جازان - إبراهيم بكري - عبدالله عكور - أحمد حكمي
نقل صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية تحيات خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكل القوات العسكرية وسمو ولي عهده الأمين الذين يتابعون الإنجازات، وما يقومون به لما يقتضيه واجب الحفاظ على أمن الوطن وحماية حدوده وردع المتسللين من أي جهة، وشكرهم حفظهم الله للجميع في الميدان.
وقال سموه عقب جولة تفقدية قام بها أمس للمستشفى الميداني التابع للقوات المسلحة بمحافظة الخوبة: القيادة الرشيدة فخورة بشجاعتكم وإتقانكم إحكام السيطرة على المواقع التي طهرتموها وقطعكم دابر كل متهور لم يحسب للعاقبة أي حساب. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر المستشفى مدير عام الخدمات الطبية بالقوات المسلحة اللواء كتاب بن عيد العتيبي.
بعد ذلك قام سموه بزيارة إلى مجموعة رمزية مشكلة من وزارة الدفاع والطيران وحرس الحدود والدفاع المدني ومشاة القوات البحرية الذين يدافعون عن الوطن والذود عن حياضه وحماية أراضيه.
وألقى سموه كلمة حيا فيها المقاتلين الأبطال المرابطين الشجعان، وقال: وأنا أقف أمامكم أرى الثقة فيكم وأنتم تخوضون معركة الشرف والبطولة وتحرسون الأرض والحق، ووهبتم حياتكم من أجل أن يبقى الوطن عزيزاً وتظل راية الحق خفاقة وتظل المبادئ والقيم العظيمة قدوتنا، ويستمر لواء العدل مرفوعاً فوق رؤوسنا.. تحية لكم وأنتم تصنعون مجداًُ عاليا ونصراً غالياً.
ونقل لهم تحيات خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكل القوات العسكرية وسمو ولي عهده الأمين الذين يتابعون الإنجازات وما يقومون بما يقتضيه واجب الحفاظ على أمن الوطن وحماية حدوده وردع المتسللين من أي جهة، وشكرهم حفظهم الله للجميع في الميدان. وقال: وإنهم لفخورون بشجاعتكم وإتقانكم إحكام السيطرة على المواقع التي طهرتموها وقطعكم دابر كل متهور لم يحسب للعاقبة أي حساب. وأضاف سموه يقول: لقد شدني تمكنكم وبسرعة بأن جعلتم هذه الزمرة تفقد حرية الحركة والقدرة على المباغتة والتمويه، واعلموا أن تكتيكات الحروب متغيرة ومبادئ السيادة ثابتة وأنتم هنا تستخدمون فنون الحروب لفرض السيادة، وهذا ما يتطلب إجراءات حاسمة متوقعة منكم ومشروعة قانوناً بوقوفكم سداً منيعاً ضد المتهورين والموتورين. وقال: أيها الرجال الشجعان أبناء القوات المسلحة وحرس الحدود وكل رجل عامل مخلص معكم في الميدان، رسالة وفاء أحملها لكم من الشعب السعودي الذي يكن لكل واحد منكم كل احترام وتقدير الذين يتمنون جميعهم أن يعيشوا هذه اللحظات التي تعيشونها هذه الأيام وأنتم تصنعون تاريخاً ومجداً، وها أنتم تجسدون بطولة الذود عن الحق ورفع راية العدل، فتحية من القلب لكم ودعاء من القلب إليكم ولسوف ينصركم الله نصراً عزيزاً وما النصر إلا من عند الله.
وأكد سموه أن ما يقوم به رجال القوات المسلحة حتى الآن على خط الحدود المشتركة مع اليمن الشقيق لا يتعدى كونه عمليات تطهير اعتيادية لآخر فلول التسلل الآثم عبر الحدود، وأي تحليل غير هذا يدخل في باب التَضخيم والتخرصات التي لا طائل من ورائها ويقصد به سوء النية في بعض الأحيان.
