يظل تفكير الموظفين الجدد في الأيام الأولى من عملهم بشأن مديريهم وكيفية التعامل معهم وتأكيد قدراتهم ومهاراتهم واعترافهم بهم كموظفين ناجحين ومبدعين.. ولهذا كان من أحد أسرار اكتساب احترام المديرين لك كموظف جديد أن تشاركهم في أمر يخصك من المحتمل أن يهتموا به ولا يتعلق بالعمل حينما يكون المدير مرهقاً بالعمل طوال اليوم، خذ وقتاً لتذكره بإحدى الهوايات التي تمارسها في الوقت الحاضر وتبادل معه الحديث واسأله إن كان لديه اهتمام في هذا المجال أي اخلق جوّاً حوارياً جديداً، ويفضل في مجال يهتم به المدير خارج العمل كالرياضة أو الأسواق المالية أو مشروع تجاري تذهلك تجربته أو برنامج تلفزيوني رائع واجعل الحوار قصيراً كي يكون جذاباً ولا يعطل العمل وأيضاً لا تنسى أن تعامل مديرك كما لو كان نجماً بارزاً مهما كان مركزه وتناسى سلبياته واذكره بالحسنى، فمصلحة العمل من مصلحتك وإخلاصك في عملك، ووفاؤك له مطلب خلقي قبل أن يكون عملياً وأن لا تنزه نفسك وتجعل منك معياراً له بل إن من أهم مكسبات الاحترام لك أن تعترف بخطئك حين تخطئ، فلا كمال للبشر فمهما كان خطأ المدير وتقديره المعتم لك لا بأس أن تلفت انتباهه بجوار خطئك بطريقة لبقة متجنباً وضع الحقيقة أو النطق بها مجردة أمامه بل عليك أن تجمل الأمر لتلفت عنايته به كأن تكتب له تقريراً كاملاً حول رؤيتك للأمر واضعاً على رأس الخطاب شكرك وسعادتك بالعمل معه وتعاطفك مع موقفه السابق، واطلب النصح في النهاية لما يراه من خلال رؤيتك الصادقة بالطبع لأن طلب النصح أمر اختياري ويجعل الشخص الذي تستنصحه يشعر بأنه عظيم القيمة وخاصة بالنسبة لك، وتذكر التأثير القوي للمديح واسأل نفسك دوما هل ما تقدمه هو ذاته ما سوف تقدمه فيما لو كانت المكان الذي تعمل فيه هو من أملاكك؟. وفي أدب ابن المقفع جميل تبصير لكي تكتسب الاحترام الدائم يقول:
(إذا سأل الوالي غيرك فلا تكونن أنت المجيبَ عنهُ. فإن استلابكَ الكلام خفةٌ بكَ واستخفافٌ منك بالمسؤول وبالسائلِ. وما أنتَ قائلٌ إن قال لكَ السائلُ: ما إياك سألتُ؟ أو قال لكَ المسؤول عندَ المسألةِ يعادُ له بها: دونكَ فأجب).