احتضنت جامعة الملك سعود المؤتمر العالمي لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ونحن من الناطقين بهذه اللغة بحمد الله ونستذكر في هذا الوقت قول شاعر النيل حافظ إبراهيم:
|
رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي |
وناديت قومي فاحتسبت حياتي |
وذلك في ظل التسابق المحموم نحو تعلم اللغات الأجنبية وخصوصاً اللغة الإنجليزية، فعلى الرغم من أهمية ذلك إلا أنه يجب ألا ينسينا الاعتناء بلغتنا الأصلية وألا يطغى تعلم اللغات الأجنبية على إجادتنا للغة العربية كتابةً ونطقاً واهتماماً وحفظاً ويقول الشاعر:
|
فلا تكلوني للزمان فإنني |
أخاف عليكم أن تحين وفاتي |
لقد أصبحنا نتكلم اللغة الإنجليزية في كل مكان في حياتنا اليومية وبدل أن نعلم الوافدين لغتنا أصبحوا يعلموننا لغتهم أو نتحدث إليهم باللغة الإنجليزية.
|
لقد استشعر حافظ إبراهيم خطورة الموقف وما يراد باللغة العربية في ذلك الوقت فقال:
|
رموني بعقم في الشباب وليتني |
عقمت فلم أجزع لقول عُداتي |
ونحن نلاحظ في هذه الأيام وهذه الفترات الحديثة أن هناك اتجاهاً سلساً خفيفاً هادئاً نحو التخلي عن استخدام أو استنباط مصطلحات ومسميات عربية لمصطلحات إنجليزية وأصبحنا نستسهل استخدام المصطلح الإنجليزي لأنه الأسهل أولاً ثم لأنه يدل على وجاهة لغوية تدل على أننا نعرف اللغة الأخرى.
|
الوجاهة الحقيقية هي إتقان اللغة الأم أولاً.
|
وكما نسعى جاهدين ليتعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها، فإنه يجب علينا أن نقوي تعليم لغتنا لأبنائنا في جميع مظاهر حياتنا وخصوصا في مناهجنا التعليمية بجميع مراحلها وحتى التعليم العالي، وأن نطور أساليب وطرق تدريس اللغة العربية بما يتناسب مع اتجاهات ومتطلبات العصر الحاضر وبما يبقي هذه اللغة قوية وأصيلة كما هي دائماً، فقد كانت موجودة قبل نزول القرآن فكيف وقد نزل القرآن بهذه اللغة العظيمة الخالدة بإذن الله وستظل اللغة العربية تردد دائماً.
|
أنا البحر في أحشائه الدر كامن |
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي |
وربما نحتاج إلى مؤتمر آخر للناطقين باللغة العربية لنكتشف ذلك وعلى الله الاتكال.
|
|