«الجزيرة» - عبدالله البراك
أكد محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي أن التغيرات المتسارعة التي تشهدها القطاعات المالية على المستويين المحلي والعالمي، على حد سواء، قد أفرزت قضايا عديدة بالغة الأهمية، واحتلت مكاناً بارزاً في مقدمة المشهد المالي ككل، مثل أنظمة حوكمة الشركات والالتزام، والقيادة التنفيذية. وقال الدكتور محمد الجاسر: ما نحتاج إليه اليوم في ظل هذه التحديات هو تهيئة القيادة القوية الواعية والخلاقة، وهنا تكمن أهمية وفائدة البرامج التنفيذية مثل برنامج التطوير القيادي. وأضاف: المسؤولية المشتركة تحتم توفير الفرصة للتطور واكتساب المعرفة للمواهب الوطنية من خلال البرامج المماثلة من أجل ضمان سلامة قطاع الخدمات المالية واستمراره في النمو والازدهار بما ينعكس لصالح اقتصادنا ومجتمعنا ككل.
وتابع: القيادة القائمة على أسس المعرفة والمسؤولية والإبداع أصبحت في غاية الأهمية، وهي حقيقة نلمسها اليوم في المملكة ودول مجلس التعاون التي تشهد اقتصادياتها وأسواقها المالية تغيرات إيجابية.
وأضاف: مجالات المعرفة كافة تشهد تطوراً هائلاً وغير مسبوق؛ ما يحتم على القادة تخصيص مزيد من الوقت لاكتساب المعرفة الكافية بعملية اتخاذ القرارات السليمة، ولا بد لهم من أن يوجهوا المؤسسات والمنظمات التي يقودونها نحو التكيف مع التقنيات والمعارف الجديدة من أجل الارتقاء بمستوى الأداء والاستجابة لاحتياجات العملاء والملاك.
وأكد الجاسر أن الأداء الناجح يتطلب عمقاً واسعاً في المواهب والأدوات المتميزة، وسيحتاج قادة ومديرو المنظمات الحاليون أو المتوقع أن يشغلوا هذه المناصب إلى عدد من المتطلبات، من بينها تطور الفهم العميق لمختلف نواحي الأعمال واكتساب المعرفة الواضحة لمعنى القيادة وإلى أين يريدون أن يقودوا منظماتهم ومعرفة كيفية التفكير بطريقة استراتيجية ووضع الأهداف القائمة بناء على رؤية واضحة، إضافة إلى بناء ثقافة التعاون القائمة على أهداف وغايات محددة تحديدا واضحا وتحفيز وإرشاد مرؤوسيهم لمساعدتهم في تحقيق أهدافهم علاوة على التكيف سريعا مع المتغيرات الجارية في الأسواق، وذلك من خلال تقديم حلول مبتكرة وأفكار خلاقة.
وكان محافظ مؤسسة النقد قد رعى أمس إطلاق برنامج التطوير القيادي في مجال الأعمال بدول مجلس التعاون بالمعهد المصرفي في الرياض، بمشاركة قيادات مصرفية عليا من البنوك المحلية وخبراء اقتصاديون.
من جانبه أشار مدير معهد البحرين للدراسات المصرفية جاري موريواي إلى أهمية عقد هذا البرنامج. مشيرا إلى أن نجاحه يعتمد على مشاركة عدة بلدان في البرنامج وهو ما حدث في البرنامج الحالي الذي اشتركت ثلاثة بلدان في تقديمه، من بينها المملكة، وهو ما سيضيف بُعداً مهماً للتواصل وفرص التعلم، إضافة إلى طول مدة تنفيذ البرنامج الذي سيتيح فرصة لضمان المستوى الملائم من المديرين التنفيذيين.
وتطرق موريواي في كلمته إلى مكونات البرنامج المنفذ حاليا، الذي يهدف إلى المشاركة الفريدة في تمثيل الأدوار والتطوير الفردي والجماعي والزيارات الميدانية لدول متعددة؛ ما يرتقي بمستواه إلى برنامج لتطوير القيادة.
من جانبه قال المدير التنفيذي للتعليم القيادي بكلية داردن للأعمال بجامعة فرجينيا الأمريكية ديفيد نيوكريك، في كلمة ألقيت بالنيابة، إن الكلية بالجامعة الأمريكية قد أبدت حماسا منقطع النظير للتعاون مع المملكة ومعهد البحرين للدراسات المصرفية المالية من أجل تطوير برنامج يساعد في تعليم جيل جديد من القادة في المنطقة. لافتا النظر إلى تاريخ عرض هذا البرنامج الذي تمت مناقشته لأول مرة في 2008م. وأضاف: عملية تطوير القادة ليست بالمهمة السهلة. مشيرا إلى أن لكل من المعهد المصرفي بالرياض ومعهد دراسات البحرين المالية والمصرفية تاريخ طويل وحافل في مساندة القطاعات المالية والمصرفية.
يذكر أن برنامج التطوير القيادي يعد نتاجاً ناجحاً لبرنامج الخليج لتطوير الإدارة التنفيذية الذي أكمل دورته العاشرة بتخريج 300 مدير ومسؤول تنفيذي من جميع دول الخليج العربي؛ ليكونوا نواة الجيل الجديد من المديرين التنفيذيين المؤهلين.