يبدو أننا كشعوب عربية مسكونون بالهم القومي، وتطغى لغة اليأس دائما في تجمعاتنا ولقاءاتنا..
** تذكرت هذا (الهم) حين التأم جمع من الإعلاميين العرب في ندوة الإعلام الاقتصادي والتي نظمها اتحاد الغرف العربية وعقدت في بيروت الشهر الماضي، ومحاور الندوة كانت شيقة من حيث الطرح وأضفى عليها المحاضر الصحفي المخضرم عصام الجردي الكثير من الحيوية، لكن الهم العربي كان طاغيا لاسيما حينما أبحرنا مع المحاضر في محور الاقتصاد العربي ومدى افتقاده للتكامل رغم ما يتوفر له من العوامل الإيجابية التي تعزز من نجاحه ودور الإعلام في ذلك.
** حتى السوق العربية المشتركة وصفها بعض الخبراء أنها خطوة للوراء وعزوا ذلك إلى أنها ركزت على التبادل التجاري أكثر من التكامل، إضافة إلى الضعف الشديد والموت السريع لكثير من الاتفاقيات، وهذا نابع من أن العديد من المؤسسات والهيئات العربية المشتركة خلقت هزيلة وعاشت مصابه بداء الكسل والتمحور حول الذات الضيقة، وبالتأكيد هذا ليس ذنبها وإنما قدرها الذي جعلها تنشأ في محيط ضبابي محمل بالشوائب.
** المنظمات العربية يمكن أن تلعب دورا في إعادة الثقة المفقودة على الشعب العربي واذكر في إحدى اللقاءات التي تحدث بها الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية في جامعة الدول العربية محمد التويجري عن برنامج طموح لتعزيز الاستثمارات العربية لكن للأسف ذلك اللقاء لم يحضره من رجال الأعمال سوى أربعة!
** العمل العربي برمته يحتاج للعمل المضني والمخلص، ترميم جذري يبدأ بالإرادة السياسية، ففي العالم العربي لا تزال السياسة هي المحرك للعمل الاقتصادي البيني، وبالتالي يتأثر العمل الاقتصادي بشكل مباشر وهذا يعيق نموه بالشكل السليم، بينما في معظم العالم بات الاقتصاد هو المحرك الأساسي لمعظم الاتجاهات السياسية وحتى الاجتماعية.
** الإعلام العربي لا يزال غائباً ومما يزيد من الأسى أن الإعلام العربي هو أحد عوامل الوهن، ولكن متى ما تعافى الإعلام العربي وحرص على تقديم الجانب المضيء والمفيد للتكامل الاقتصادي ربما سنلمح بصيصا آخر النفق.
hme2020@gmail.com