الفقر معركة..
وما زلنا نخوض غمارها..
ولسنا وحدنا في هذا، فهناك ملياران من الفقراء والجوعى في العالم..
** تعمل الدولة عبر أنظمة اجتماعية وإنسانية وإيوائية على احتواء ثالوث: الفقر والجهل والمرض، والذي يتفشَّى في بعض قرى بكاملها أو أحياء في المدن الكبرى..
ولكن..
هذه الكلمة هي الممضّة والقاتلة..
هناك فقراء..
هناك مرضى..
هناك جوعى..
أقسمت سيدة سعودية دخلت (عليَّ) مكتبي فجأة تطلب وظيفة، وتتوالى أيمانها مغلَّظة بأنها لا تملك ريالاً واحداً ولا تملك حليباً لطفلها الذي تحمله..
** أنت أمام مشكلة كبرى..
امرأة وطفل بلا غذاء في وطن نفطي ولديه حراك كبير وعظيم في كل الاتجاهات.. وهناك جهد كبير لمحاربة الفقر: كيف تبقى امرأة بلا طعام..؟
وكيف يبقى طفل بلا حليب..؟
** أنت أمام خيارين..
إما أن المرأة تبالغ وهي تريد مساعدة نقدية عاجلة..
أو أنها صادقة، وبذلك بإمكانك أن تجري معها حواراً لتكشف من خلاله عن سر عدم دخولها في قائمة الدعم الاجتماعي الحكومي أو الخيري!
** بعد الحوار والتقصي ظهر أنها امرأة لزوج (فاسد) هو موظف، لكن راتبه كله يذهب في متعته الشخصية ويترك بيته وأطفاله بلا طعام..
الجمعيات الخيرية تدرس الحالة فتجد الأب موظفا وبراتب جيد ولا يعنيها فساده.
هؤلاء النسوة اللاتي لا يحق لهن الاستفادة من الضمان أو الجمعيات الخيرية وليس لديهن مؤهلات أو قدرات يدخلن بها سوق العمل.. أين سيجدن حل مشكلتهن؟
على قارعة الطريق وتوسل السيارات بنقر نوافذها أم بدخول المكاتب أم ماذا؟!
** أعتقد أن على المحاكم أن تنشط في إصدار قوانين الإنفاق على الأسرة، وأن من حق الزوجة أن تنال جزءاً من راتب الزوج لتنفق على نفسها وعلى أطفالها حتى لو لم يطلقها الزوج؛ فالمحافظة على بيت الزوجية وحق الأطفال في المأكل والمشرب أمور تستحق استصدار القوانين المتناسبة مع مستجدات الواقع!!
fatemh2007@hotmail.com