Al Jazirah NewsPaper Friday  13/11/2009 G Issue 13560
الجمعة 25 ذو القعدة 1430   العدد  13560
قالوا إنّ المتسللين ينفذون أجندة إيرانية لتهديد أمن المنطقة
خبراء السياسة والإستراتيجية يؤكدون حق المملكة في الدفاع عن أراضيها

 

القاهرة - مكتب «الجزيرة»- علي البلهاسي - ياسين عبد العليم

أكد خبراء سياسيون وإستراتيجيون على حق المملكة العربية السعودية الشرعي في الدفاع عن أرضها ضد أي محاولات اعتداء خارجي، مشيرين إلى أنّ المملكة تخوض حرباً شرعية ضد اعتداءات المتسللين الذين يعملون لصالح تنفيذ أجندة إيرانية خفية، هدفها تهديد وحدة اليمن الشقيق وأمن منطقة الخليج والبحر الأحمر، وأشاد الخبراء بالتأكيدات السعودية الرسمية والحاسمة بأنه لا نية إطلاقاً للتدخل في الأراضي اليمنية?، وأنّ الهدف الأول والأخير هو وقف أي اعتداءات على السيادة والأرض السعودية، وبالتالي تأمين الحدود المشتركة والمواطنين الذين يعيشون في القرى الحدودية?.?

وقال اللواء جمال مظلوم الخبير العسكري ومستشار مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية إنّ اليمن والمملكة العربية السعودية لديهما كل الحق في مواجهة التمرد على الحكومة اليمنية واعتداءاتهم على الأراضي السعودية، مشيراً إلى وجود دور إيراني واضح في الحرب التي يقوم بها الحوثيون، والتي ما هي إلا حلقة في سلسلة التدخلات الإيرانية في المنطقة بهدف تفكيك الدول العربية. وأكد مظلوم أن إيران تستغل ورقة غير مجدية لتدعيم هدفها ولتضع شوكة فى ضلع اليمن، خاصة أن هناك مسافة حدودية بسيطة بين السعودية واليمن، مما يعتبر تهديداً كبيراً لأمن السعودية والخليج العربي، وأكد اللواء مظلوم أن المنطقة ككل ترغب في أن تكون هذه الحرب هي الحرب الفاصلة لإنهاء تمرد الحوثيين، لأنّ الظروف التي يمر بها اليمن تهدد وحدته وتستدعي حسم هذا الملف بسرعة، وألا يستمر أكثر من ذلك فهو صراع مستمر منذ أكثر من 5 سنوات ولا بد من حسمه هذه المرة.

واتفق معه في الرأي الدكتور حسن أبو طالب الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، مؤكداً أنه إذا كان الحوار مطلوباً لحل أزمة النظام السياسي في اليمن والتوصل إلى صيغة مقبولة ديمقراطياً بين كل مكوّنات المجتمع التي تقبل الدستور?، فإنّ المواجهة أيضاً وبكل قوة مطلوبة مع هؤلاء الذين يرفعون السلاح، ولا يعترفون بالدستور والقانون والمؤسسات الشرعية?. ولفت أبو طالب إلى أنّ هذه الحرب التي تجري في محافظة صعدة ليست الحرب الأولى لهؤلاء الحوثيين، فقد جرت خمس مواجهات سابقة بينهم وبين الحكومة اليمنية في الفترة من ?2004? إلى ?2008? وكانت تنتهي دائماً بوقف مفاجئ لإطلاق النار أو إعلان تسوية سياسية أو عفو عام لم يكن يصمد طويلا?ً، ولذلك فلا بد من حسم هذا الملف هذه المرة.?

وأشار أبو طالب إلى أن امتداد المواجهات إلى المناطق الحدودية مع السعودية واعتداء المتسللين على الأراضي السعودية، هو ما أدى لتدخل القوات الجوية السعودية ثم البرية لوقف عمليات التسلل وتمشيط المنطقة الحدودية?، وردع أية عمليات تسلل قد تحدث في المستقبل?..? وأكد أنّ المتسللين بعد ضعف قوتهم في مواجهة الحكومة اليمنية تعمّدوا جر أطراف أخرى مثل المملكة، لتصوير الأمر على أنه صراع إقليمي وتدخل خارجي في شأن يمني داخلي?، ?ليحصلوا على نوع من الضغط الدولي والإقليمي ينهي الحرب ويفرض تسوية تقبلها الحكومة اليمنية تتضمن اعترافاً بتمردهم ومطالبهم المختلفة?، لكن محاولاتهم في هذا الشأن باءت بالفشل لأنّ العلاقات اليمنية السعودية قوية ومتينة، ولأنّ الجميع يعلمون أنّ هذه المواجهات تقوم بها سلطات شرعية ممثلة في الحكومة اليمنية لتمرد مسلح خارج على الدستور والقانون.

فيما أكد الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنّ من حق المملكة القيام بأي إجراءات من شأنها الحفاظ على أراضيها وتأمين حدودها والدفاع عن سيادتها ضد من يحاول المساس بأمنها، وأكد ثقته في قدرة المملكة العربية السعودية على إدارة المعركة مع المتسللين وحماية أراضيها من اعتداءاتهم، مشيراً إلى أن العلاقة القوية بين الحكومتين السعودية واليمنية قادرة على احتواء هذه الأحداث والعمل معاً على تأمين الحدود بين البلدين للحيلولة دون تكرار ما حدث في المستقبل.

وطالب عودة بموقف عربي داعم للمملكة العربية السعودية واليمن في مواجهاتهما ضد جماعة المتسللين، مشيراً إلى أنّ هذه الجماعة المتمردة باتت تشكل تهديداً حقيقياً خاصة وأنها تعمل لصالح أجندة إيرانية خفية تهدد أمن البحر الأحمر ودول الخليج ومصر التي يرتبط أمنها القومي أيضا بأمن البحر الأحمر، مشيراً إلى أن إيران تسعى إلى إثارة القلاقل داخل اليمن وتهديد وحدته، وتصدير ذلك إلى الدول المجاورة خصوصا السعودية التي لها حدود كبيرة مع اليمن. وأكد عودة أنّ هذه الممارسات تحتاج لوقفة عربية قوية ودعم الحملة اليمنية والسعودية على الحوثيين لوقف تمردهم ومحاولاتهم للاعتداء على حدود الدول المجاورة، والوقوف في وجه تنفيذ المخططات الإيرانية في المنطقة.

من جانبه أكد الخبير الاستراتيجي اللواء جمال حواش أن تصدي المملكة لاعتداءات المتسللين على أراضيها هو إجراء شرعي وقانوني، فهو أمر يتعلق بسيادتها وحفاظها على أراضيها وحقها في حماية حدودها من أي اختراق، وهذا حق مكفول لكل الدول. وأشار إلى أنّ الحرب بين الحكومة اليمنية والحوثيين ممتدة وحدثت قبل ذلك أكثر من مرة، ولم تتدخل السعودية إلا عندما قام المتسللين بالتعدي على أراضيها والاعتداء على حرس حدودها، وهو ما كانت ستفعله أي دولة تتعرض لمثل هذا الاعتداء.

وأضاف أن المملكة أرادت التعامل مع هذا الأمر بقوة وحسم لإرسال رسالة واضحة للمتمردين ومن يقف وراءهم بأنها لن تسمح بالتعدي على أراضيها وسيادتها أو اختراق حدودها، خاصة وأن الصراع مع مثل هؤلاء الخارجين على القانون يمكن أن يمتد لسنوات أخرى نظراً لطبيعة حرب العصابات التي يقومون بها في المناطق الجبلية والتي تجعل حسم المواجهة العسكرية معهم من قبل الحكومة اليمنية صعباً ويحتاج إلى مزيد من الوقت، وقد أدركت المملكة أن تهاونها تجاه ممارسات المتسللين هذه المرة قد يدفعهم للتمادي أكثر فيها في المستقبل.

وحول وجود دور إيراني فيما يحدث في اليمن وعلى الحدود السعودية اليمنية، أكد حواش أنه لا يمكن إنكار وجود هذا الدور وهو دور واضح للجميع ليس في اليمن وحده في كثير من مناطق الاضطرابات والقلاقل التي تشهدها المنطقة، والتي تسعى إيران من خلالها لفرض نفسها على المنطقة وإيجاد مناطق نفوذ لها تستطيع من خلالها فرض أجندتها الخاصة وتستخدمها كورقة ضغط في مناوراتها مع الغرب بخصوص ملفها النووي، ولكن هناك جهود عربية ملموسة للتصدي لهذه المحاولات الإيرانية، وما يجري في صعدة وعلى الحدود اليمنية السعودية جزء من محاولات التصدي العربية لمثل هذه المخططات.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد