لابدّ أنَّ الجميع عرفوا إلى ماذا انتهت المباريات الفاصلة للمنتخبات العربية، مصر والجزائر وتونس والبحرين، مع أن الأمل كان يراود الكثير من العرب بوصول ثلاثة منتخبات عربية إلى نهائي كأس العالم الذي سيقام في جنوب إفريقيا عام 2010 في شهر يوليو- تموز المقبل إلا أنه لم يتبق سوى منتخبين عربيين صارعا بعضهما البعض مساء أمس ولم نعرف نتيجتهما عند كتابة هذه المقالة حيث ستعلمون بها أنتم.
فقد خسرت تونس عند لقائها بمنتخب موزمبيق، بنتيجة صفر/ 1 في حين تفوقت نيجيريا على كينيا على أرض الأخيرة بثلاثة أهداف لهدفين لتحل نيجيريا بدلاً من تونس.
أما منتخب البحرين فقد فَقَدَ الأمل الذي كان يراوده للمرة الثانية عندما لاقى منتخب نيوزيلندا أمس وخسر اللقاء بهدف واحد، ليتشابه مع تونس في المصير في الحرمان من بلوغ نهائي كأس العالم.. فبعد تعادله السلبي في المنامة مع منتخب نيوزيلندا، كان يأمل في مقابلته أمس بتخطيه أو على الأقل التعادل معه إيجابياً ليحقق أملاً يراوده بعد إخفاقه في التصفيات السابقة، إلا أن هدفاً واحداً حرم البحرين من تحقيق الأمل.
نعود إلى لقاء مصر والجزائر الذي ظل الشغل الشاغل للعرب جمعياً، ليس فقط لتأثير نتيجة اللقاء على من يصل إلى نهائيات مباريات كأس العالم في جنوب إفريقيا، بل لما أفرزته من حساسيات وسلبيات أوجدت حالة من التوتر، وتحولت العبارات الرياضية التي تدعو عادة إلى التسامح والمحبة إلى مصطلحات لا نسمعها إلا في الحروب، وجاء الاعتداء على الحافلة التي نقلت لاعبي المنتخب الجزائري ليرفع درجة التوتر، وهو ما جعل الخارجية الجزائرية تستدعي السفير المصري، وأن يرافق وزير الخارجية ووزير الرياضة والشباب الجزائريين إضافة إلى السفير الجزائري في القاهرة، وأن يقيموا مع البعثة الرياضية.. كما تدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم ال(فيفا) وطلب تعهداً خطياً من الحكومة المصرية بتعزيز الحماية لأفراد البعثة الجزائرية.
وهكذا جرت أمس مباراة رياضية بإخراج حربي، فكانت وكأنها موقعة حربية لم أكن أعرف نتيجتها مع أني سأسعى لذكرها في الطبعة الثالثة، ولكن مثلي مثل كل العرب المخلصين نتمنى أن تنتهي هذه الموقعة الحربية الرياضية نهايةً رياضيةً طبيعية.. ولا يهمني كعربي من يفوز، لأن الفائز سيكون المنتخب العربي الذي سيمثل العرب جميعاً في جنوب إفريقيا.
jaser@al-jazirah.com.sa