|
سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا |
بأنني خير من تسعى به قدم |
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي |
وأسمعت كلماتي من به صمم |
أنام ملء جفوني عن شواردها |
ويسهر الخلق جراها ويختصم |
مررت من خلال بعض المحطات ببعض الأسماء التي كان لها الأثر في تكوين شخصيتي، وتعلمت منها الشيء الكثير؛ فهناك أسماء لم تمر دون أن تترك أثرا عميقا في نفسي. ومن الواجب أن أذكر بعض هذه الأسماء من ذوي الفضل، والإشادة بهم وشكرهم وتقديرهم. فكان الأمير الشاعر سعود بن محمد آل سعود، الذي يستقبل زواره من جميع الطبقات في جميع الأوقات، كان له دور كبير في تشكيل شخصيتي حتى قبل أن التقي به؛ لذلك حرصت على الالتقاء به، وكان لي شرف ذلك؛ حيث سعدت بلقائه وبمن يحضر في مجلسه الأدبي والاستمتاع بالأحاديث الشيقة والقصائد الجميلة من شعر عربي وشعبي. ويشرفني أن أذكر هذا الاسم، فمثل هذا الاسم يحق لنا أن نفخر به ونقدره ونشكره لدوره الريادي في مجال الأدب وغيره؛ فهو من ذوي الفضل في توجيه الكثير من الناس، منهم الشعراء الذين استفادوا من أدبه وعلمه ومن سمو أخلاقه وحسن معاملته. الكتابة عن هذه الشخصية الفذة العملاقة بحاجة إلى مجلدات ضخمة لإيفائها حقها.
|
أيضا مررت من خلال هذه المحطة بشخصيات عظيمة، وكانت قريبة مني، وتركت أثرا إيجابيا في نفسي وعقلي، رغم أنني لم التقِ بها شخصيا، ولكن تعرفت عليها من خلال شاشة التلفزيون، ومن تلك الأسماء العالم المفكر الدكتور مصطفى محمود، الذي وافاه الأجل المحتوم خلال الأيام القليلة الماضية، تغمده الله بواسع رحمته.
|
كنت وغيري الكثير من أبناء جيلي من متابعي برنامجه الشهير (العلم والإيمان)، الذي حظي بمتابعة كبيرة من جميع الطبقات والأجناس؛ لما يحمله من فائدة عظيمة وعلم، كان لهدوئه دور كبير في إيصال المعلومة والفكرة، كان بحق برنامجه نافذة علمية دخل من خلالها إلى قلوب وعقول البسطاء والمثقفين؛ لما يتميز به من أسلوب جذاب. رحم الله عالمنا المفكِّر مصطفى محمود رحمة واسعة.
|
|
على قدر أهل العزم تأتي العزائم |
وتأتي على قدر الكرام المكارم |
|