شدني وأعجبني ما كتبه معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة في صحيفة إيلاف الإلكترونية ونشرته الجزيرة في عدد الخميس الماضي تحت عنوان (كيف تؤثر في الإعلام أكثر من وزير الإعلام؟)؛ كونه يحاكي بموضوعية ويجسد بواقعية حقيقة الأزمة الراهنة بين المتلقي والوسيلة الإعلامية، كما يشرح معاليه - بحسب موقعه وخبراته المتنوعة - كيفية معالجتها والتعامل معها بطريقة عملية مجدية ومقنعة مقدور عليها من الجميع، حيث أشار إلى أن الوضع حالياً لم يعد المتلقي فيه محتكراً كما كان سابقاً من قبل إعلام واحد وصحيفة واحدة وصوت واحد، وإنما أصبح هو صاحب السلطة الأعلى والنفوذ الأقوى بفضل تنوع الخيارات وكثرتها في عالم الفضاء المفتوح والمعولم، وبالتالي بإمكان المتلقي أن يتخذ المبادرة الإيجابية في اختيار القناة أو الكاتب أو الصحيفة التي تناسبه، وهذا التنوع هو الذي كفل له سلطة الاختيار والتأثير، وهو كذلك ما يدفع بعض الوسائل إلى تعديل خياراتها أو ميولها إلى ما يريده المتلقي؛ الأمر الذي يجعل منه في النهاية وزير إعلام يتخذ قراراته بنفسه..
على أرض الواقع وفي آخر الأحداث الرياضية نجد أن ما تقدم ينطبق إلى حد كبير على تغطية نهائي دوري آسيا للمحترفين عبر أكثر من قناة، فعلى ضوئها لمس المشاهد الفرق بين من قدم له مواد (مسلوقة) باهتة وأطروحات مكررة وبرامج جامدة ومملة قائمة على الأهواء والتعصب والمصالح والحسابات الشخصية، وآخر برع وأبدع في التقاط الحدث وما وراءه, وعرف كيف يتناوله ويغوص في أعماقه ويتابع تفاصيله ومستجداته أولاً بأول وبحيادية منصفة مثيرة ومدهشة.. وبين هذا وذاك - ومثلما ذكر معالي الوزير - ها هو برنامج (في المرمى) الذي تبثه قناة العربية ويقدمه الزميل بتال القوس ينال النسبة الأعلى من بين القنوات الأخرى في تصويت المواقع الإلكترونية الخاصة بجماهير نادي الاتحاد، بعد تغطيته لمعسكر الفريق وأحداث وأجواء ما قبل وبعد النهائي وردود أفعال خسارة العميد..
جماهير الاتحاد بادرت بإيجابية فتركت قنوات العك والتطبيل على الرغم من تهاويلها ودعاياتها وشعاراتها الفارغة، بل أجزم بأنها اتخذت الموقف ذاته مع صحف وأقلام بانت على حقيقتها، واختارت العربية وبرنامج (في المرمى) مع المتألق دائماً بتال والمراسل النشط نايف الثقيل لمبررات مهنية يتوق إليها المتلقي سواءً كان اتحاديا أو غيره.. فهل تقوم بالمبادرة نفسها جماهير أندية ظلت تتلاعب بها وتدمرها أقلام ومطبوعات وقنوات هي للاستغلال والابتزاز والإيذاء أخطر وأقرب من أي شيء آخر؟
الطائي أهم من الرالي
جميل جداً أن تبدأ من الآن الاستعدادات لرالي حائل الدولي 2010، والأجمل أن يكون هنالك اهتمام رسمي وحرص كبير على إنجاحه، لكنني في الوقت ذاته أتساءل: لماذا يستمر تحت مظلة وإشراف الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل وهي المعنية والمسؤولة بهموم وقضايا ضرورية تشغل بال الإنسان الحائلي بدرجة أهم وأكبر بكثير من رالي يراقبه ويشرف عليه ويعتمده الاتحاد الدولي للسيارات، ويندرج إدارياً وتنظيمياً ضمن أنشطة ومسؤوليات الاتحاد السعودي لرياضة السيارات والدراجات النارية، كما تقوم برعايته وتسويقه إحدى الشركات الوطنية، أي أن الرالي كحدث رياضي يتبع محلياً وعالمياً كما الرياضات والألعاب والمسابقات والبطولات والبرامج الأخرى لاتحادات سعودية ودولية، وبالتالي فإن الاتحادين السعودي والدولي للسيارات هما وحدهما من يقرر ويتولى جميع المهام الإدارية والمالية والفنية التنظيمية والإجرائية المرتبطة برالي حائل، خصوصاً وقد أصبح دولياً معترفاً به وتم تثبيته في روزنامة بطولة العالم للراليات (الباها)..؟!
