تَشْدو المعارفُ باللحنِ الذي عزَفَه |
وأسكتَ الجهلُ لم يَنبِسْ بِبِنتِ شَفَه |
لَطَالَما بَهَر الدنيا بطلعتِه |
فإنْ أبانَ لها المكنونَ أو كشَفَه! |
لِخادمِ الحرمينِ الفخرُ تسطُرُهُ |
في (ثُول) جامعةٌ للبحرِ مُغْترِفَة |
هيَ الصدارةُ في ميدانِ معرفةٍ |
هي الشموخُ بسقفِ الفكرِ والأَنَفَة |
أولى المليكُ بهذا السبقِ أمتَه |
لما تداعتْ له الأشهادُ مُعترِفَة |
بخٍ بخٍ لإمامٍ جدَّ ملتمساً |
لشعبهِ سؤدداً لا ينتهي وَرَفَهْ |
كأنّها عادتِ الأمجادُ مُسلمةً |
فهل دعاها لتوبٍ وهيَ مُنصرِفَة! |
كأنَّ تبصرةَ الأجيالِ رؤيتُهُ |
يُرخي عِنانَ خيال مُمسكاً طَرَفَه |
مُسددٌ مُلهمٌ بالله عِصمَتُه |
فَذَا (أبو متعبٍ) يفديهِ مَن عَرَفَه |
إذا الرفيعُ رَمَى مُستشرِفاً هدفاً |
لا يستطيعُ وضيعٌ أنْ يَرَى هَدَفَه |
مَنْ للعلومِ إذا تاهتْ بِمَجْهَلةٍ |
كوارفِ العهدِ تستذْرِي هُنا كَنَفَه |
أدْهَى النُّهى تَتَنَاهَى مِنْ مناكبِها |
لتستقرَّ بقلبِ الأرضِ مؤتَلِفَة |
لَوِ (ابنُ عبدِالعزيزِ) اليومَ خاضَ بِها |
بحراً لخَاضَتْهُ بالإدراكِ مُزدَلِفَة |
فَيَا لهُ في خضمِ العصرِ من علمٍ |
لَمْ يأتِ إعصارُهُ إلاّ بِمَا ألِفَه |
أعدَّ للبحثِ والإبداعِ عالَمَهُ |
وَمَعْلَماً يعجزُ الإبداعُ أنْ يصِفَه |
فَمُنْجَزُ العصرِ في علمٍ وتقنيةٍ |
بناهُ مَنْ أتقنَ الإنجازَ واحترَفَه |
مَا مِثلُها (كاوست) تحتَ الشمسِ جامعةٌ |
فلاَ غَضَاضَةَ إنْ أبدَى بِها شغَفَه |
فإنَّها حُلمُ (عبدالله) حقَّقَه |
وعندَها أحدثَ التاريخُ مُنْعَطَفَه |
ُنُثْني على وقْفِهِ للعلمِ حاضرةً |
وقلبُهُ وطناً للحبِّ قدْ وَقَفَه |
إنْ لم يَسَعْ فضلَهُ الماضي وحاضرُنا |
ذِكراً فقدْ نشرَ الآتي لهُ صُحُفَه |
|