Al Jazirah NewsPaper Wednesday  11/11/2009 G Issue 13558
الاربعاء 23 ذو القعدة 1430   العدد  13558
السهل الممتنع
كيف انفجر البالون الاتحادي..؟
صالح السليمان

 

وقع المحذور وحدث ما لم يكن في الحسبان.. وتبخرت الأماني وضاع الحلم يا ولدي.. وفعلَ المدح الزائد والنفخ الإعلامي أفاعيله وأجهز على الأحلام الاتحادية والسعودية.. وأسهم في سقوط مدوٍ للاتحاد وضياع كأسٍ قارية كانت في متناول اليد وفقدان فرصة الوصول لكأس أندية العالم للمرة الثانية في تاريخه..

من النادر أن نتحدث عن فريق وُفِّرت له كل عوامل الفوز بهذا الشكل.. فالاتحاد تمتع بدعم رسمي وتسهيلات غير مسبوقة ووقفه قوية من الإعلام السعودي بكافة شرائحه.. لم يحظَ به حتى المنتخب الذي يجد شريحة من الإعلام تلمز وتطعن فيه مثل حكاية المنتخب الكحلي..

فمن الحب ما قتل.. فأسلوب تضخيم الفريق واحتقار الفرق المنافسة والحديث عن كم الأهداف التي سيسجلها نجوم العميد.. جعلتهم يعيشون في غيبوبة التخدير والمدح القاتل.. فانفجر البالون في الوقت الخطأ..

فالصحافة والإعلاميون خصوصاً المحسوبين مباشرة على الفريق الاتحادي.. احتفلوا مبكراً باللقب الآسيوي.. بل أدخلوه في مقارنة مع لقب القرن الآسيوي للهلال السعودي.. وأن الإنجاز الاتحادي (المنتظر) هو الإنجاز الحقيقي الوطني ولقب القرن لقب ورقي !!.. كما حدث من أحدهم في اتصال هاتفي على قناة خليجية!..

شخصياً في المقالين السابقين حذرت من الثقة المفرطة التي يتحدث بها الإعلاميون المحسوبون على الفريق.. وقلت: (لا تنسوا درس الكرامة).. وانتقدت بشكل ضمني الإعداد المبكر للاحتفال الكبير باللقب والتأهل لمونديال الأندية.. وطلبت حجب تلك الأخبار عن اللاعبين..

المعطيات السابقة جعلت الإعداد والتهيئة النفسية اللاعبين دون مستوى أهمية وحساسية الحدث وأقل من مستوى قيمة البطولة.. لأن هذه المعطيات ألقت في العقل الباطن للاعبين أن البطولة سهلة ورفع الكأس مسألة وقت.. بدليل فرصة الثواني الأولى التي توضح أن أبو شروان فكر بنفسه ولم يشعر بحساسية الوضع وحاول التسجيل من زاوية صعبة ولم يمرر لزملائه المختلين بالمرمى..

على كل حال لا يجدي الآن البكاء على اللبن المسكوب.. فاللبن والحليب اندلق ولا فائدة من ليت ولو.. وعسى أن لا تفتّ هذا الصدمة بعضد نجوم الفريق الكبار الذين كانت هذه الكأس خير ختام لحياتهم الرياضية الحافلة بالإنجازات..

(هدف نواف) سيخلده تاريخ الكرة

بغض النظر.. سُحبت نقاط الهلال أو لم تُسحب.. فلا أظن أن خطأً إدارياً ساذجاً سيلغي هذه الومضة العبقرية التي انقدحت في المباراة.. فالهدف التاريخي الذي لم تشهد الملاعب السعودية مثيلاً له على الأقل في مرحلتها الموثقة تلفزيونياً من أربعين عاماً.. ليس من السهولة إلغاؤه أو شطبه.. لم يُسجل ليُلغى، بل سُجل ليبقى في موسوعة جينيس وفي سجل الأهداف العالمية النادرة..

