لا يكتفي المعماريون عادة بعرض صورة هندسية مجردة لمبنى المستقبل، بل إنهم يقدمون صورة المبنى المنتظر في إطار وردي، يؤكد ذلك قيامهم برسم حدائق غناء وشوارع فسيحة تحيط بالمبنى، وقد يزيدون على ذلك بإظهار صورة لسيارة فارهة تقف في موقف خاص بالمبنى، وقد يعرضون صورة لمسبح في المبنى. ولكي يقرب لك المعماريون الصورة المستقبلية للمبنى تجدهم يصنعون مجسما زاهي الألوان للمبنى، إنها صور جميلة تدغدغ مشاعرنا نحن الحالمون بمبنى المستقبل.

القادة التربويون بالمثل يؤدون دورا مشابها لدور المعماريين، فهم يحاولون أن يرسموا لنا صورة وردية لمستقبلنا التعليمي. وإذا كان المعماريون يستخدمون القلم والمسطرة ويستعينون بفن الرسم ليقربوا لنا صورة مشروعهم المستقبلي فإن القادة التربويين بحسهم الرفيع وأدائهم الاحترافي المميز يدغدغون دائما مشاعرنا بمشروعنا التربوي الحلم، وذلك من خلال استخدامهم المنطق والبيان اللغوي لإقناعنا بصواب رؤيتهم لمستقبلنا التعليمي، وتوظيفهم أدق الإحصائيات وأفضل المؤشرات التعليمية الحالية والمتوقعة، وتطبيقهم لأحدث نتائج البحوث والدراسات والخبرات العالمية، يعدنا القادة التربويون دائما بمخرجات تعليمية ماهرة ومتمكنة ويعتبرونها أساس التنمية الوطنية الشاملة. لا شك أن تحقق المشروع التربوي المستقبلي يتطلب قبل أي شيء آخر صدق نوايا القادة، فصدق النية يخلق الإرادة الصلبة والإرادة تشق الطريق للمستقبل.