كتب - رمزي الموسى
استرعى جانب التصاميم الهندسية للمباني المدرسية التي تتولى انشاءها وزارة التربية والتعليم اهتمام عدد من التربويين الذين أعربوا عن أملهم في ان تطال تصاميم تلك المباني خططا تطويرية جذرية تماشيا مع ما تشهده المناهج الدراسية، وذلك بعد أن انتقد تربويون المباني المدرسية الحديثة، واعتبروها مباني لتكديس اكبر عدد من الطلاب دون الالتفات للمصالح التربوية المراد تحقيقها ولا وسائل السلامة التي يجب توافرها.
وعلق عدد من مدراء المدارس على تعدد الطوابق في البناء المدرسي، مشيرين إلى أنه يجعل المشاكل السلوكية بين الطلاب واردة وذلك لصعوبة السيطرة عليهم، اضافة إلى ان الطلاب يجدون اماكن بعيدة عن الادارة والمعلمين بالتالي نجد مشاكل لا اخلاقية وتحرشات بين الطلاب، اضافة إلى ان هناك مدراء مدارس ومعلمين يعانون من مشاكل صحية في المفاصل أو القلب تمنعهم من صعود الفصول الدراسية في الطوابق العلوية مما يعيق سير العمل.
كما تم رصد معاناة أولياء يضطرون لحمل ابنائهم إلى الطوابق العلوية بسبب كسور في الساق او وجود اعاقة لا تمكنهم من صعود السلم، وأشار عدد من اولياء الامور والتربويين إلى ان التصميم الامثل هو مدارس شركة ارامكو السعودية والتي تعد بالفعل نموذجا استطاع وبجدارة ان يحصل على جوائز عدة، كما ان طلاب تلك المدارس ومعلميها استطاعوا نيل ألقاب بطولية في مجال التربية والتعليم على مستوى دول الخليج، مما يؤكد بلا شك دور المبنى المدرسي في ايجاد بيئة تربوية تعليمية لما يميز تلك المباني من تخصيص مسطحات خضراء وتكييف مركزي وملاعب مغلقة وقاعات ومسارح وصيانة يومية بعد خروج الطلاب، مؤكدين أن الوزارة ستوفر من خلال ذلك التصميم الكثير من الانفاق المادي والبحث والدراسة عن تصاميم نموذجية اخرى، مشيرين إلى ان الوزارة تستطيع الاستفادة من تلك النماذج مباشرة.
وأبدى عدد من التربويين الاهتمام بتوجهات الوزارة في استحداث المناهج مستعينة بالدول الأوروبية المتطورة دون النظر إلى البيئة التي سيعطى فيها ذلك المقرر، مؤكدين ان هناك علاقة بين المنهج والبيئة لا يستطيع اي تربوي انكارها.
وعزا اغلب الطلاب والمعلمين الذين رصدت (الجزيرة) آراءهم ان هناك علاقة بين حب الطلاب للتعلم وتهيئة المبنى المدرسي ونموذج تصميمه الهندسي وتوفير اجواء مكيفة لجميع اقسامه، وضعف عطاء المعلم واستقبال الطالب وتفاعله مع المادة فرغم اهتمام الوزارة في الانفاق المادي لتوفير المكيفات للفصول نجد شكوى الطلاب والمعلمين في عدم ارتياحهم للأجواء بسبب التلفيات السريعة التي تطال تلك الأجهزة، بينما تتحكم مدارس ارامكو في الاجواء بما يناسب فصول السنة وتقلبات الجو لإيجاد جو ماتع.
كما طالب تربويون الوزارة بتوفير قاعات للطعام في المدارس كي يستطيع الطالب تناول وجبته الغذائية خارج فصله الدراسي المألوف وفق الاسس التربوية والصحية والتي أساسا حث عليها الدين الإسلامي والتي تطبق في المدارس الغربية غير الاسلامية منذ زمن بعيد حيث تعد تلك القاعات وسيلة تربوية تعوِّد الطالب على الجلوس أثناء تناوله للطعام ورمي المخلفات في المكان المخصص.