تصريح الرئيس الأمريكي باراك أوباما في سنغافورة بشأن الأزمة النووية الإيرانية لعله كان أقوى تصريح له بهذا الشأن وأشدها صرامة. ولكن الأهمية لا تكمن في هذا التصريح حقيقة وإنما في دعم الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف له، والذي لم يخل من تهديد لإيران إذا لم تتجاوب مع المجتمع الدولي.
فمدفيديف قال بالحرف الواحد: في حال فشلنا في ذلك (أي في الحل السلمي للأزمة) فإن الخيارات الأخرى تبقى مطروحة على الطاولة لأخذ العملية في اتجاه مختلف!.
وأوضح مديفيديف أن المفاوضات يجب أن تنتهي عند نقطة نهاية، لا أن تبقى إلى الأبد!. وهذا يعني أن إيران فقدت بشكل جلي دعم ومساندة أقرب حلفائها الغربيين، والتي تقدم لها مساعدات فنية لها علاقة ببرنامجها النووي. وهذا يضعف كثيرا من موقفها التفاوضي ويقلل مساحات المناورة لديها.
كما أنها لن تستطيع في هذه الحالة أن تماطل أكثر في الرد على المقترح الذي تساعد بموجبه عدد من الدول ومن بينها روسيا إيران في تخصيب اليورانيوم.
إيران إما أن ترد إيجابيا على المقترح بشكل عاجل دون تأخير أو تواجه الخيارات الأخرى ومن بينها فرض مزيد من العقوبات، ولا مجال لإضاعة الوقت، وهو المجال الذي تجيده إيران جيداً!.
وجبهة إيران الداخلية المنقسمة لا يسمح للنظام بأن يواجه العالم، فإيران مهددة من الداخل بموجة شعبية غاضبة ورئيسها أحمدي نجاد لا يحظى بالشرعية الدستورية أمام ملايين المعارضين له داخل إيران، بل إن المرشد الأعلى علي خامنئي فقد كثيرا من بريقه بسبب مساندته لنجاد، وأمام هذه المشكلات لا نتوقع أنه من الحكمة أن تعاند إيران مفاوضيها وتستمر في غموضها وصمتها حيال المقترح إن أرادت أن تبقى في الجانب الآمن!.
****