Al Jazirah NewsPaper Sunday  15/11/2009 G Issue 13562
الأحد 27 ذو القعدة 1430   العدد  13562
اختتام أعمال الندوة العالمية حول فقه الأقليات
التأكيد على مراعاة حقوق الأقليات المسلمة الدينية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية

 

مكة المكرمة - عبيدالله الحازمي

اختتمت أعمال الندوة العالمية حول فقه الأقليات في ضوء مقاصد الشريعة (تميز واندماج) التي عقدتها رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع المعهد العالمي للفكر والحضارة الإسلامية وقسم الفقه وأصول الفقه بالجامعة الإسلامية العالمية في كوالالمبور بماليزيا.

وافتتح الندوة سلطان بهانغ حاجي أمد شاه المستعين بالله بكلمة بّين فيها أهمية موضوع الندوة وقدّر اهتمام الرابطة بمثل هذه الموضوعات، وتحدث عمن العولمة وتأثيراتها على الأقليات المسلمة وعلى الطوائف الأخرى.

ثم ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي كلمة أشاد خلالها بالنهضة التي تشهدها ماليزيا، مقدما شكره وتقديره للحكومة الماليزية على تسهيلها عقد هذه الندوة على أراضيها؛ مؤكداً اهتمام الرابطة بقضايا الأقليات المسلمة التي تكّون جزءاً مهماً من الأمة الإسلامية.

وتحدث معالي مدير الجامعة الإسلامية العالمية الدكتور سيد عربي عديد عن جهود الرابطة ومرحباً بالمشاركين في الندوة.

وقد أكد العلماء المشاركون في الندوة أن الاختلاف في الثقافات والأجناس والأديان مظهر من مظاهر إرادة الله عز وجل، وآية من آياته في الخلق.

وبحث المشاركون إشكاليات العلاقات بين الأقليات المسلمة والمجتمعات غير الإسلامية التي يتعايشون معها، وموضوع الأقليات المسلمة وقضايا الدعوة والتعليم والثقافة والاقتصاد، والأقليات المسلمة وقضاياها القانونية والسياسية، والأقليات المسلمة والأحوال الشخصية، والأقليات المسلمة وقضايا العبادات، والأقليات المسلمة والمؤسسات الإسلامية ومدى أهميتها.

كما استعرضت الندوة جهود المجامع الفقهية في العالم الإسلامي،ودعتها إلى مواصلة جهودها في بحث قضايا الأقليات المسلمة، لتعيش وفق إسلامها، حياة ميسرة بلا حرج في الدين ولا عنت في الدنيا، وأوصتها عند بحث قضاياها بمراعاة حقوق الأقليات المسلمة الدينية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي كفلتها لها الدساتير الوطنية في البلدان التي تعيش فيها، والأخذ بالبعد المقاصدي في علاج مشكلات الأقليات الإسلامية، والموازنة بين فقه الترخيص وفقه التأصيل والتأسيس في صلاح قضايا الأقليات المسلمة بما يعينها على المحافظة على هويتها الخاصة، والاندماج الإيجابي في المجتمعات التي تعيش فيها، وإعداد دراسات فقهية تعالج القضايا الخاصة بحياة الأقليات المسلمة، وتضع الحلول لمشكلاتهم، وتفي باحتياجاتهم في العبادات والمعاملات، وأن يشارك في ذلك فقهاء من بلدان الأقليات ما أمكن، والتعاون والتنسيق بين مراكز الإفتاء وهيئاته والمجامع الفقهية في العالم فيما يسهم في حل المشكلات ودراسة المستجدات الفقهية مع مراعاة فقه الأولويات والواقع والخصوصيات الزمانية والمكانية، ودعوة المجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي إلى وضع خطة في ذلك توضح ما تحتاج إليه الأقليات وما يعترضها من مشكلات، ودراستها مع المجامع الفقهية والهيئات الإسلامية المختصة.

كما ناقشت الندوة تنامي ظاهرة التعصب المتمثلة في الاعتداء على خصوصية الأقليات المسلمة في بعض البلدان، والتي تهدف إلى طمس الهوية الثقافية للمسلمين بذريعة المحافظة على الوحدة الوطنية، وطالبت الدول التي تعيش فيها تلك الأقليات بتمكين المسلمين من إقامة شعائرهم الدينية، وإنشاء مؤسساتهم التعليمية والاجتماعية التي تحفظ خصوصياتهم الثقافية والدينية، إيقاف حملات التشويه للإسلام تقديراً لمشاعر مواطنيها المسلمين، والنظر إلى المسلمين على أنهم مواطنون لهم حقوق المواطنة وعليهم واجبات في تنمية وطنهم، والتعامل معهم دون تمييز بينهم وبين غيرهم، ومنح المسلمين الحريات الدينية والاجتماعية والسياسية الممنوحة لغيرهم من مواطنيهم، والتواصل مع العالم الإسلامي، وتعزيز العلاقات مع المؤسسات الإسلامية العالمية لخدمة الأقليات بما لا يتعارض مع المصالح الوطنية والاتفاقات الدولية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد