عُقد في رحاب جامعة الملك سعود المؤتمر الدولي الأول لريادة الأعمال, وبعد بحث بسيط حول هذا الموضوع وجدت أن أحد مفاهيم ريادة الأعمال تعني القدرة على المبادرة في إنشاء شركات جديدة ذات أفكار مختلفة والرقي بها نحو القمة.. ويشير أحد المواقع على الشبكة المعلوماتية إلى أنه انطلاقاً من اهتمام الاتحاد الأوروبي بمركزه التنافسي في الاقتصاد العالمي تزايد تركيزه على ريادة الأعمال في كافة مستويات التعليم..
..ذلك أن أواصر العلاقة بين التعليم والاقتصاد أصبحت وثيقة جداً، وتؤكد مؤسسة التدريب الأوروبية أنه تم إبلاغ كافة الدول الشريكة بأحدث التطورات التي طرأت على سياسة الاتحاد الأوروبي في هذا المجال.. وفي ظل الإصلاحات التعليمية المستمرة في كافة الدول الشريكة، أضحت الفرصة مناسبة لإدخال رسائل سياسة تعلُّم ريادة الأعمال في جدول الأعمال الإصلاحية.. فما هو تعلُّم ريادة الأعمال؟ الفكرة التقليدية عن التعليم والتدريب في مجال ريادة الأعمال ترتبط بالتعليم في مجالي الاقتصاد والأعمال التجارية.. والواقع أن نطاق سياسة الاتحاد الأوروبي أشمل من ذلك، إذ يسعى إلى تعزيز مفهوم ريادة الأعمال باعتباره من الكفاءات الأساسية.. ويُعد التعليم وسيلة هامة لتثقيف عقلية الأفراد فيما يختص بريادة الأعمال، مما يتطلب إعادة النظر في كيفية إدارة وتطوير المدارس ومهنة التدريس وعملية التعلُّم.. ويُعد رئيسياً أن تسهم كافة مراحل التعليم من الابتدائي وحتى التعليم الجامعي في عملية تعلُّم ريادة الأعمال، وبذلك يتحقق أثر تراكمي إجمالي يفضي إلى اكتساب المجتمع بأكمله صفة ريادة الأعمال.. وتشدد مؤسسة التدريب الأوروبية على فكرة عدم اقتصار صفة الريادية في الأعمال على أصحاب الأعمال التجارية، ذلك أن الموظفين الذين يتسمون بالريادية يتميزون بقدرتهم على الإبداع والتكيُّف وتحديد الفرص وإدارة الموارد والتأقلم مع العمل الجماعي، مما يؤدي إلى تميُّز المؤسسة التجارية بصفة التنافسية.. وتتمثَّل جهود مؤسسة التدريب الأوروبية لتحقيق تعلُّم ريادة الأعمال في تقديم دعم للسياسة في الدول الشريكة.. وبالتعاون مع اللجنة الأوروبية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وبنك الاستثمار الأوروبي والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، يعمل فريق المشروعات التابع لمؤسسة التدريب الأوروبية مع حكومات الدول الشريكة وجامعاتها ومؤسساتها التجارية في سبيل بناء أنظمة مستدامة لتعلُّم ريادة الأعمال.. ويتم التركيز على وجه الخصوص على تحليل السياسة وحلول السياسات المهيأة حسب احتياجات محددة.. وثمة مجال ثانٍ في عمل مؤسسة التدريب الأوروبية وهو بناء العلاقات وتطوير الشراكة بين مجموعة كبيرة من أصحاب المنفعة على مستوى الدولة، مع ضمان اشتراك كافة أطراف المجتمع في تحديد اختيارات السياسات وخطط العمل والمتابعة.. وجدير بالذكر أن مؤسسة التدريب الأوروبية تُبقي اللجنة الأوروبية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي - ممن يسعى إلى تطوير تعلُّم ريادة الأعمال - على إطلاع دائم بالمبادرات المتعلقة بإصلاح المؤسسات التجارية والتعليم.. وتتميز مؤسسة التدريب الأوروبية عن المؤسسات الأخرى في دعمها لتعلُّم ريادة الأعمال في الدول الشريكة. وسبب ذلك أن أعمالها الريادية بشأن السياسات تتضمن تصميم مؤشرات لتعزيز تعلُّم ريادة الأعمال على مدى الحياة.. وتوفر هذه المؤشرات أداة لتقييم سياسات الدول الشريكة بهدف تعقُّب التقدم، فضلاً عن توفير توصيات بشأن السياسات، بحيث تستطيع الحكومات والقطاع الخاص الاستفادة منها في وضع الأهداف.. وتستجيب مؤسسة التدريب الأوروبية إلى طلبات محددة من الحكومات الشريكة بشأن تقديم دعم للسياسات مهيأ وفقاً لاحتياجات محددة، مما يعزز التعاون بين سياسات المؤسسات التجارية والتعليم. ويقدم فريق المشروعات التجارية التابع لمؤسسة التدريب الأوروبية إمكانية متابعة السياسات العالمية بشأن تطورات مهارات المشروعات التجارية وتعلُّم ريادة الأعمال، بما في ذلك أحدث التطورات النظرية في هذا المجال.. وتُشكِل الأبحاث جزءاً رئيسياً من وظيفة دعم السياسات الخاصة بالفريق, يتضح من هذا كله أن التعليم هو المحرك الأساس لعملية ريادة الأعمال، وأن التربية والتعليم هي القاعدة التي ينطلق منها الإبداع والابتكار والاختراع والتصنيع ليس في المراحل الجامعية فحسب، بل انطلاقاً من المرحلة الابتدائية التي تُربى وتُزرع فيها العقلية الابتكارية والريادية للطلاب والطالبات بشكل عام وبخاصة لمن يتوسم فيهم مثل هذه الصفات، وعلى الله الاتكال.