Al Jazirah NewsPaper Saturday  14/11/2009 G Issue 13561
السبت 26 ذو القعدة 1430   العدد  13561
بعد اتهامها بدعم المتسللين وخدمة الأطماع الإيرانية في المنطقة
استنكار شعبي بحريني لرفض كتلة الوفاق الشيعية التضامن مع السعودية

 

البحرين - جمال الياقوت

استنكرت فعاليات سياسية وقانونية وبرلمانية بحرينية موقف كتلة الوفاق البرلمانية (الشيعية) بشأن رفضها التضامن مع المملكة العربية السعودية، واصفين هذا الموقف ب (المخزي)، وأنه يشكل (خروجا على الإجماع الوطني ويمثل مخالفة صريحة للدستور والميثاق، ولا يُعبر إطلاقا عن قيم وأخلاقيات أهل البحرين والثوابت الخليجية).

وكانت الكتلة الشيعية المعارضة قد رفضت التوقيع على بيان أصدره مجلس النواب البحريني بأغلبية أعضائه يوم الثلاثاء الماضي10 نوفمبر 2009م، وأعرب فيه المجلس عن استنكاره الشديد لعمليات التسلل ومحاولة خرق وتجاوز الأراضي السعودية من بعض المسلحين الخارجين عن القانون من جمهورية اليمن الشقيقة، مؤكدًا المجلس: (دعمه التام والمطلق بوقوفه إلى جانب المملكة العربية السعودية في الحفاظ على أمنها وحفظ استقرارها)، ومعلناً (أن أي اعتداء على السعودية هو اعتداء على البحرين، لابد من صده ودحره).

واعتبر نواب وقانونيون بحرينيون أن (هذا الموقف المعيب والمخزي من قبل كتلة الوفاق النيابية يُثير العديد من علامات الاستفهام حول حقيقة الاتهامات التي وجهت لها بدعم العناصر اليمنية التي تسللت إلى الأراضي السعودية، كما أنه (يخدم سياسة إيران وأطماعها التوسعية في المنطقة بدوافع طائفية مقيتة، من خلال دعمها المادي والمعنوي للجماعات المتمردة والخارجة على القانون).

ويذكر أن النائب البحريني المستقل جاسم السعيدي كان قد طالب حكومة بلاده بالتحقيق مع الوفاق بتهمة (إقامة اجتماعات مشبوهة مع جهات مقربة جداً من زعماء التمرد في اليمن) غير أنه لم يقدم الأدلة على ذلك، فيما اتهم وزير الخارجية اليمنى أبو بكر القربى جهات (شيعية) في بعض دول المنطقة بتقديم دعم مادي للمتسللين من شمال اليمن نحو الأراضي السعودية.

وقد أكد النائب جاسم السعيدي في بيان له مؤخرًا (أن ما يعلمه عن علاقات الوفاق المشبوهة تؤشر لحتمية رفض بيان (مجلس النواب) الذي يدين المتمردين الذين تسللوا من شمال اليمن إلى الأراضي السعودية)، مشددا على أن (الموقف الوفاقي لا يمثل إطلاقاً الرأي الرسمي أو الشعبي في البلاد)، مذكرا بأن: (الوفاق سبق وأن صوتت مع سلامة الأراضي الإيرانية ولكن عندما يكون الأمر متعلقاً بالشقيقة المسلمة السعودية مع التمرد العميل لإيران فإن الأمر فيه نظر)!

وفي الإطار ذاته، أكد النائب خميس الرميحي (إن الوفاق أعطت للناس إيحاء نتيجة لموقفها بتأييدها للمتسللين)، فيما أوضح النائب محمد خالد (إن موقف الوفاق كشف موقفها من الاعتداء على الأراضي السعودية جملة وتفصيلاً). وانتقد المستشار القانوني محمد آل بن علي التصرف الوفاقي بوصفه (مخجل سياسياً ويمس الوحدة الخليجية بأكملها)، قائلاً إن (ما حدث يظهر الوفاق على حقيقة دعمها للمتسللين).

وانتقد النائب عبدالحليم مراد الموقف الغريب لكتلة الوفاق، مشدداً على (إن التضامن والوقوف مع السعودية ضد من يهدد سلامة أراضيها أمر لا يختلف عليه اثنان)، قائلاً (بحسب علمنا فإن الوفاق لا تتحرك في مثل هذه المواقف إلا بعد الرجوع إلى جهات وأطراف معينة).

ومن جانبه، قال النائب عادل المعاودة في تصريحات صحفية (لا أعتقد أن شيعة البحرين يخرجون عن نسقهم ومحيطهم حتى ولو كان هناك بعض التعاطف مع المتسللين لكونهم شيعة، ولكن لا أعتقد أن ذلك يكون على حساب وطنيتهم ومواقفهم الوطنية والخليجية).

واعتبرت عضو مجلس الشورى سميرة رجب أن (رأي كتلة الوفاق لا يمثل رأي شعب البحرين ولا حتى فئة منه). فيما قال عضو مجلس الشورى فيصل فولاذ (إن هذا الموقف وصمة عار على الكتلة ولا ينتمي إلى العروبة ولا المنطلقات الوطنية السامية في شيء).

واستغرب عضو مجلس الشورى علي العصفور هذا الموقف من كتلة الوفاق النيابية (في وقت يجب على الجميع أن يقف متضامناً مع السعودية).

هذا، وقد أكد عدد من أعضاء مجلس النواب البحريني في تصريحات للصحافة البحرينية حق السلطات السعودية في اتخاذ ما يلزم للحفاظ على سلامتها واستقرارها، بما في ذلك منع هؤلاء ومن لا يحترم سيادتها من دخول أراضيها، حيث أكد النائب محمد خالد أن (السعودية لها الحق في منع أعضاء الوفاق من دخول أراضيها إلا في حال اعتذارهم)، كما أكد النائب عبدالله الدوسري حق السعودية في ذلك (خصوصاً إذا كان هذا الشخص لا يحترم أمنها وسيادتها).

وقال الناطق الإعلامي ورئيس لجنة حقوق الإنسان بجمعية الحقوقيين البحرينية عبدالجبار الطيب إن وقوف كتلة الوفاق ضد بيان مجلس النواب مخالف للدستور وتأكيده (أن مملكة البحرين عربية إسلامية مستقلة ذات سيادة تامة شعبها جزء من الأمة العربية وإقليمها جزء من الوطن العربي الكبير).

وأعرب النائب السابق والقانوني فريد غازي عن إصابته بخيبة أمل من موقف كتلة الوفاق، مؤكدا (إن مساندة السعودية مسألة مصيرية وعلى الوفاق أن تراجع موقفها وتصدر بيانا توضيحيا).

فيما أكد رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب حسن الدوسري أن كتلة الوفاق حاولت سحب البيان الذي اقترحته كتلته، مشددا على (إن العلاقات السعودية البحرينية خط أحمر، وأمن البحرين مرتبط بأمن السعودية والعكس).

جدير بالذكر أن البيان التضامني الذي أصدره مجلس النواب يوم الثلاثاء الماضي قد نال تقديرًا من قبل الحكومة البحرينية، حيث أعرب وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة عن شكره وتقديره للموقف الوطني المتوقع الذي تبناه مجلس النواب، باعتباره (ينم عن المشاعر الأخوية الصادقة التي تكنها البحرين حكومةً وشعباً للمملكة العربية السعودية والذي لا يرضى بالاعتداء على أراضيها ويعتبر ذلك اعتداء على أراضي مملكة البحرين)، وهو ما يأتي متطابقًا مع تأكيدات القيادة السياسية لمملكة البحرين.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد