بصراحة خاطب الأمير نواف بن فيصل من خلال برنامج (أصداء رياضية) في القناة السعودية الأولى جميع الرياضيين بل الشارع السعودي كاملاً بلغة واضحة لا تحتمل التأويل واضعاً النقاط على الحروف ومحدداً بدقة متناهية المسار الحقيقي لحركة الرياضة السعودية، وبصراحته المعهودة في تناول القضايا الرياضية على مختلف الأصعدة، وقد حدد سموه الخيار الاستراتيجي لرياضتنا التي تبدأ من حيث ينتهي الآخرون في تطوير نموذجي يضع من خلاله رياضتنا في مقدمة أولوياته.
ما ذكره سموه مساء يوم الأحد يقطع سموه الشك باليقين الذي أثارته أوساط إعلامية داخلية وخارجية على حد سواء لم تفهم ما كان يخطط له سموه واعتقدوا أنها مجرد سلسلة من الخطوات غير المترابطة التي تغيب عنها الاستراتيجية بعيدة المدى ومحددة الأهداف.وانطلاقاً من هذه الرؤية الاستراتيجية لسموه يؤكد التنوع الذي يعتمد عليه في المخططات المستقبلية مطمئنة إلى حد كبير وخصوصاً على الاستثمار القادم سواء من الخارج أو الداخل، وقد تكون هناك شركات وطنية أخرى تكون شريكاً استراتيجياً في صناعة رياضة المستقبل.
مرة أخرى يؤكد سموه أن من يحاول أن يلعب على وتر التشكيك أو التفرقة بين القيادة الرياضية والإعلام من جهة أو بين الإعلام والوسط الرياضي من جهة أخرى ومحاولة تحميله جزء من الفشلل فلن ينجح أبداً، فالرياضة والقيادة والإعلام شجرة واحدة وستبقى كذلك.
إنها رسالة مباشرة حسم من خلالها سموه كل ما أثير من جدل حول العمل القادم وإطلاق الأحكام وهم لا يفقهون ما سيحدث في المستقبل أو معنى الاستراتيجية التي ستعتمد بعد الله على المدى البعيد والأهداف المحددة وهذا هو ما راهن عليه سموه.
بهدوء (هارد لك إتي)
بصراحة يستحق نادي الاتحاد كل عبارات المواساة والعزاء على أدائه العالي وكفاحه لآخر لحظة في مباراة طوكيو، نعم لقد كانت المباراة بيد الاتحاديين حتى الدقيقة 57 التي شهدت الهدف الأول ومعها شهدت التحول الدرامي بالنسبة لأحداث المباراة ويجب أن يعرف الجميع أن الخسارة تضع اللوم بنسبة كبيرة على الدفاع الاتحادي الذي كان في قمة استهتاره سواء في عدم الحائط البشري الذي كان وجوده مثل عدمه وهو ما كان سبب الهدف الأول والاشتراك الضعيف في الهدف الثاني من قِبل المدافع فلعب الكرة برأسه في المقص الأيمن لمرمى مبروك زايد.كنا ننمي النفس بفوز اتحادي سعودي ولكن جاءت الأمور عكس ما كنا نتوقع وخابت آمال العرب والخليجيين بوجه خاص وهي خسارة تستوجب الحزن بالفعل.لقد لعب الاتحاد ضد نفسه فخسر المباراة بعد أن تم الإيحاء للاعبين بأنهم سيحتفلون بالفوز في اليابان قبل جدة وأنهم أتوا ليتسلموا الكأس وأن النتيجة محسومة سلفاً وقد ساعد بعض الإعلام وخصوصاً المقروء على أن فريق بوهانج متهالك وضعيف الإمكانات لبعض لاعبيه وأوهموا أن النتيجة محسومة قبل دخولهم الملعب فشرب اللاعبون المقلب.
لقد حذرت مما حدث في ليلة المباراة وعبر برنامج (مساء الرياضية) وقد شاطرني الرأي الأخ العزيز نبيه ساعاتي، فهذا وما حدث درس للجميع بأن المباريات لا تحسم في القنوات الفضائية ولا على أعمدة الصحف وتذكروا الحادثة الشهيرة في نهائي أوروبا عام 2005 عندما تقدم ميلان على ليفربول في الشوط الأول بثلاثة نظيفة واحتفل اللاعبون في فترة الاستراحة بينما كان الإنجليز يفكرون في العودة في الشوط الثاني وهو ما تحقق لهم في ست دقائق ليتعادل الفريقان ويحسم ليفربول المباراة بركلات الجزاء.
