قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعدم ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة رسالة واضحة بأن الفلسطينيين الذين تمسكوا بخيار السلام حتى آخر لحظة فقدوا الثقة تماما في إمكانية تحريك عملية السلام مجددا في ظل وجود تعنت إسرائيلي وضعف أمريكي وأوروبي.
وحتى لو عاد الرئيس عباس عن قراره بالتنحي وقرَّر المشاركة في الانتخابات الفلسطينية القادمة فإن هذا لن يغير حقيقة أن استئناف مفاوضات السلام غير ممكنة طالما أن الولايات المتحدة الأمريكية عاجزة عن الضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان. والأدهى من ذلك أن وزيرة خارجية أمريكا هيلاري كلينتون انحازت بشكل فاضح للطرف الإسرائيلي وطالبت الفلسطينيين بالدخول في مفاوضات السلام مع إسرائيل بدون شروط مسبقة!.
ومن المؤكد أن رسالة الرئيس الفلسطيني فهمها الأمريكيون والإسرائيليون تماماً، وربما كانت مفاجئة لهم !، حتى وإن اعتبروها مجرد مناورة سياسية أو تهديد مبطن، باعتبار أن الرئيس عباس من أكثر الفلسطينيين تمسكا بخيار السلام. فمن يأتي بعده لن يكون أكثر صبرا منه!.
وأكثر المرشحين لخلافة عباس بحسب بعض المصادر الفلسطينية هو مروان البرغوثي، وهو بدوره معتقل في السجون الإسرائيلية منذ سبع سنوات!.
على أمريكا أن تستوعب تماما أن المنطقة - بل أي منطقة في العالم - لا يمكن أن تبقى بلا سلام وبلا حرب، فذلك مخالف لمنطق الأمور، فإما الحل بالمفاوضات أو استرداد الحقوق بالقوة، وعندها قد تدخل المنطقة في حرب جديدة لا نعلم كيف ستبدأ ومتى ستنتهي وما حجم خسائرها.
***