وقال سمو الأمير خالد بن سلطان: ليعلم الجميع أن ما تقومون به من واجب التطهير من عصابة بغي تسللت بليل وغدرة بحراس حدودكم لم يكونوا في وضع استعداد قتالي يثبت أننا لا نبيت الغدر ولا أية نوايا عدوانية تجاه اليمن الشقيق وشعبه الوفي الأبي، لذلك فإنني أقول لكم صافحوا كل يد تمتد إليكم واقطعوا كل يد تعتدي عليكم.
وأضاف: ولأنكم هنا في مهمة سامية شريفة ألا وهي الحفاظ على أمن بلادنا ضمن حدودنا الدولية وتطهير أراضينا من آخر متسلل يهدد أمن مواطنيها، أما من يحاولون الاصطياد في الماء العكر ويتحدثون عن ابعاد ما عهده العالم في سياسة بلادنا الخارجية مثل عبور الحدود المشتركة مع الدول الشقيقة المجاورة والدخول في الحرب الدائرة بين أطرافها المحلية، فقد أخطأوا والخطأ كبير وذهبوا مذهباً بعيداً فبلادنا لا تتدخل في أية نزاعات عربية داخل الدولة الواحدة أو بين الدول المتحاربة إلا بالمعروف والوساطات السلمية.
وقدم سموه خالص الشكر والثناء للجميع سائلاً الله - جلت قدرته - أن يحفظ الجميع بحفظه وأن يوفقهم لما يقومون به.
بعد ذلك قام سموه بتفقد الوحدات الرمزية المشاركة من مشاة القوات البحرية وقوات الأمن البحرية الخاصة والكتيبة 33 مشاة برية ووحدة رمزية من اللواء الثامن عشر وحرس الحدود والدفاع المدني.
عقب ذلك أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية تطهير كل شبر من أرض المملكة وقال: أعلنها بكل فخر واعتزاز أننا حققنا ما أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز القائد الأعلى لكل القوات المسلحة وهو تطهير كل شبر من المملكة، وتعتبر الآن حدود المملكة العربية السعودية ليس بها أحد ومن يقترب منها فمنطقة القتل أمامه، وأتمنى من الله تعالى أن يهديهم إلى طريق الصواب وان يخلصوا لبلادهم وأن يخلصوا لجيرانهم والذين نعتبرهم اخواننا، لذا ومتى ما تم ذلك فبحول الله والخير لهم.
وأضاف سموه في تصريح صحفي: أما إذا ما استمروا في بغيهم أو استمروا في الدخول سواء بأعداد بسيطة اثنين أو ثلاثة قناصة أو مثل هذا فإن هناك منطقة قتل، فعليهم إما الهداية - إن شاء الله - في مصلحتهم وإما أن يقابلوا ما يحفظ كرامة وحدود المملكة العربية السعودية، ولهذا اعتبر الآن أن الوضع أصبح كما كان بحول الله ثم سلاح الحدود الآن مسيطر على الحدود السعودية، والقوات المسلحة مساندة له الآن تعمل ليل نهار باستمرار تتبع أي زمرة تدخل في أراضينا بتعقبهم وضربهم قصفا جويا أو بريا حتى ينتهوا ويخلوا مناطق تجمعهم.
وفيما يخص بعض المعلومات التي ترددت حول عودة احد الضباط برتبة مقدم قال سموه: انا اعتقد أن هذه تكهنات ولا يجوز ولا يجب على الصحافة أن تعمل فقط من الشائعات لأنكم تتكلمون عن أرواح وشهداء، أولا المقدم أمنيتي أن أضحي بنفسي من أجله لكن إلى الآن يعتبر مفقودا لأننا لم نرى الجثة، ولكن حسب التقارير والمعرفة الأكيدة فقد بلغ والده شخصيا مني أنا انه مفقود ولكن شبه شهيد وأنا أحب أن اطلب بكل وضوح وأدب من كل الصحافة ألا يكبروا الوضع ولا يأخذوا الشائعات التي ربما تروج وانتم تكتبونها من الجهة الأخرى.
