بريدة - فوزية النعيم:
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وبحضور صاحبة السمو الأميرة نورة بنت محمد بن سعود حرم أمير منطقة القصيم انطلقت فعاليات اليوم الثالث لملتقى الجمعيات الخيرية النسائية بالمملكة، الذي تنظمه جمعية الملك عبدالعزيز الخيرية النسائية (عون) تحت شعار من الخيرية إلى التمكين. وقد تميز اليوم الثالث بالعديد من الجلسات العلمية وأوراق العمل الهادفة. وكانت الجلسة الأولى قد ترأستها الدكتورة فاطمة الرديني، دكتوراه فلسفة التربية مستشار المدير العام لتعليم البنات بمنطقة القصيم، بعنوان (توظيف مفهوم الحوكمة في الجمعيات الخيرية النسائية)، وقد شارك في هذه الجلسة بأوراق العمل كل من نورة الشعبان، وكانت بعنوان (برامج بناء القدرات البشرية للجمعيات الخيرية)، وقد جاء فيها أن العمل على بناء القدرات البشرية للجمعيات الخيرية يُعدُّ من اللبنات الأساسية التي من خلالها نأخذ بعين الاعتبار عند إعداد برامج بناء القدرات البشرية للجمعيات الخيرية أنه لا بد أن نتعرف على نقاط القوة والضعف للمُنشأة من خلال عملية التقييم المقنن، ومن ثم نصنع لها برنامج البناء من خلال تنفيذ خطة استراتيجية تستمر بالتطوير والمتابعة؛ بهدف خلق الأبنية المؤسسية الناجحة، التي توفر فرصا أكبر لنجاح جهود الجمعيات في تقديم خدمات ورعاية اجتماعية.
وكانت الورقة الثانية بعنوان (توظيف مفهوم الحوكمة في الجمعيات الخيرية النسائية)، ألقتها وسن حجازي، خبيرة واستشارية تطوير جمعيات، جاء فيها (الحوكمة في التنمية - حسب تعريف البنك الدولي - هي الوسيلة التي يتم بها ممارسة السلطة في إدارة الموارد الاقتصادية والاجتماعية اللازمة).
وأضافت حجازي أن مفهوم الحوكمة بدأ في الانتشار في أدبيات العلوم السياسية والإدارة منذ مطلع التسعينيات بارتباطه بالتغيرات العاصفة التي اجتاحت ولا تزال تجتاح العالم، وتحديداً عند تسمية أهداف الألفية الثالثة في عام 2001 من قبل منظمات المجتمع الدولي.
ثم بدأت الجلسة الثانية لليوم الثالث، التي كانت حول ثقافة العمل التطوعي، قدمتها الأستاذة نوال عبدالوهاب العفالق عضو مجلس وأمينة الصندوق ورئيسة اللجنة الثقافية بجمعية فتاة الأحساء الخيرية، جاء فيها (إن العمل التطوعي هو أنبل وأسمى الأعمال الإنسانية التي تتجلى فيها أروع صور التلاحم والتكافل بالمجتمع، ويمثل سلوكا حضاريا ترتقي بها المجتمعات والأمم، وهو مدرسة إنسانية ارتبطت ارتباطا وثيقا بكل معاني الخير والعمل الصالح).
وكانت الورشة الثانية للأستاذة وسن حجازي خبيرة التنمية بعنوان (كيفية تحديد احتياجات الفئات المستهدفة من النساء)، جاء فيها (مشاركة الجماعة مع الهيئات في اتخاذ القرارات).
التمكين: (تمكين الأكثر تهميشاً من سبل المشاركة). الحوكمة داخل المؤسسات المختلفة تنطوي في جوهرها على تفويض الجماعة بسلطات لهيئات تمثيلية أصغر مع خضوع هذه الهيئات للمحاسبة. وتحقيق المشاركة الفعالة للجماعة يجب في:
1 - التأثير على هذه القرارات
2 - تمكين القطاعات الأوسع والأكثر تهميشا كالفقراء العاطلين عن العمل والنساء والشباب من سبل المشاركة.
3 - إتاحة المعلومات والأدوات للمعرفة.
4 - توفير الطرق والأساليب لتحقيق هذه المشاركة.
مزايا المشاركة
- المصداقية
- تعظيم القدرة على مواجهة التحديات الخارجية.
- تعظيم الكفاءة في إدارة المؤسسة داخلياً.
- تعظيم الكفاءة في التعبير عن احتياجات المستفيدين الممثلين.
