اتصل بي قبل أيام الزميل العزيز نايف الضيط مبديا انزعاجه من معركة قائمة بين كتاب موقعين على شبكة الإنترنت، وكل موقع يمثل شريحة اجتماعية، وكتاب هذا الموقع يكيلون السباب والشتائم لإخوانهم في الدين والوطن واللغة أبناء الموقع الآخر، والآخرون يردون بالمثل!!

زميلي نايف اتصل مبديا أكثر من اقتراح، فتحدث عن أهمية ميثاق شرف بين أصحاب هذه المنتديات والقائمين عليها، أو تنظيم لقاء بين القائمين على هذه المنتديات التي هي بالمئات بل أكثر لردع السفيه من إثارة فتنة لا يعلم إلى أي مدى تصير الأمور بعدها.

وما تفضل به الزميل العزيز هو قصية نلحظها، ويستحيل أن نتجاهلها من حروب قاسية بين أعضاء هذه المواقع سواء كانت مواقع قبلية أو بلدانية أو أسرية أو عامة.

ما ذكره زميلي مطلوب من ردع السفيه، ولكن الأهم هو مخاطبة أصحاب هذه المنتديات ممن يفترض فيهم الوصول إلى الحد الأدنى من ضبط النفس والهدوء والبحث عن تاريخ الأسرة أو القبيلة أو البلدة بطريقة تاريخية وعلمية بحتة، دون الخوض فيما يفرق أبناء الوطن الواحد.

المشكلة في بعض كتاب هذه المواقع أنهم يوظفون الحوادث التاريخية المشرفة توظيفا عنصريا مقيتا يفرق ولا يجمع، وبعضهم للأسف الشديد لا يعجبه من التاريخ المحلي سوا ذكر وقعات ومقاتل ودماء ذهبت وذهب أهلها، وهم بين يدي ربهم، فلماذا ننبش مذابحهم، وهم بأمس الحاجة إلى أن نترحم عليهم ولا نخوض في حوادث لا نعلم ما هي ظروفها.

بعض كتَّاب هذه المواقع يصر على أن يحجز لنفسه حجزا مؤكدا في القاع الأخلاقي، فهو متخصص في نقل المرويات والقصص برائحة الدم، وكأن تاريخنا لا يحفل بسوى هذه القصص.

لو نشط هؤلاء في ذكر قصص الكرم والشجاعة والعفة وحفظ حقوق الجار، كما نشطوا لذكر حوادث الغزوات والمعارك لكان وضعنا مثاليا نحسد عليه، لكن هؤلاء يصرون على أن ينبشوا عن مذابح الأولين ليحاكموا بها المتأخرين.

هؤلاء يصورون بعض السالفين من المحترمين وكأنهم قطاع طرق ومجرمين لأنهم لا يذكرون من تاريخ أجدادهم سوى العنف والدم ورائحة البارود.

أليس هذا من العقوق الذي حذرنا منه شرعا؟!

هل هذا عدل؟!

وهل هذا حق الأجداد على الأبناء والأحفاد؟