وأنها تزداد معرفة بكيفية إدارة هذه الحشود.

نأمل أن يلتزم الجميع بالأعداد المحددة في تفويج الحجاج

كما وأنه هذا العام ومع اكتمال الأدوار المخصصة للجمرات هناك إضافات للخطة التي سوف يكون هناك مخارج ومداخل جديدة للجمرات، ونتوقع إن شاء الله أن تسهم في مرونة رمي الجمرات وسهولة الوصول إليها، لكنني في هذه المناسبة أتوجه بالنصيحة إلى حجاج بيت الله الحرام وكل المعنيين بأن يلتزموا بالأعداد المحددة في خطة التفويج بحيث لا تزيد الأعداد إلى حالات حرجة بما يساهم في وجود إعاقات للحركة أو تزاحم، فالالتزام بما تم الاتفاق عليه مع الجهات المعنية في هذا الشأن سوف يسهل الانتقال من الجمرات إلى مكة المكرمة بيسر وسهولة.

إنشاء القوات الخاصة إضافة مهمة في مسيرة الحج

وقال معاليه: إن إنشاء القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة التي تعد إضافة مهمة في مسيرة خدمة الحجيج، فهذه القوات ولله الحمد تزداد في كوادرها والأهم من ذلك ارتفاع مستوى خبرتها وممارستها للأدوار التي تقوم بها من معرفتها بكيفية خدمة الحجيج، ولدينا تدريبات كبيرة جداً لهذه القوة ومشاركات تعنى بهذه القوة. وهذه القوة في المستقبل سوف تتولى إدارة الحج بعد اكتمال أجزائها مع الجهات الأمنية الأخرى.

الافتراش في الطرق.. مرفوض

وعن الافتراش قال معاليه: إن المعني بهذا الجانب هو الحاج نفسه والذي يساعدنا في ذلك هو أيضاً نفس الحاج، ولذلك في رسائلنا التوعوية وفي الجهود الأمنية الميدانية نعنى بهذا الجانب وكذلك الشأن في الجهات المختصة في الحج دائماً يطلب من الحاج غير المنطوي تحت خدمة إحدى الشركات خصوصاً حجاج الداخل بأن لا يتسببوا في إعاقة حركة الحجيج سواءً الحجيج أو السيارات ونقول ذلك بشكل دائم.

في المنطقة الصالحة للسكن في منطقة منى مجهزة بكافة احتياج الحجاج أما باقي الفراغات فهي مخصصة للمشاة أو المركبات أو سيارات الخدمات ومن غير المنطقي أن يأتي شخص أو مجموعة أشخاص ويستهدفوا ذلك بالافتراش، وإنني أجدها فرصة مباركة لأوجه الدعوة لإخواني ضيوف الرحمن أن يساعدونا في عدم افتراش الطرق أو الساحات التي ليست مخصصة للسكن، فنحن في قيادة قوات أمن الحج سوف نمنع نهائياً الافتراش في منطقة الجمرات والطرق المخصصة لحركة الحجاج سواءاً كانوا راكبين أو مشاة فسوف نبذل أقصى ما نستطيع، فالافتراش لا يعبر عن سلوك حضاري، فالتوجيهات الدينية من الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي يطلب من الناس إعطاء الطريق حقه، والإسلام يحث كل مسلم التسهيل والتيسير على المسلمين وعدم إيذائهم، فالشخص الذي لا يستطيع أن يدفع تكاليف الحج يسقط عنه؛ لأن الركن الخامس مرتبط بالاستطاعة فالاستطاعة بابها واسع.

تنظيم جديد لدخول السيارات

وعن التنظيم الجديد للسيارات قال: أنا أعتذر لكل الإخوان الذين يرغبون أداء الحج بسياراتهم تقل حمولتها عن 25 راكباً بأنهم سيمنعون وأنه لضرورات تنظيمية وتطويرية تهم حركة الحجيج وتنقلاتهم في حركة الحج الكبرى من مكة المكرمة أو منى أو عرفات أو مزدلفة، ثم التوجه أيام التشريق إلى مكة المكرمة.

هذه الحركة تتطلب منا أن نعمل على تيسيرها، فوجود عدد كبير من المركبات المختلفة الأعداد من شأنه أن يربك حركة المرور خاصة تلك الحمولات المتدنية التي تقل عن خمسة وعشرون راكباً تشكل نسب كبرى فقصر استخدام المركبات على عدد 25 يعود بالفائدة على الحجاج أنفسهم وليس على رجال الأمن، فمن المؤلم أن يبقى الحجاج لساعات طويلة جداً داخل حافلاتهم أو سياراتهم لساعات طويلة جداً، فالحل الأكثر نجاعة هو الاعتماد على الحافلات، فقد نجح في الماضي منع السيارات الصغيرة الأقل من تسعة ركاب، وهذا العام تمنع السيارات الأقل من 25 راكبا رغبة في تقديم خدمة تتلاءم مع الجهد الذي تقدمه حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني - حفظهم الله -.

نأمل من ضيوف الرحمن أن يتفهموا هذا القرار

وقال معاليه: إننا نرغب من إخواننا ضيوف الرحمن أن يتفهموا هذا القرار، وأن يعرفوا بأنه ليس موجها لأحد بل هو موجه للسواء من الحجاج، متأملين أن نقدم الخدمة التي تتلاءم مع هذا المنع، وعلى ضوء ذلك اتخذت كافة التدابير اللازمة لذلك، فالمنع للسيارات الأقل حمولة له ردود إيجابية ومستقبلية، كما وأن المساحة المتاحة للمركبات وانتقالها بين المشاعر أصبحت محدودة ومرد ذلك المشروعات الجبارة التي بذلتها حكومتنا الرشيدة لتقديم ما في وسعها لضيوف الرحمن.