وضع نموذج جديد كفء للقيادة والديمقراطية بالمجتمع.
وكانت الورشة الثالثة بعنوان (تشكيل مهارات ضغط وتأثير ومناصرة) للأستاذة هادية بالحاج السبعي من مركز المرأة العربية للدراسات والبحوث في تونس، جاء فيها (تنمية قدرات المشاركات على المستويات المنهجية والاستراتيجية والتقنية للدعوة في المجالات المتعلقة بالتنمية والحقوق الإنسانية عموما وترقية أوضاع المرأة والمساواة في الحقوق والإنصاف والتصدي للعنف المبني على النوع الاجتماعي.
- التوصل إلى فهم أفضل للمسائل والقضايا الحساسة نحو تحقيق مسار تغيير أكثر نجاعة واستدامة.
- تدعيم قدرات المتدخلات في مجال التنمية والنوع الاجتماعي والحقوق الإنسانية لتحقيق النجاعة في الدعوة من أجل التغيير.
تطوير قدرات المشاركات من خلال:
- توافر وإتاحة بعض المواد والمعلومات.
المعلومات الأساسية لاستخدام تقنيات الدعوة).
أما الورشة الرابعة فكانت بعنوان (كيف تكتب عرض مشروع قابل للتمويل وتقديمه للممولين) للأستاذة مها آل الشيخ من برنامج الخليج العربي (أجفند)، وجاء فيها (أكد برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند) أن الجمعيات الأهلية، والنسائية بصورة خاصة، في المملكة العربية السعودية قادرة على تقاسم أعباء التنمية مع الحكومة، إذا ما توافرت بيئات مواتية تفسح لها المجال، خاصة البيئة التشريعية).
وقال (أجفند) الذي يرأسه الأمير طلال بن عبدالعزيز إن الدور المطلوب من الجمعيات الأهلية هو أن تقدم قيادات واعية بمقتضيات أدوار الجمعيات، وبالإصلاح الذي يؤسس له خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز.
وقد أقام (أجفند) يوم الاثنين 9 نوفمبر 2009 ورشة عمل تنموية خلال فعاليات ملتقى الجمعيات الأهلية النسائية الذي يعقد بالقصيم تحت شعار (من الخيرية إلى التمكين). وتناولت الورشة العوامل التي تؤهل الجمعيات لتأسيس الشراكات الناجحة لاستقطاب فرص التمويل وصناعتها بشفافية، إضافة إلى عروض عن جائزة أجفند الدولية.
وفي كلمة افتتاحية لورشة العمل قالت مها آل الشيخ، منسقة المشروعات في أجفند: (المرأة في بلادنا قادرة على أن تنافح وتدافع عن حقوقها المشروعة بوضوح في الإسلام، إذا ما منحت الثقة، وهي أهل الثقة). وأشارت إلى أن تمكين الجمعيات الأهلية من الدور التنموي، الذي يحقق شعار الملتقى، لا يكون إلا بتكثيف برامج البناء المؤسسي القائمة على التدريب والتأهيل ودفع دماء جديدة في عروق الجمعيات؛ لتتعامل مع الشراكات التنموية بمفهوم عصري وبمعايير واضحة تستقطب الفرص التمويلية وتستثمرها بشفافية تراعي الأنظمة. وأكدت أن (الحراك الداخلي داخل الجمعيات يجعلها تصنع الفرص).
جدير بالذكر أن (أجفند) أقام شراكة مع منظمات المجتمع المدني، ومن بينها الجمعيات الأهلية، في ثمانينيات القرن الماضي، وفتح نافذة لتمويل مشروعاتها.. وليصبح التمويل مؤثرا على (أجفند) بتقديم الدعم الفني الذي يضع الجمعيات في مستوى التحديات المستجدة..
وخلال تعاونه مع الجمعيات الأهلية في العالم العربي أسهم برنامج الخليج العربي في دعم وتمويل أكثر من 300 مشروع، وفي المملكة العربية السعودية قام بدعم وتمويل 41 مشروعاً، وقد شكلت هذه المشروعات نقلة في النهوض بأدوار الجمعيات وتعزيز الجانب التنموي بعيد الأثر، بدلاً من المفهوم التقليدي في تقديم المساعدات. ومن المشروعات التي نفذت بتعاون وثيق بين (أجفند) والجمعيات، بل نبعت فكرته من إحدى الجمعيات الأهلية، ويلمس إيجابياته المجتمع السعودي كله (مبادرة تطبيق للفحص الطبي قبل الزواج)؛ فقد أثبت هذا المشروع فاعلية العمل الأهلي في السعودية، وقدرته على الدفع بقضايا المجتمع والوصول بها إلى ولاة الأمر وصناع القرار.