حفاظاً على مكانة وقيمة الهيئة ودورها في تطوير سائر المجالات في المنطقة كنا نتمنى منها، وبعد أن نجحت في تأسيس وانطلاقة الرالي وتخطت به المراحل الأولى الصعبة إلى العالمية، ألاّ تستمر في تنظيمه ولا تتحمل سنوياً تشكيل مختلف لجانه وأيضاً نتائجه التي قد لا تليق بالهيئة ولا تتفق مع طبيعتها وواجباتها، وحتى الفعاليات المصاحبة فمن المفترض ألا تنشغل بها لأنها من اختصاص الجهات المعنية في المنطقة، ورياضياً وفي شأن له علاقة مباشرة بمسؤوليات الهيئة كنا نريد منها أن تبحث وتناقش وتتابع ملف منشآت الطائي التي تمثل للمنطقة وليس للطائيين وللرياضيين وحدهم الشيء الكثير، وسبق اعتمادها قبل ثلاث سنوات بتكاليف قدرها (80) مليون ريال، ووضع حجر أساسها في افتتاح رالي حائل 2007، وما زالت حتى اليوم أسيرة الأدراج دون حل أو معرفة ظروف وأسباب تعطيلها..
***
* عندما لا يتأهل من عرب آسيا وإفريقيا إلى مونديال 2010م سوى أحد المنتخبين المصري أو الجزائري فهذا دليل على تدهور الكرة العربية مقابل تطور منتخبات الدول الأخرى..
* بعد معسكر (ما له لزوم) وفضيحة التوقف الغريب والمسيء للاعبين والأندية والدوري والجماهير يأتي المدرب بوسيرو ليؤكد أن مباراة بيلاروسيا كانت تجربة ضعيفة فنياً.. حسناً من اختار منتخباً لا شهرة ولا قيمة له؟ وما الهدف من إقامة المباراة في هذا التوقيت؟
* هنيئاً لمصر نجومها الأبطال الرجال وجماهيرها الوفية الحاشدة حضوراً وتفاعلاً..
* أتوقع أن سيناريو المباراة وتوقيت الهدف الثاني سيكون لهما تأثير معنوي داعم للمنتخب المصري, وسلبي على الجزائري في مباراة الخرطوم الحاسمة بعد غد الأربعاء.
* المنتخبات السعودية هي الوحيدة التي لا تستفيد من أرضها وجماهيرها، وهذه الأخيرة تحضر لتتفرج وليس لتشجع وتؤازر.. فمن سلب من جماهيرنا دعمها وتفاعلها مع منتخبات بلدها؟!
* قناة الدوري والكأس القطرية تفوقت على الجميع وعرفت كيف تستثمر مباراة مصر والجزائر التاريخية لكسب احترام وإعجاب ومتابعة عشرات الملايين من الجماهير العربية..
* ما الخطأ الذي ارتكبه لاعب الهلال سعد الذياب حتى يعاقب بالإيقاف لمدة شهرين؟ وأين مثل هذه العقوبة من أولئك الذين يمارسون العنف والتهور والمخاشنات في الملاعب، وأخذوا راحتهم وتمادوا في الشتم والتطاول والتجريح دون رادع يمنعهم ويعيدهم إلى صوابهم ويفك الناس من شرهم؟!
* تحقيق شباب النصر لبطولة كأس الاتحاد للموسم الثاني على التوالي ومثلهم ناشئو الأهلي تأكيد على أن الناديين يسيران في الاتجاه الصحيح.