يحاول نظام ولاية الفقيه في إيران إخماد الحرائق السياسية التي تحاصر النظام، ليس فقط تلك المتواصلة في طهران من خلال استمرار تظاهرات واعتصامات جماعة الثالوث (خاتمي - موسوي - كروبي) والتي تقود ما يسمى بالثورة الخضراء التي جعلها هؤلاء الإصلاحيون شعاراً لثورتهم المعارضة للنظام.
هؤلاء الإصلاحيون هم جزء من النظام ومن الملتزمين بنظرية ولاية الفقيه، إلا أنهم يحتجون على توجه مرشد الثورة الخمينية علي خامنئي ومن معه إلى عسكرة المجتمع الإيراني من خلال تسليم إدارة الحكم إلى جماعة من الغلاة المتشددين معظمهم من ضباط الحرس الثوري والباسيج وحتى المدنيين الذين سبق وأن عملوا في تشكيلات الحرس الثوري متطوعين (باسيج) كرئيس الجمهورية، وهذا ما أوغل صدور مثقفي النظام الذين أخذوا يطلقون عليهم مسمى (الإصلاحيون)!! وهؤلاء لهم امتداد وأنصار بين الأذينية الفارسية التي يرتكز عليها النظام ولهم ممثلون في قم ومشهد وأصفهان المدن الفارسية، أما في باقي المقاطعات الإيرانية فقد استفادت القوميات الأذنينية الأخرى من حالة الفوضى وانشغال أجهزة القمع الأمنية في مواجهة حالة الانشقاق بين تلاميذ الخميني، فاندلعت الاشتباكات في مقاطعة بلوشستان والتي أدت إلى مقتل عدد من كبار ضباط الحرس الثوري بعد أن استطاع انتحاري أن يفجر نفسه في معرض عسكري كان يحضره ضباط الحرس الثوري الإيراني. وقد كشفت تلك الحادثة عن اتساع تغلغل المعارضين البلوشستان واختراقهم للحواجز الأمنية، بعد أن تفاقمت حالة العداء والرفض للوجود الفارسي في المقاطعة التي يتعرض علماؤها من أهل السنة إلى تضييق ومحاصرة، حيث أغلقت العديد من مساجد السنة واعتقل أئمة المساجد وعدد من العلماء.
أما في كردستان إيران، فالوضع أكثر خطورة حيث يتوقع المتابعون لما يجري في هذه المقاطعة انتفاضة كردية خاصة بعدما تمادت أجهزة القمع الإيرانية في تنفيذ إجراءاتها القمعية والتي كان آخرها إعدام المعارض الكردي إحسان فتاجيان، الذي نفذ فيه حكم الإعدام بعد محاكمة صورية سريعة. ويزمع نظام ولاية الفقيه تنفيذ حكم الإعدام بمعارض كردي آخر يدعى شيركوه معارضي البالغ من العمر 30 عاماً، والذي نقل إلى مدينة سقز؛ تمهيداً لتنفيذ حكم الإعدام بحقه.
الجلادون الفرس وصلوا إلى المدينة الكردية سقز لإعدام أحد أبناء الطائفة الكردية، والأكراد في المنطقة يحشدون أنفسهم لمواجهة القهر الفارسي الذي يجمع بين الحقد الطائفي كون الأكراد من أهل السنة، والحقد الأثيني المتأجج بين الفرس والأكراد.
jaser@al-jazirah.com.sa