القاهرة - الجزيرة - محمد الرماح
أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر هشام محيي الدين ناظر أن المملكة العربية السعودية لن تجر إلى حرب داخل اليمن أو لصالحه.
وقال السفير ناظر في ندوة عن مشكلة الحوثيين في اليمن مع حكومتهم إنه لا علاقة للمملكة بما يجري داخل اليمن, وإن عمليات الجيش السعودي العسكرية الأخيرة جاءت بسبب تخطي المتسللين لخط الحدود تجاه الأراضي السعودية وقيامهم بالاعتداء على المواطنين السعوديين واغتيال بعضهم.. وأضاف في الندوة أن السعودية لن تسمح لأي متسلل بتخطي خط الحدود بأي حال من الأحوال وأن القوات السعودية ستلزم في نفس الوقت خط الحدود القائم بين المملكة واليمن.. ونفى ناظر أن تكون السعودية تقدم مساعدات للحكومة اليمنية ضد الحوثيين.
وقال إن الرياض لا علاقة لها بما يجري داخل اليمن فهو شأن يمني داخلي وإن ما تقدمه الرياض هو مجرد مساعدات اقتصادية لتمويل مشروعات تنموية تتم وفق برنامج مستمر بين الدولتين منذ فترة طويلة في إطار أعمال اللجنة المشتركة العليا بين البلدين.. كما نفى السفير ما أوردته بعض المواقع التابعة للحوثيين على شبكة الإنترنت عن استيلاء الحوثيين على أراضٍ سعودية.
وقال إن هذا غير صحيح جملة أو تفصيلاً, موضحاً أن القوات السعودية موجودة على خط الحدود وقامت بإجلاء القرى السعودية القريبة من هذا الخط الدولي من سكانها ونقلهم إلى معسكرات للإيواء وحوَّلت هذه المنطقة إلى منطقة عسكرية تحت سيطرتها بالكامل.. من جانبه كشف السفير محمد بسيوني رئيس لجنة العلاقات الخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى المصري أن هناك اجتماعاً عُقد بين رئيس الحرس الثوري الإيراني وقيادات من الحوثيين وحزب الله اللبناني وتقرر فيه الاستجابة لطلب الحوثيين وإمدادهم بالعتاد والأسلحة خصوصاً الأسلحة المضادة للطائرات.
وأضاف أن إيران تسعى لتوسيع نطاق التوترات والنزاعات بالمنطقة وامتلاك كروت في المنطقة العربية في إطار مساوماتها مع الغرب في ملفها النووي وتأمل أن تتمكن من قيام دولة شيعية في منطقة شمال اليمن.. واستبعد بسيوني إمكانية نجاح الحل العسكري في إنهاء مشكلة الحوثيين مع الحكومة اليمنية.. وقال إن الطبيعة الجغرافية الصعبة في المنطقة تحول دون ذلك, وقال إن طهران تخطط لتوسيع هذه المشكلة وتصديرها إلى الدول المجاورة لليمن لكي تصبح مشكلة إقليمية.. واختلف المشاركون في النقاش بهذه الندوة حول إمكانية توسط الجامعة العربية أو مصر بين صنعاء والحوثيين.. فبينما ذهب فريق في اتجاه إمكانية قيام مصر بجهود وساطة في هذا الشأن بسبب استحالة توصل الحل العسكري لحسم هذا الصراع بين الحوثيين وحكومة اليمن، ذهب فريق آخر إلى أنه لا جدوى من هذه الوساطة لأن قرار الحوثيين ليس بأيديهم، بل في يد طهران والتي تسعى من خلال استخدامها لأوراق حزب الله والحوثيين وحركة حماس لتحقيق وخدمة مصالحها في صراعها مع الغرب.