هدف نواف العالمي القياسي والمرشح أن يكون الأسرع في تاريخ الكرة.. موثق بلقطة تلفزيونية متكاملة وسيبقى في ذاكرة التاريخ الكروي على مستوى العالم.. وقد كتبت الجريدة الإنجليزية الشهيرة (الديلي ميل) عن هدف العابد أنه الأسرع بتاريخ الكرة عندما قالت: (انسوا بيكهام وبيليه فهدف المهاجم العربي هو الأسرع على الإطلاق)..

كنت عزمت التعليق على الهدف وأنه سيحتفظ بقيمته حتى لو سُحبت النقاط من الهلال.. فالمباراة باقية بجميع أحداثها ولوازمها كما هي الكروت مثلاً.. وكنت مقتنعاً بهذا الكلام وعازماً على الكتابة عنه.. حتى قبل أن يصرح أحد أعضاء لجنة الإحصاءات في الاتحاد الدولي.. إن الهدف دخل التاريخ الرياضي وسيتم تسجيله كرقم قياسي عالمي ولن يؤثر سحب النقاط عليه..

لذا أقول لنواف اطمئن هدفك القياسي سيبقى.. ولكن اجعل منه دافعاً لك لتكون أكثر طموحاً وإصراراً على التطور والتقدم.. فأنت لم تبدأ ولم تتحرك سوى خطوة صغيرة وما زلت بأول الطريق.. نعم لديك الموهبة.. نعم بدأت الكرة مبكراً صغيراً في براعم الهلال.. وأذكر أن الجمهور كان يتندَّر وهو يرى أن الكرة أكبر منك.. لكن إذا لم تحافظ على هذه الموهبة وتنميها وتبتعد عن الغرور وتحافظ قبل كل شيء على الصلاة وبر الوالدين.. فستسقط في أول الطريق.. وستنام على ذكريات هذا الهدف.

الفراهيدي وأبو الأسود الدؤلي

إحدى مواد لائحة كأس الأمير فيصل بن فهد الأولمبي تقول: (البطولة خُصصت للاعبين تحت 23 سنة مع إمكانية كل فريق الاستعانة بخمسة لاعبين ليس من بينهم حارس مرمى ممن تجاوز السن المحددة شريطة أن يكونوا من المواطنين)..

لو حاول (الخليل الفراهيدي) بجلال قدره أن يفهم هل يشارك الحارس أم لا.. وهل يُحسب من ضمن الخمسة أم يُعتبر سادساً أم ماذا؟!!.. لأسقط في يده.. ولو رمى (أبو الأسود الدؤلي) عمامته وحسر عن رأسه وجاء (سيبويه) لهما ظهيراً لم يتمكنوا من حل اللغز.. ولو استعانوا (بصديق) عبد الحميد الكاتب.. لرفع راية الاستسلام والعجز.. واختلف فهم كل واحد منهم لها.. فيا ترى كيف فهمت الفرق هذه المادة ؟!..

مثلاً النصر على خلاف الفرق الأخرى فهم أن هذه المادة تخوِّل له إمكانية مشاركة حارس فوق الـ23 عاماً.. دون احتسابه ضمن الخمسة.. وهو ما يتداول أن النصر شارك في عدد من المباريات بستة لاعبين فوق 23 عاماً (من ضمنهم الحارس).. وربما هذا الصح لأن اللجنة الفنية لم تحرك ساكناً..

ولكن الغريب أن هذا الساكن تحرك عند التغيير الهلالي الاضطراري ووجود ستة لاعبين كبار (من ضمنهم الحارس)!.. فحبذا لو تكرمت اللجنة الفنية وحلَّت هذه (الفزورة) وسبب هذه الازدواجية..