(توصيات الملتقى الأول للجمعيات النسائية الخيرية في المملكة)
تم عقد الجلسة الختامية في الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً بعد انتهاء جلسات المحاور الثلاث للملتقى، حيث شارك فيها كل من:
- صاحبة السمو الأميرة نورة بنت محمد بن سعود - راعية الملتقى - نائب خادم الحرمين الشريفين للافتتاح والحضور.
- أ.د. فوزية بنت محمد أبا الخيل - رئيسة اللجنة العلمية.
- الجوهرة بنت محمد الوابلي - رئيسة الملتقى.
- نوال بنت عبدالله العجاجي - عضو لجنة التوصيات.
- وسن حجازي - منسقة اللجنة العلمية.
وبحضور مديرة الإشراف النسائي الأستاذة لطيفة أبو نيان، ومنسوبات الوزارة المنتدبات لحضور الملتقى، حيث استعرضن خلالها أهم فعاليات الملتقى، وتم إعلان التوصيات لما طرح في الجلسات (المحاور الأول والثاني والثالث واللقاء مع معالي وزير الشؤون الاجتماعية د. يوسف بن أحمد العثيمين).
الإطار العام الذي انطلق منه الملتقى:
أ? - أهمية عرض تجارب الجمعيات النسائية في المملكة العربية السعودية ومشاريعها التنموية الناجحة.
ب? - فتح قنوات مشتركة بين الجمعيات النسائية وتفعيلها.
ج - إبراز القيمة الأساسية للجمعيات النسائية وأهمية دورها في تحقيق التنمية المستدامة.
تبلورت توصيات الملتقى فيما يأتي:
أولاً: إقامة هذا الملتقى مرة كل سنتين بحيث يكون ملتقى للحوار وعرض التجارب بين الجمعيات الخيرية النسائية في المملكة العربية السعودية.
ثانياً: حث وزارة الشؤون الاجتماعية على تغيير مسمى (الجمعيات الخيرية) إلى (الجمعيات التنموية)؛ لتتوافق والرؤية المستقبلية في تفعيل التنمية المستدامة للإنسان والمكان.
ثالثاً: إمداد ودعم وزارة الشؤون الاجتماعية للجمعيات النسائية التي تحتاج إلى الخبرات والاستشارات من داخل وخارج المملكة بالخبرات الداعمة الضرورية لتخطيط وتأسيس وتنفيذ برامج تنموية وتدريب كوادر الجمعيات عليها، ومتابعة جودة تنفيذها قبل تسليمها كاملة لإدارة تلك الجمعيات. وذلك حسب طبيعة المشاريع ووفق دراسات دقيقة لتحديد احتياجات تلك الجمعيات والفئات التي تستهدفها.
رابعاً: العمل على إنشاء قاعدة بيانات اجتماعية وطنية تتضمن كافة المعلومات المتعلقة بالتنمية الاجتماعية وتوثيق التجارب التنموية وفق معايير واضحة ومحددة.
خامساً: إطلاق وزارة الشؤون الاجتماعية ميثاق المشروع الوطني لتمكين الفتاة السعودية من الفئة العمرية (12-25) عاماً معرفياً واجتماعياً واقتصادياً وصحياً.
سادساً: تبني مشروع وطني استراتيجي بالتعاون والتنسيق بين الجامعات ووزارة الشؤون الاجتماعية للعمل كوسيط في مجال التمويل متناهي الصغر.
سابعاً: التوجُّه إلى حث وزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم بالمملكة لفتح مسارات العمل الخيري - التطوعي وخدمة المجتمع في جميع المراحل التعليمية ضمن شراكة استراتيجية وآلية عمل محددة وواضحة تشارك فيها الجمعيات النسائية.
ثامناً: تشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ التوصيات (من مجموعة من الجمعيات) من المؤتمرين التي ستعمل وفق (ميثاق) يوضح رؤيتها، ومهامها، وخطة عملها، وآلية المتابعة التي ستنتهجها وتوثيق إجراءات المتابعة لديها.
وانتهى الملتقى بمأدبة عشاء على شرف ضيوف ملتقى الجمعيات بدعوة كريمة من أبناء الشيخ صالح بن عبدالله السلمان.