المصيبة الأعظم في خسارة الاتحاد كانت بعد المباراة وما حدث من تراشق واتهامات بين رجالات نادي الاتحاد وكأنهم لا يؤمنون أن الفوز والخسارة وجهان لعملة الرياضة، فقليلا من الهدوء والوقوف مع المرزوقي وإدارته.
ثقافة الخوف من المستقبل
بصراحة يوماً بعد يوم تزداد الأمور سوءاً في كرة القدم النصراوية (الفريق الأول) ولا بصيص لأمل في المستقبل المنتظر ولو لانفراج نسبي، كلهم يبدعون ويبتكرون فيوم هناك من يشيد بالمدرب ويلوم اللاعبين الأجانب ويوم يقال إن المدرب مفلس، والحقيقة التي يجب أن يعرفها جميع من يهمه البيت النصراوي أن الثقة أصبحت معدومة لدى اللاعبين أنفسهم.
الواقع والواضح يشهدان على الوضع بصفة عامة وأن هناك عجزا في إيجاد استراتيجية واضحة للعمل القائم داخل الطريق، ومن يقل أو يكتب غير ذلك فهو إما لا يفقه بعالم المجنونة أو إن له مصلحة لما يحدث أو إنه يبدع ويبتكر أساليب للنفاق والتضليل والمكر، في حين أن الآخرين يظهرون سلبياتهم قبل إيجابياتهم، وفي النصر ما يحدث العكس تماماً.
لقد ذكرت بعد مباراة الهلال في دوري زين التي انتهت بنتيجة 2-2 وكان دائماً النصر هو المتقدم أن المدرب لا يستطيع قراءة المنافس وأن ليس لديه الشجاعة الكافية وإلا لكان لقاءً نصراوياً، حيث إن الخلل الهلالي كان واضحا في الخلف وعلى الرغم من قناعتي بأن الحال لن تتغير حتى ولو رحل ديسلفا لأن العلة لا تقتصر على مدرب، فالمصيبة أعظم يبقى أشباه لاعبين ولكن دائماً مستقبل الشعوب في أجيالهم ومستقبل النصر في شبابه وناشئته، أما البقية فالله المستعان فاحالتهم إلى التقاعد بقوة النظام أرحم لهم ولجمهور الشمس الذي يردد دائماً (يا ليل ما أطولك) وهم يرون الصقور وصديق والمبارك والواكد والموسى واليحيى وبقية الاخوة من محترفين وهواة ولو ببصيص من الأمل المفقود.
نقاط للتأمل
- في ليلة ولا أروع تلقيت دعوة كريمة لحضور أمسية الرائع الناشد/ حامد الضعيان يوم الأربعاء الماضي وقد أبدع كعادته وتفاعل معه الجمهور الغفير الذي اكتظت به القاعة في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي وكانت أمسية رائعة بالفعل جمعت بين الفن والرياضة والأناشيد الدينية والوطنية وبتقديم مميز كالعادة من المميز المذيع عبدالله العضيبي، فالشكر الجزيل لمن نظم ودعا واستقبل ودعم.
- صرفت إدارة الأمير فيصل لجميع لاعبي النصر والعاملين جميع متأخراتهم بواقع خمسة أشهر لكل واحد منهم فهل سينعكس على أدائهم يوم 4 من ذي الحجة أمام الأهلي؟ لا أظن.
- من خلال جميع المباريات التي قادها حكامنا السعوديون ظهر تميزهم جميعهم وأعتقد أنه بداية العودة والثقة التي كانت مفقودة.
- انتقادي لفريق العمل الأسبوع الماضي لم يكن اعتراضاً عما تم اختيارهم لمحللين ولكن كنت أتمنى أن يكونوا من جميع أطياف المجتمع الرياضي والأكاديمي والاجتماعي.
- أتمنى أن يحصل اللاعب محمد نور على جائزة أفضل لاعب آسيوي لعام 2009 لتنصف هذه الإمبراطور الذي هضم حقه كثيراً على المستوى القاري والمحلي على حد سواء.
- سيدخل نادي النصر موسوعة جينس في عدد تغيير المدربين، حيث أشرف على الفريق الأول خلال أربع سنوات أكثر من عشرين مدرباً، فالعلة ليست في المدربين ابحثوا وتجدون السبب.
- ابتعاد الأستاذ سامي الطويل خسارة فادحة للعالمي وأنصاره وخصوصاً اللاعبين المصابين من سيرسلهم إلى الخارج وستعود أسطوانة الإصابات من جديد.
- دعواتكم في هذا اليوم المبارك أن يحفظ الله هذه البلاد من الأشرار والمعتدين ونلتقي عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي.