تتعامل المؤسسة الإعلامية الرسمية المحلية بحذر مبالغ فيه للغاية مع الأوضاع القائمة على الحدود الجنوبية في مواجهة متسللين غير عاديين يستخدمون الأسلحة، ويمارسون أسلوب استفزاز وهجوم وتسلل في مواجهة سلاح الحدود، ثم قوات الجيش التي دخلت لمواجهة ميليشيا مسلحة لحركة تمرد حاولت التمدد في اليمن قبل أن تصل إلى مساحة البلاد الجغرافية، طبعا نعرف دائما أن الإعلام الرسمي ظل دائما حذراً في خطابه أو تعاطيه مع القضايا الأمنية المختلفة لحد التعقل الذي قد يبدو مبالغا فيه أحياناً.
لكن الأحداث الجارية على الحدود الجنوبية، لا يمكن للمواطن السعودي أن ينظر إليها إلا على أنها حرب تواجه فيه بلاده بحزم ميلشيا امتدت نشاطاتها واقتربت إلى حدود الجغرافيا الوطنية، وتهدد أمنها واستقرارها، وتهرب أسلحة وعناصر إلى داخل البلاد، التي ما زالت تواجه -أيضا- على الصعيد الداخلي حربا إرهابية في مواجهة ما يسمى بالقاعدة وخلاياها النائمة، أو ما يتعارف عليه (بالفئة الضالة)، حرب لا تزال قائمة كما تظهر الإعلانات المتتالية للقوى الأمنية عن كشف مستمر لكم كبير من الأسلحة والتجهيزات والأموال.
الواقع أن البلاد تواجه حربا مع الإرهاب في الداخل ما زالت لها امتدادت، كما أن الصور الحالية والأخبار وكذا حجم التأيد والتعليقات العربية والدولية تؤكد أن مواجهات القوات المسلحة وعملياتها الجارية والمتواصلة في الجنوب هي في الحقيقة حرب تدخلها البلاد في مواجهات مليشيات مسلحة مدعومة خارجيا. وصور النازحين والمخيمات المعدة لسكنهم تظهر مواجهة احتمالات عدة قد تتسبب في امتداد العمليات زمنيا أكثر من التوقعات الأولية لضمان تأمين الحدود.
إلا أن من المهم أن يتجاوز التعامل الإعلامي حد التقليد إلى إبراز حجم العمليات العسكرية للقوات المسلحة، وإبراز الدور الكبير للجيش وما يحققه على الأرض، وهو أمر تمنيت لو سربت بعض الصور التي تظهر الضربات النوعية في مواجهة مثل هذه التهديدات على الشريط الحدودي، لترى القوة الضاربة للسعوديين على أرض المواجهة. فيما هم يتابعون أخبار وتحليلات مشوشة عبر الفضاء.
استمعت يوم الجمعة الماضي إلى إشارات من قبل أكثر من شخص للدور الإيجابي لأكثر من خطيب في السعودية يتحدثون عن الحرب التي تواجهها البلاد في الحدود الجنوبية، وحتى داخلياً مع الإرهاب، وهو دور مهم، لكن هؤلاء الخطباء لا يزال عددهم محدوداً جداً، مقارنة بعدد المساجد والعلماء وطلاب العلم، ما قدم في مثل هذه الظروف والمواجهات هو أقل بكثير من الاستحقاق.إلى لقاء.