تحذير.. وقوف متكرر

أعتقد أن (الظاهرة) رشيد السليم سبق أن رسم الدوري السعودي على هيئة حافلة متكررة الوقوف.. ويبدو أن هذا صار قدر الدوري المحلي منذ أعوام كثيرة.. ففي كل عام يكون الموسم (استثنائياً).. والاستثناء مستمراً مهما طال الزمن أو قصر.. حتى أصبح الاستثناء هو (الأصل).. وغيره هو الاستثناء..

فالدوري يسير ليتوقف وبين كل وقوفين وقوف.. لو تمثل الدوري على هيئة (حافلة السليم) لسبب الازدحام والحوادث..

كان برنامج ومشاركات المنتخب الهامة مبرراً لهذه التوقفات لكن المنتخب قدَّر الله وخرج من التصفيات المؤهلة لكأس العالم.. وأصبح المنتخب خالياً من المشاركات الرسمية لعام قادم.. فكيف استمر هذا الاستثناء!؟..

إذا كانت أيام الفيفا ضرورية رغم عدم وجود مشاركة قريبه للمنتخب.. فلماذا لم يتم الاكتفاء بالتوقف لأسبوع واحد للعب المباراة.. وليس ثلاثة أسابيع..؟!.. ألم يكن من الممكن تقديم الجولة التاسعة ولعبها قبل بداية المعسكر لتخفيف الضغط المتوقع في نهاية الموسم.. حيث الضغط الرهيب على الفرق واللاعبين في مراحل الحسم..

ضربات حرة

* وجود بعض لاعبي الفريق الأولمبي بالمنتخب أسهم بشكل مباشر في الخطأ الهلالي الذي قد يتسبب بفقد نقاط الشعلة..

* كانت تنتظر الاتحاد (العائد بالكأس) احتفالات واحتفاء تلفزيوني وفضائي غير مسبوق.. حتى إن القناة الرياضية جهزت الأستوديوهات في الطرق للالتقاء بالناس والجماهير.. ولكن يا خسارة كل هذه المجهودات ذهبت هدراً.

* ذهاب الأمين العام لطوكيو دعماً للاتحاد خطوة يُشكر عليها اتحاد الكرة.. لكن أخشى أن يكون السفر المفاجئ أتى استجابة غير مباشرة لما يشبه الأوامر من أحد الصحفيين أثناء استضافته في برنامج مساء الرياضية.

* الغريب أن هذا الكاتب الصحفي قال بكل تبجح: فوز الاتحاد بالآسيوية!.. لا فضل لأحد فيه، بل الفضل للاتحاديين وحدهم !!..

* الذين يرجعون خسارة الاتحاد إلى غياب البلوي.. ربما نسوا أن الاتحاد وتحت إشراف منصور البلوي في المواسم الأخيرة غادر الآسيوية ومن الأدوار التمهيدية.. ووصل للنهائي في رئاسة الدكتور خالد المزروقي.

* حسب محللي التحكيم، فالحكم منصور الشمري احتسب ضربة جزاء غير شرعية على الوطني، وطرداً غير صحيح للاعبه.. ولكن كل هذا لم يمنع الوطني من الفوز على النصر وبالثلاثة.

* بعد مطالبات الرياض للنصر بسداد مستحقات لاعبيه ربيع وحمود.. صرح أحد أعضاء شرف النصر بقوله: (إذا كان النصر مدين للرياض فالرئاسة مدينة للنصر)!!.. ولكن ما ذنب الرياض وما دخله بمديونية الرئاسة؟!

* مع هذا أعتقد أن إدارة الرياض تتحمل خطأ كبيراً.. فزمن الثقة و(الكلمة شيك) انتهى.. فلا يوجد نادٍ الآن يوافق على انتقال لاعبيه إلا بشيكات مصدقة..

* من الجميل أن يكسب الشباب جائزة أفضل فريق في الجولة لأنه يستحق.. لكن الغريب أن جميع اللاعبين المتنافسين على جائزة أحسن لاعب هم من الهلال فقط.. فهل يُعقل أن لا يصوت جمهور الشباب لأي لاعب في فريقه..!!؟؟




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد