Al Jazirah NewsPaper Saturday  14/11/2009 G Issue 13561
السبت 26 ذو القعدة 1430   العدد  13561
انتشرت فيها قصور الأفراح والديوانيات وبرك السباحة
المال يحول مزارع الأحساء إلى مناطق (عشوائية) خارج التنظيم

 

الأحساء - عايدة صالح :

بات انتشار الاستراحات وقصور الأفراح داخل منطقة المزارع في محافظة الأحساء يشكل قلقاً لبعض الجهات التنظيمية وللسكان، فبعد أن كانت المزارع تؤجر كمتنفس في الأعياد والإجازات والعطل الأسبوعية توسعت الفكرة وأخذ المزارعون يتفننون في الأفكار الاستثمارية.

فهناك من حول مزرعته إلى قصر للأفراح، بينما أقام فيها آخرون ديوانيات صغيرة تؤجر للعزاب، والبعض حول المزرعة إلى مسابح مفتوحة بالتذاكر، أو إلى ملاعب لكرة القدم تؤجر بالساعات.

وقد ساهم في انتشار الظاهرة عاملان، أولهما الدخل الجيد لهذه المشاريع، وثانيها مشروع هيئة الري والصرف بالأحساء لتغطية المصارف وردمها لتكون أكثر أمنا.

وتشتمل أغلب الاستراحات على أماكن مخصصة للرجال وأخرى للنساء ومسابح, كما خصصت بعض الاستراحات مسابح للأطفال بالإضافة إلى الألعاب, وغيرها من الخدمات الأخرى كوسيلة لجذب الزبائن والمستأجرين.

وتختلف أسعار التأجير حسب إمكانيات الاستراحة أو المشروع, وفق عوامل عديدة منها: الموقع واليوم وعدد الساعات والخدمات المطلوبة، وجميعها تساهم في رفع أو خفض قيمة الإيجار، فالأسعار في أيام العمل على سبيل المثال تختلف عن تلك التي في نهاية الأسبوع.

وفي هذا الصدد يقول راشد المحيسن وهو صاحب استراحة إن سعر استراحته لـ(12ساعة) في أيام الأسبوع تصل إلى 800 ريال وفي نهاية الأسبوع ترتفع إلى 1200 ريال، وذلك لكثرة الطلب عليها، وكثرة الخدمات التي يوفرها لإرضاء أي مستأجر.

أما الاستراحات المجهزة كقصور أفراح فيقول بدر محمد فإن أسعارها ترتبط بالموقع والتوقيت، وكذلك بما يطلبه المستأجر من توفير خدمات إضافية كتجهيز الطاولات أو العشاء أو توفير عاملات أمن وخدمة الضيوف وغيرها، وتتراوح أسعارها بين 7 و10 آلاف ريال تقريباً.

وبالنسبة لما تمثله هذه التحولات من قلق فإنه ينبع من الخوف على الساحات الخضراء وإضعاف النشاط الزراعي الذي تشتهر به الأحساء. فالمهندسون الزراعيون لا يخفون قلقهم من استمرار الضغط على الزراعة لصالح التنمية الحضرية، ويقول محمد السعد، وهو أحد المهتمين بالزراعة: من مشاكل الاستراحات التلوث البيئي الناتج عن تراكم المخلفات بما يؤثر على انسياب الصرف الصحي المكشوف وضعف مقومات السلامة فضلاً عن التأثير على كمية وجودة المنتج الزراعي.

وفي رأي آخر يقول إبراهيم الحمد: إن استثمار المساحات الزراعية في الزراعة لم يعد مجزياً مادياً، ويشير إلى أن تحول بعض أصحاب المزارع إلى الاستثمار في مجال الاستراحات وصالات الأفراح والديوانيات ومشاكلها يعود على أصحابها بربح أكبر خاصة في مواسم الصيف والإجازات والأعياد التي تكثر فيها إقامة الأفراح والمناسبات.

ويحذر علي السليم، وهو من المهتمين بالمزارع، من خطورة العشوائية في تحويل المزارع وتحويل نشاطها كلياً إلى المشاريع الأخرى، ويقول: إن البعض يستغل ضعف الرقابة في هذا المجال ويقوم بتحويل مزارعه إلى مشاريع ليس لها علاقة بالزراعة وهو ما ينتج عنه تشويه المظهر الحضاري للمنطقة الزراعية بالمحافظة والتعدي على الطبيعة.

وعلى الصعيد الرسمي فيبدو أن بعض الجهات وجدت نفسها أمام حالة تتطلب التدخل، وقد أكد مدير الدفاع المدني بالمحافظة محمد الظهراني أن مهمة الدفاع المدني هي التأكد من التزام الاستراحات بقواعد السلامة، مشيراً إلى الترخيص لهذه الاستراحات وضبط أسعارها ليس من اختصاص الدفاع المدني.

أما أمانة الأحساء فقد تدخلت مؤخراً وأنذرت أصحاب هذه المزارع المتحولة كونها تفتقر لاشتراطات السلامة، وحذرت من أنها سوف تقوم بإغلاق تلك الاستراحات ما لم يتم التقيد بإنفاذ الاشتراطات والتعليمات التي حددتها الأمانة.

وذكر أمين الأحساء المهندس فهد الجبير أن الأمانة تعمل على توزيع إشعارات إغلاق للاستراحات التي تقام فيها الحفلات ومناسبات الزواج وتفتقر لاشتراطات السلامة مع إعطائها مهلة إلى نهاية شهر ذي الحجة من العام الحالي 1430هـ للتقيد والالتزام بتطبيق الاشتراطات والضوابط العامة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد