القطيف - خالد المرشود:
اختتم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أعمال اللقاء التحضيري الخامس للقاء الوطني الثامن للحوار الفكري بعنوان (الخدمات الصحية: حوار بين المجتمع والمؤسسات الصحية).
وحضر ختام اللقاء، أمس الأول في قاعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمحافظة القطيف، ما يقارب 70 مشاركاً ومشاركة من القطاعين الحكومي والأهلي ومن مختلف المستويات.
واستهل اللقاء بكلمة ترحيبية من قِبل الأمين العام للمركز الأستاذ فيصل بن معمر بالمشاركين، ووجَّه شكره لهم على اهتمامهم بفعاليات المركز، وحرصهم على حضور اللقاء، ولمسؤولي الأجهزة الصحية الحكومية، ولأهالي المنطقة، وكذلك محافظ القطيف عبدالله العثمان، على الدعم الذي قدموه لإنجاح فعاليات اللقاء.
وقال: إن المركز يختتم لقاءاته بعد أن طافت قافلة الحوار أغلب مناطق المملكة لمناقشة الموضوع الصحي، الذي يعتبر من المواضيع المهمة لحياة الإنسان. مشيرا إلى أهمية الحوار عند طرح القضايا المهمة للمجتمع، وأن اللقاء سيتناول القضايا الصحية المطروحة بكل شفافية وحرية، وأن المركز يعوّل كثيراً على آراء المشاركين لتشخيص واقع الخدمات الصحية في المملكة.
وناقش اللقاء عدداً من المواضيع الصحية، وفق أربعة محاور رئيسية هي: واقع الخدمات الصحية، الجوانب الشرعية والاجتماعية والتشريعية في المجال الصحي، التأهيل والتدريب والتوظيف في القطاع الصحي، وتمويل الخدمات الصحية ودور مؤسسات المجتمع المدني.
وطرح المشاركون العديد من التساؤلات حول قضايا الرعاية الصحية، ومن أبرزها نقص الكوادر الصحية، وازدحام المستشفيات الحكومية وتحملها أكثر من طاقتها، وبينوا أن عدد أفراد الكادر الطبي أقل بكثير من احتياجات المحافظة.
وطالب المشاركون بالتنسيق بين الجهات الصحية للوصول إلى أفضل الطرق لتحقيق التوزيع الجغرافي المتوازن للخدمات الصحية، وتوفير الأجهزة الطبية اللازمة.
كما تطرَّق المشاركون إلى مسألة تدني مستوى خدمات الطوارئ والإسعاف، التي لا تزال الخدمات التي تقدمها للمرضى دون المستوى الذي وصلت إليه الخدمات الصحية في المملكة، وضرورة تطويرها.
كما طرح المشاركون على مسؤولي وزارة الصحة موضوع تدني الخدمات في مراكز الرعاية الصحية الأولية، والنقص الحاد في كوادر التمريض من المواطنين والمواطنات، وغياب الرعاية الطبية المتخصصة لكبار السن.
وقد أكد غازي الجيلاني، وكيل وزارة الصحة المساعد للتخطيط والبحوث، أن الاستراتيجية الصحية، التي أقرها مجلس الوزراء مؤخراً، بعد أن تمت دراستها ومراجعتها على مدى عامين متواصلين، ستساهم في حل العديد من المشاكل التي تواجه القطاع الصحي التي تم تناولها في اللقاء. وقال إن الاستراتيجية الصحية عندما تدخل حيز التنفيذ، ستكون دفعة قوية لتطوير القطاع الصحي في المملكة، وحلاً لمعظم المشاكل التي تناولها المشاركون في اللقاء الصحي الخامس.
وحول المشاريع الصحية التي تخص منطقة القطيف أكد الجيلاني أن مشروع مستشفى القطيف العام تحت التنفيذ حالياً، وأن هناك العديد من المشاريع التنموية الأخرى التي لا يمكن الإفصاح عنها الآن، وأنها لا تزال في طور مشاريع تتم دراستها مع وزارة التخطيط.
من جهته أوضح الدكتور علي الغامدي، المدير العام للتدريب والابتعاث بوزارة الصحة، أن مفهوم الجانب الوقائي لا يزال مغيباً، وأن الاهتمام به دون المستوى على الرغم من أهميته، مؤكداً ضرورة التركيز عليه بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة.
من جانبه أوضح الدكتور سيف الدين أبو زيد، المدير العام للخدمات الإسعافية بهيئة الهلال الأحمر أن طول الطرق وتباعد المناطق السكنية عن بعضها من العوامل التي تعيق العمل الإسعافي. وأكد أن استقطاب الكوادر البشرية المؤهلة من أولويات الهلال الأحمر. وأوضح أن مثل هذا الكادر غير متوافر حالياً، وأن الموجود لا يزال أقل بكثير من احتياج الهيئة. مبيناً أن الهيئة أعلنت مؤخراً احتياجها إلى 500 شخص مؤهل، ولم يتقدم لها سوى 70 شخصاً، وهو ما يكشف مدى ندرة الكوادر البشرية المؤهلة في هذا الجانب.