توظيف التقنية يسهم في خدمة مميزة

وقال معالي الفريق القحطاني: إن توظيف التقنية كانت من أولويات التطوير والتحديث التي اعتمدت عليها قيادة قوات أمن الحج، وفي هذا العام نواصل التطوير والتحديث بما يتلاءم مع روح العصر في الوقت المناسب ولدينا العديد من التنسيقات الخاصة بالاعتماد على التقنية، كما أن لدينا اهتمامات أخرى تنطوي تحت هذا الأمر تتمثل في التنسيق مع الأرصاد الجوية لمعرفة أحوال الطقس وسيكون هناك تقارير مباشرة تبين الأحوال اليومية تسلم إلى القيادة والسيطرة وسيكون لدينا تواصل مع مداخل مكة المكرمة بجميع الاتجاهات لمعرفة ونقل ما يدور عن بعد، كما أن لدينا الفرصة الواسعة هذا العام أفضل من العام القادم من خلال مركز القيادة والسيطرة لإدارة الحج بمختلف جوانبه بشكل أكثر احترافية أفضل من العام القادم.

كما تم تزويد مركز القيادة والسيطرة بالعديد من أجهزة القياس الخاصة بقياس الكثافة وتوجيهها تقنياً إلى مرفق اليوم والوقت ومستوى الحالة والكثافة البشرية وعلى ضوء ذلك يمكن اتخاذ القرار المناسب، وهذا الأمر متوفر الآن في مركز القيادة والسيطرة.

فإدارة هذه الحشود هذا العام سوف تشهد بحول الله تميزاً واضحاً في مختلف الجوانب وتوظيف التقنية والاعتماد عليها سواء من خلال مركز القيادة أو من خلال العمل اليومي.

وعن أبرز الجهود الإعلامية والتوعية قال معاليه: إن الخطط التي يتم اعتمادها لا تتم إلا بعد النظر في الاستفادة من مخرجات حج العام الماضي واستعراض ذلك بالدراسة والاجتماعات وورش العمل التي تركز على جانب أو مجال معين.

وضعنا الخطط الأمنية والمرورية التي تكفل حركة الانسياب

وحول الخطط الأمنية والمرورية، أوضح معاليه بأنها تسير وفق نظرة إستراتيجية تطويرية دائماً. وفي الشأن المروري يتم التركيز أساساً على عزل حركة المشاة عن حركة المركبات وإيجاد البدائل لمركبات الخدمات والإسعاف، فما هو موجود في خطة هذا العام أن يكون هناك مساندة والاستفادة من فراغات لحركة المشاة بشكل أكبر سواء في منى أو أثناء التوجه إلى عرفات أو العودة منها، إضافة إلى العمل على تجهيز دخول السيارات إلى الأماكن المخصصة وقت الذروة وبشكل أكثر تنسيق.

كما أن هناك تنسيقاً بين إدارة مرور مزدلفة ومنى وعرفات للاهتمام بهذا الأمر بشكل أكثر.

والأهم من ذلك كله هو وجود تنسيق بين قيادة المرور وقيادة تنظيم حركة المشاة، بحيث يتم استغلال الطرق بالسيارات والدخول إلى منى ثم وقت ارتفاع أعداد المركبات يتم تحويل هذه المركبات إلى أماكن أخرى حفاظاً على سلامة الحجاج رغبة في دخولهم إلى مساكنهم بشكل مباشر. هذا التنسيق بين قيادة المرور والمشاة نجح في الأعوام الماضية وكانت النتائج وصولا آمنا.وأضاف أن نجاح التنسيق بين القيادات المعنية بخدمة الحجيج في قيادة قوات أمن الحج يهدف للمحافظة على سلامة الحجاج في أسرع وقت من خلال استغلال الطرق المتاحة سواءاً في المشاعر أو في الأماكن المتجهة لها بدخول الحاج أو السيارات، وهذا العام أدرج طريق الطائف الذي سيكون هذا العام سنداً لكافة الطرق الماضية.

سنمنع بكل قوة دخول السيارات التي تقل عن 25 راكباً

واختتم معاليه حديثه بقوله: إنني أنصح إخواني اللذين يرغبون أداء مناسك الحج على سياراتهم وهي تقل عن 25 راكبا بأنها سوف تمنع من الدخول إلى مكة المكرمة وسوف يتم حجزها في الأماكن التي أعدت لها سابقاً، فأرجو أن يتنبهوا إلى ذلك سواء كانت قادمة باتجاه مكة المكرمة أو الطرق القادمة من المدينة المنورة بأنه سيتم منعها، كما أنني أنصح إخواني قائدي المركبات على الطرق السريعة والمتجهين إلى مكة والمدينة وقت الحج دوماً بأخذ الحيطة والحذر من مفاجئات الطريق وعليهم أيضاً واجب آخر وهو أخذ قسط من الراحة والاهتمام بصيانة المركبة.

وقال: إن هناك حوادث تحصل من الحافلات تؤدي إلى إزهاق أرواح ودماء نتيجة عدم أخذ الحيطة والحذر أو نتيجة إرهاق السائق أو يقود السيارة في وقت تكون القيادة فيه ممنوعة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد