إذا كانت الرياض متأخرة عشر سنوات في مواصلاتها فما هو حالها بعد عشر سنوات أخر؟ وكذلك الحال بالنسبة لباقي المدن الكبرى في البلاد؟في العام 2013م ستكون مدينة الملك عبد الله الاقتصادية ومدن ومراكز الاقتصاد والمال.
وكثير من الجامعات والطرق البرية والمشافي الصحية وسكك الحديد بين شرق وغرب وشمال وجنوب الوطن أصبحت داخلة في الخدمة العامة وهي على سبيل المثال لا الحصر، فالوطن اليوم يبدو كأنه داخل ورش تطوير وإعمار ولا يكاد يخلو جزء منه إلا وترتفع فيه معالم البناء والتطوير.
لكن بين ما أعلنه أمين مدينة الرياض في أحد تصريحاته أن المواصلات في الرياض متأخرة بعشر سنوات عمَّا كان يفترض أن تكون عليه اليوم وبين توقيع وزير النقل قبل أيام 16 عقداً لتنفيذ عدد من مشاريع الطرق بكلفة مليار ريال تقريباً يبدو أن هناك سؤال ملح واجب الطرح والسؤال هو: ما هو الأهم الطرق البرية بين المدن أم وسائل المواصلات داخل المدن؟ أو بمعنى آخر: هل الأهم ترتيب بيتك أم ترتيب شارع بيتك؟ إذا كانا كلاهما مهماً فلماذا بدأنا بالطرق البرية وتركنا أهل المدينة يختنقون في الطرقات؟
حسب علمي أن أمانات البلدية هي المسؤولة عن مدنها وتنظيم طرقها وتسهيل مواصلاتها وطالما أن أمين مدينة الرياض قد شخَّص علل الاختناقات المرورية في الرياض وأرجعه إلى عدم وجود وسائل نقل عام، والأمر لا شك ينطبق على باقي المدن الكبرى في الوطن فلماذا لم نسمع حتى الآن مع هذه النهضة الشاملة في البناء والتطوير عن مشاريع هامة وضرورية لهذه المدن لفك اختناقاتها؟ وكيف سيكون عليه الحال إذا استمر الحال عشر سنوات لاحقات على عشر سنوات ماضيات؟
الرياض تحتاج إلى قطارات وبشكل عاجل جداً تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب، ولن يكفي خط واحد في كل اتجاه، إذ إن عرض الرياض وطولها يحتاج إلى تقسيمات طولية وعرضية وإن كانت البداية بمسارين في العرض ومسارين في الطول ستكون مجدية مع توفير حافلات نقل في كافة الأحياء تعمل داخلها وتنقل المستفيدين من هذه الخدمة إلى محطات القطار على أن تكون محطات هذا القطار في نقاط بعيدة عن تقاطعات الطرق وبخاصة السريعة، والهدف من ذلك هو تخصيص مسارات الحافلات لتكون داخل الأحياء فقط وحتى لا تزاحم السيارات في الطرق والشوارع الرابطة لأحياء المدينة ويكون القطار هو البديل في ذلك والرابط بين الأحياء في مساره المخصص له. أعتقد أن إيرادات وزارة البلديات أكبر وبكثير من إيرادات وزارة النقل إضافة إلى مخصصاتها في الموازنة العامة، كما أعتقد أن تسهيل المواصلات داخل المدن يضيف موارد مالية للبلديات تغطي مصاريف زراعة الميادين بالورود والزهور الموسمية وربما نحن في حاجة إلى إعادة النظر في فلسفة المهم والأهم.
Hassan - alyemni@hotmail.com