دون أن ينتظر دعوة من ساكن البيت الأبيض أو جماعته في الكونجرس الأمريكي شد نتانياهو حقائبه وتوجه إلى واشنطن لتطويق وتخريب أي تحرك أمريكي لإنصاف الفلسطينيين بعد أن تسرب نبأ وجود خطة (أمريكية - أوروبية - فلسطينية) لإعلان دولة فلسطينية من جانب واحد يتم الاعتراف بها بعد إعلانها من قبل الدول الأوروبية والإدارة الأمريكية.

وهدف نتانياهو أن يجبر الإدارة، إما الإعلان عن عدم صحة هذه الأنباء فيقضي على الفكرة في مهدها، أو يحصل على تعهد أمريكي باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد أي مشروع قرار في الأمم المتحدة يمنح الفلسطينيين سيادة على الأرض المحتلة عام 1967م.

وكان موقع (عرب 48) قد نقل عن صحيفة هآرتس الإسرائيلية أنه قد وصلت إلى الكيان الإسرائيلي معلومات تفيد بأن رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض توصل إلى تفاهم سري مع إدارة أوباما يقضي بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967م.

وأضافت الصحيفة العبرية أن إسرائيل تخشى من اعتراف مجلس الأمن الدولي بالدولة الفلسطينية.

وأضافت الصحيفة أن خطة فياض التي نشرها في نهاية شهر أغسطس - آب، التي نظر الإسرائيليون لها بشكل إيجابي، ووجدوا فيها تشابهاً مع خطة نتانياهو للسلام الاقتصادي، وخطة (بوجي يعلون) التي تركز على بناء المؤسسات الفلسطينية، تشمل بنداً سرياً حول إعلان الاستقلال من جانب واحد.

يشار إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية أعلنت الاستقلال عام 1988م في مؤتمرها في الجزائر، وحظيت على اعتراف نحو مائة دولة في جميع أنحاء العالم، إلا أنها لم تحظَ باعتراف الولايات المتحدة والدول الأوروبية المتنفذة.

وحسب (هآرتس) في نهاية الفترة المحددة لبناء المؤسسات الفلسطينية، أي بعد سنتين ستتوجه السلطة الفلسطينية والجامعة العربية لمجلس الأمن الدولي والجمعية العامة وتطالب بالسيادة على الأراضي المحتلة عام 1967م.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن فياض أبلغهم بأنه حصل على تأييد للفكرة من قبل عدد من الدول البارزة في الاتحاد الأوروبي كفرنسا وبريطانيا والسويد وإسبانيا.

وقالت (هآرتس) إن إمكانية أن يقوم الفلسطينيون بالمطالبة بالسيادة على الأراضي المحتلة عام 1967 تقلق إسرائيل جداً، وعقد المجلس السباعي (المطبخ السياسي الأمني المصغر) عدة مداولات حول الموضوع في الشهور الأخيرة، ووضع عدّة خطط لإجهاض الفكرة، منها توجُّه نتانياهو إلى أمريكا لعقد اجتماع مع الرئيس أوباما لتجنيده لهدم ما يسعى إليه شخصياً.