هناك ظاهرة سلبية في الوسط العلمي تستدعي التأمل والتفكير بشكل عميق، فالظاهرة هي تكرار دراسات موضوع واحد والإصرار على البحث فيه رغم أنه بحث بشكل شبه مكتمل رغم قلة المصادر والمراجع المتاحة وعدم الوصول إلى أي مصادر حديثة أخرى في الموضوع نفسه. والسلبية هنا أن الباحث الذي يأتي أو مجموعة الباحثين الذين يأتون بعد الباحث الأول لن يقدموا جديداً ويهدروا وقتاً كان من الأجدر بهم الاستفادة منه في دراسة أخرى لم يتم التطرق إليها، أو هناك مجال للتوسع فيها أو إضافة جديدة عليها.

ولا يتوقف الأمر عند تكرار الدراسة بل استخدام العنوان نفسه بما يوحي أن الأمر مجرد تقليد ورغبة في الحصول على موضوع جاهز، إضافة إلى الرغبة في عدم إعطاء الباحث الأول الذي قام بالموضوع أي تفرد وتميز، فعندما يذكر هذا الموضوع يقال إنه بحث من فلان وفلان وفلان في حين أن محرر العمل الأول هو الباحث الأول أو المتقدم في دراسة الموضوع. والعجيب أن أمثال هؤلاء الذين يدعون أنهم باحثون يهدرون أوقاتهم وأوقات من يقرأ لهم ويحكم أعمالهم، ولا يضيفون جديداً ويحتاجون إلى أن يعيدوا النظر في سلوكهم العلمي فيبحثون عن موضوعات أخرى وهي كثيرة جداً، ومفيدة وتحتاج إلى البحث المفصل الدقيق، وهم لو أنهم ساروا على هذا النهج لقدموا ما يميزهم، وتسجل أسماؤهم في سجل الباحثين المنتجين المبدعين غير أنهم لن يظفروا بمثل هذا التميز لأنهم ضلوا طريقهم منذ البداية.