Al Jazirah NewsPaper Sunday  15/11/2009 G Issue 13562
الأحد 27 ذو القعدة 1430   العدد  13562
شيء من حتى
إلى متى؟!
عبدالعزيز الوطبان

 

في كل مرة تحدث مشكلة على صعيد مسابقاتنا المحلية، نكتشف معها خللاً كبيرًا في اللوائح والأنظمة، وتكررت مثل هذه الحوادث مرارًا وتكراراً وفي كل مرة يخرج علينا من يَعِدُ بتلافي ذلك مستقبلًا، ويبدو أن مستقبلهم لم يحن وقته بعد!

لا أعلم سببًا يمنع القائمين على تلك الأنظمة من الاستعانة بأصحاب الخبرة والدراية والتخصص في هذا المجال! وآخر تلك الإشكالات قضية إيقاف اللاعب سعد الذياب شهرين، وقد أقر الكثير بظلامية وظلم هذا القرار، وكان من الأولى إيقاف المتسبب في دخول سعد وإن كنت أعتب على اللاعب عدم تنبيهه للإداري بعدم نظامية إشراكه لتجاوزه سن الثالثة والعشرين كونه لاعبًا محترفًا يلزمه معرفة الأنظمة والتنبه لها في حال غفلة الإداري والمدرب. ويبقى السؤال مطروحًا ولم نجد إجابة عليه، رغم الاستعانة بصديق وهو الأستاذ محمد النويصر رئيس اللجنة الفنية المخولة بشرح ذلك والذي أحال الإجابة عليه لوقت آخر. ماذا لو شارك ستة لاعبين في مباريات بطولة فيصل بن فهد منذ بداية المباراة، من الذي سيطوله الإيقاف؟

في ظل عدم إجابة المسؤول، أقترح فيما لو حصل ذلك أن يقترع اللاعبون، ومن تظهر عليه القرعة فليسلم أمره لله، ولا مانع من أعمال مبدأ الإيثار، فقد يتبرع أحدهم عن بقية زملائه! وصدق من قال (شر البلية ما يضحك)..

وأيضًا ....

عندما اجتمع أعضاء لجنة الانضباط وقرروا معاقبة الأهلي والهلال بنقل مباراتيهما خارج أرضهما، واعترض من اعترض أن اللوائح تقضي بأن تقام المباراة في أرض المُعاقب ودون جمهور، برّر الإخوة في اللجنة أن اللوائح قد تغيّرت وعادوا إلى ما كانوا يعملون به قبل موسمين، بنقل المباراة خارج أرض المُعاقب وكما حصل مع الهلال عندما عوقب بنقل مباراته مع الاتحاد إلى جدة وفي غضون ساعات من نهاية مباراته مع الوحدة. وأعتقد أن الارتجالية والأهواء واضحة في عمل تلك اللجنة والتي يرى الكثير أنها لا تحضر؛ إلا لمعاقبة الهلال، لكن ما حزّ في خاطري ما سمعته من مداخلة هاتفية للأستاذ عبد الله الناصر (أبو ماجد)، فقال له المتداخلون إن هذا القرار - يقصدون عقوبة الأهلي والهلال - يقضي أن يستفيد فريقا الفتح ونجران، ويتضرر منافسيهما، فلم تحققوا العدل بهذا القرار وكان الأجدى أن تقام المباراة دون جمهور، فكان رده (أن النظام تغير عن العام الماضي وعلى الفريق أنه ما يخطي ولا راح يجيه شيء. وكررها أكثر من مرة!!) انتهى كلامه رحمه الله. وهذا يقودنا إلى تحليل ما وراء النص القانوني العظيم (لا تخطي ولا يجيك شيء) أن القوانين تُسن بعد الخطأ لا قبله، وعندما تخطئ فلتتحمل ما تُعاقب به!

بقي أن تعرف أن الأستاذ أبا ماجد، رئيس لجنة الحكام، ونائب رئيس لجنة الانضباط!

مطلب الشارع الرياضي ..

من خلال هذين المثالين للجنة الفنية ولجنة الانضباط، يحق لنا (الطامحون إلى تطور رياضتنا، ووصولها للاحترافية على أرض الواقع وليس عبر التطبيل) .. أن نطالب بإيجاد حلول سريعة وجذرية لعمل هذه اللجان كافّة، وأن يكشف بكل شفافية ووضوح عن أبرز أعمال التطوير والمبالغ المصروفة على ذلك، وأن يزوّد الإعلام بنتائج الدراسات التي شكّلت لها لجان لتقصي وبحث أسباب الفشل الذي بات سمة تلازم رياضتنا، ليطَّلِع عليها الجميع، فالجميع يُهمهم مصلحة الوطن ورياضته، فكما أن المشجع يُطالَب بالحضور ومؤازرة المنتخبات، فله حق أن يعرف ماذا يحصل؛ ليكون دافعًا لاستمراريته في الدعم والمؤازرة لكافة منتخبات الوطن..

كنا، فأصبحنا ..