وفي رد على سؤال حول طلب المتسللين للصلح من الحكومة السعودية قال سموه: إنه لم يكن هناك أي تعامل بهذا الخصوص ونحن نقولها وعلنا الآن الصلح موجود أصلا إذا صلحوا هم وكفوا عن دخول أراضي المملكة.
وعن الخسائر لدى المتسللين بين سموه أن الخسائر عندهم كثيرة وأن هذا ما وضعهم فيه قادتهم، فلو أرادوا الحفاظ على الأرواح لكان يجب عليهم ألا يدخلوا حدودنا أما بالنسبة للمفقودين فهناك أربعة مفقودين. وأشار سموه إلى وجود مئات من المتسللين ليس كلهم من المخربين مفيداً أن وزارة الداخلية بالاشتراك المستمر دائماً مع الأمن العسكري في القوات المسلحة يحققون في الموضوع للتفريق بين من دخل لغرض شخصي وبين المخربين، حفاظا على كرامتهم ومكانتهم وأرواحهم. وأكد سموه أن القصف سيتواصل حتى إنهاء تجمعات المتسللين إلى حدودنا حتى يرجعوا إلى الخلف بعشرات الكيلو مترات.
وكرر سموه التأكيد على عودة الوضع كما كان مسبقاً لافتاً النظر إلى أنه يحق لشعب المملكة العربية السعودية أن يفخر بجيش عبد الله بن عبد العزيز هذا الجيش الذي يدعمه ويوجهه من خلال الإمكانات الكبيرة التي حققها لنا قائدنا الأعلى للقوات المسلحة.
وحول وجود اتفاقية مشتركة بين السعودية واليمن لدحر هذه الجماعات قال سموه: الاتفاق بين اليمن والمملكة موجود والاتصالات السياسية موجودة والاحترام المتبادل موجود ونؤيد دائماً الحكومة الشرعية وتمنياتنا دائماً الازدهار لشعب اليمن الشقيق.
وفيما يخص النازحين من الجمهورية اليمنية بين سموه أن هذه مسؤولية وزارة الداخلية وتتعامل معها بكل محبة لهم مع التأكد من أمن المملكة العربية السعودية، أما واجب القوات المسلحة فهو تطهير المنطقة التي توافرت - ولله الحمد - بالوقوف ليل نهار فداء للوطن.
وحول دخول بعض المتسللين إلى الأراضي السعودية لاستهداف المنشآت الحيوية بالمنطقة قال سموه: هذه عصابات تدخل بعض الأحيان ويتم التعامل معها تعاملا قويا وشديدا ولكن دخول واحد أو اثنين هذا من عشرات السنين وهي تدخل ويتعامل معها الآن حرس الحدود مدعماً من القوات المسلحة والمملكة - ولله الحمد - آمنة ومنطقة جازان آمنة، وجازان ممثلة في أمير منطقتها ورجال الحكومة الموجودين هنا يتعاملون مع الوضع.
واختتم تصريحه بالقول إنه فيما يخص عودة الأهالي إلى قراهم فسيتم ذلك متى ما تأكدنا أن مناطقهم المتقدمة آمنة، وان تجمعات العصابات المتسللة والإرهابية غير موجودة وهذا لا يكون إلا إذا عرفوا أنه لن توقف الضربات الجوية إلا بعد أن يعودوا عشرات الكيلومترات من حدودنا.
رافق سموه خلال الجولة صاحب السمو الملكي اللواء الركن خالد بن بندر بن عبد العزيز نائب قائد القوات البرية.
وكان سمو مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية قد وصل إلى منطقة جازان في وقت سابق أمس، حيث كان في استقباله لدى وصوله مطار الملك عبد الله بجازان قائد المنطقة الجنوبية اللواء الركن علي بن زيد خواجي وقائد حرس الحدود بمنطقة جازان اللواء إبراهيم بن محمد العايدي وكبار ضباط القوات المسلحة.