قبل سنوات كان النقاد المصريون يثنون على الدوري السعودي، ويثمّنون الجهود المبذولة في الرقي به، ويذكرون أن من أهم أسباب ذلك هو الصرامة في تطبيق الأنظمة على الجميع، وعدم محاباة فريق دون آخر، ولقد انكوى المصريون ودوريهم ومنتخباتهم في فترة ليست بالبعيدة من محاباة بعض الفرق هناك، فكان الدوري المصري يتوقف كثيرًا لمجرد احتجاج من أحد الفرق، ثم يعاود نشاطه إلا أنه سرعان ما يعود لحالة التوقف، ويبدو أن عدوى التوقفات والمحاباة قد طالت مسابقاتنا المحلية، فيكفي أن تعلم أن فريق الاتحاد إبّان الاستعداد لمشاركته المونديالية قد خرق أنظمة كأس فيصل بن فهد قبل سنوات؛ بإشراكه أكثر من ثلاثة لاعبين أجانب، ولم يُلفت نظره، ولم يوقف أحد، ولم يغرّم، بل إن الحديث وقتها عن تلك المخالفة الصريحة للنظام عُدّ عوقًا للوطنية! وكلنا نذكر أنّ الأمين العام للاتحاد السعودي الأستاذ فيصل عبد الهادي وقتها قد اجتمع مع رئيس الاتحاد آنذاك في بيته ليقدِّم ويؤخر ما يشاء من مباريات لعيون (الابن المدلل)، بل إن هذا الدعم غير المحدود وغير المستغرب قد جرّ رئيس الاتحاد وقتها أن يصرِّح وبكل نرجسية أنه بعد العودة من اليابان سيجتمع مع الأمير سلطان بن فهد لتغيير بعض أنظمة الاحتراف.

أغمض عينيك وتخيّل لو أنّ الهلال مكان الاتحاد فيما حصل (اللهم اجعله خيرًا .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..)

بقايا حتى

* إيقاف الدوري للقاء فريق ليس على خارطة الكرة العالمية، ومنتخبنا ليس لديه أي مشاركة هذا العام والذي يليه، لن أقول ما الفائدة منه، لأنّ الجميع يدرك عدم فائدة ذلك، بل سؤالي، ما الغرض منه؟

* نحن شعب عاطفي وطيب، والدموع حين نراها تعيدنا للتفكير الطفولي، بل تلغي ما تبقى لنا من كياسة وفطنة! ليتنا ندرك أن ليس كل دمعة تستحق منا العطف، وخاصة إذا لم تنسكب في المواقف الأكثر استحقاقًا!

* بعض المسؤولين في أنديتنا يعملون لفترتهم وليس للكيان، فتراهم يسعدون بإخفاق مَن بعدهم؛ معتقدين أنّ إخفاق الخلف شهادة نجاح للسلف، وهذا غير صحيح، فالعمل تراكمي ومتصل، فكثير من الإدارات تحمّلت أوزار من قبلها رغم كفاءاتها، وأجد أنّ إدارة الدكتور خالد المرزوقي رئيس مجلس إدارة الاتحاد قد نجحت رغم الإرث الكبير والضخم من المشاكل والديون التي سببتها الإدارة السابقة وما قبلها، فقد استطاعت وفي فترة وجيزة أن تعيد تشكيل الاتحاد من جديد عبر علاقات راقية مع الجميع وتنافس رياضي داخل الميدان فقط، بعيدًا عن المؤامرات والدفع والمدافعة والخطف، إضافة إلى الوصول إلى نهائي القارة، مع وجود من يحاول شق الكيان الاتحادي ووحدة صفه..

* هدف نواف العابد الأسرع على مرّ التاريخ، يجب أن يكو دافعًا للاعب بأن يستمر بالمحافظة على نفسه، وتطوير عقليته بالعلم والقراءة والاستفادة من تجارب الآخرين، ويكفي نواف أن في الهرم الإداري الهلالي رجل بحجم الرمز سامي الجابر، فاحرص بنيّ نواف - رعاك الله - أن تستفيد من هذا الرمز، وأن تلازمه، وأن تستوحي تاريخه المشرق الناصع، وأن تستلهمه ليكون ذلك حصنًا حصينًا ضد الحملات المسعورة التي ستواجهها، ولعل أولى تلك الحملات قد بدأت بالفعل بمحاولة التلبيس على العالم بإلغاء الهدف إحصائيًا!

* الملاحظ أن بعض اللاعبين - هداهم الله - يشربون الماء خلال المباريات بشمالهم، وهذا لعمري منافٍ لآدابنا الإسلامية الموجبة الأكل والشرب باليمين مصداقاً لحديث ابن سلمة رضي الله عنه (يا غلام سمِّ الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك)، ونظرًا لمدى التأثير الكبير لنجومنا في نفوس الناشئة، ورغبة الصغير بتقليد نجومنا في كل حركاتهم وسكناتهم؛ عليهم الحرص على ذلك، والتنبه لهذا الأمر، لئلا يحمل نجومنا أوزارهم وأوزار من تابعوهم بهذا العمل .. والله من وراء القصد..

آخر حتى

أفقر الناس من ليس لديه أمل!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد