خسارة الاتحاد المفاجئة لدوري أبطال آسيا وخروجه المرير أمام بوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي أصابت الرياضيين السعوديين بخيبة أمل كبيرة جداً.. حيث كانت كل الظروف مهيأة أمام العميد للعودة باللقب الآسيوي والتواجد في المحفل العالمي الكبير بطولة العالم للأندية.. فما تهيأ للاتحاد قبل وأثناء البطولة من دعم ومؤازرة واتفاق جميع الرياضيين على العميد والوقوف خلفه لم يسبق أن حظي به أي فريق آخر بما في ذلك المنتخب السعودي الأول.. الذي كان يتلقى الضربات الإعلامية من قبل الإعلام الأصفر في عز المنافسات والبطولات التي يشارك بها.. لكن الاتحاد وفي هذه البطولة تحديداً نجح في توحيد الصف الرياضي عبر مثالية إدارته واحترامها للجميع وعدم استفزازها لأي جهة كانت ما جعل الدعوات والأمنيات تحيط بالعميد في اليابان لكن الرياح جاءت بما لا يشتهي السعوديون.
** شخصياً أعتقد أن الاتحاد كفريق قدّم كل ما يستطيع في المباراة النهائية وحاول لاعبوه جاهدين الفوز باللقاء لكنهم صدموا بفريق كوري قوي ومنظّم وخبير.. وبشكل لم يتوقعوه إطلاقاً.. ذلك أن النظرة الدونية (فنياً) لفريق أم صلال القطري الذي تأهل من خلاله بوهانج جعلت هناك شبه إجماع على تفوق الاتحاد فنياً وقدرته على تجاوز خصمه الكوري بسهولة.. فالفريق القطري الذي تندروا عليه بعد إبعاده للهلال بضربات الترجيح لم يكن في نظر الكثيرين ذلك الفريق القوي والقادر على الاستمرار.. ولذلك جاء تأهل الفريق الكوري على حسابه باهتاً ودون تقدير لقوته كفريق محترم.. وهو ما خدع الاتحاديين وجعلهم لا يعملون الحساب المطلوب لخصمهم.. فهم سبق لهم الفوز على أم صلال بالسبعة ولذلك لا يعني فوز أي فريق آخر على أم صلال أي تميز أو قوة في نظرهم وهنا تكمن النقطة الأهم.. فحين لا تعطي الخصم ما يستحقه من اهتمام ولا تدرسه بشكل جيد فإنه سيمثّل مشكلة كبيرة مهما كانت قوة فريقك.. فنحن تابعنا كيف عمل الكوريون حساباً كبيراً لكل مصادر القوة في الاتحاد وكيف تعاملوا معه كفريق قوي وأقوى منهم ما جعل لاعبيه يقدمون أقصى ما لديهم ليكون التتويج مستحقاً ويخسر ممثلنا كأساً كانت في متناوله وبين يديه.
** إذاً لعنة أم صلال طالت الاتحاد وتسبّبت في خسارته رغم أنها لم تواجهه في النهائي لكن وصول الفريق القطري للدور قبل النهائي وإقصاءه لمنافسه سيئول الكوري جعل أم صلال في الواجهة ليخدع الاتحاديين ويتسبّب في خسارتهم المؤلمة..
نقطة أخيرة كشفتها المباراة النهائية وهي ضعف الاحتياط الاتحادي وعدم وجود أوراق رابحة لدى الفريق يمكن من خلالها لمدرب الفريق التحرك أثناء المباراة.. فالاحتياطي الاتحادي ضعيف وحتى اللاعب الأرجنتيني لوسيانو لم يقدم ما يشفع له في تقديم الإضافة لفريقه ليتأكد للجميع أن الاتحاد 11 لاعباً فقط أنه سيعاني كثيراً في الدوري متى تعرض لبعض الظروف سواء الإيقافات أو الإصابات فضلاً عن انخفاض مستوى بعض اللاعبين المهمين وعلى رأسهم المغربي هشام أبوشروان الذي أصبح لاعباً لا يملك سوى التسديدات البعيدة وهو يذكّرنا بذلك بلاعب الهلال عبد الله الجمعان الذي لا يجيد أكثر من التصويبات القوية والتي تصيب مرة وتخيب مرات كما حدث في النهائي!!
هل يحتاج الهلال مهاجماً؟!
** تقول الأرقام إن الهلال في هذا الموسم ومقارنة بالمواسم الثمانية الأخيرة سجَّل فعالية هجومية غير مسبوقة على مستوى الجولات الثماني الأولى، حيث سجَّل ضعف العدد من الأهداف الذي سجَّل في أفضل المواسم الثمانية الماضية. هذا ما تقوله الأرقام وتؤكّده النتائج على أرض الواقع.. فالهلال الحالي يضرب بيد من حديد مع كل الفرق ويصل للشباك من أقصر وأسرع الطرق وأجملها، حيث يسجّل معظم لاعبيه في منافسات مختلفة وحالياً لديه خمسة لاعبين (الشلهوب، ياسر، الفريدي، نيفيز، ويلهامسون) جميعهم يمثّلون حلولاً هجومية عالية المستوى، أضف إلى ذلك وجود بعض اللاعبين القادرين على تقديم الإضافة في الاحتيايط كالدوسري والمحياني والصويلح.. ولذلك نعيد طرح السؤال: هل يحتاج الهلال لمهاجم أجنبي إضافي وعلى حساب من؟! حقيقة السؤال صعب ومحرج لأن الحصول على مهاجم أجنبي متميز يعتبر من أصعب الأمور وخصوصاً أن الهلال خلال العشر السنوات الماضية أو أكثر لم يستطع الحصول على مهاجم من هذه النوعية رغم ما دفعه من مبالغ طائلة.. فضلاً عن أن المهاجم المطلوب لن يحضر بأقل من سبعة إلى ثمانية ملايين يورو وهو مبلغ ضخم بكل تأكيد أشك أن تستطيع إدارة النادي تحمّله في ظل الأزمة المالية التي تعاني منها معظم الأندية.. وعلى رأسها الهلال الذي دفع خلال موسمين مبالغ ضخمة أسست للأربع لبسنوات المفترضة للإدارة خلال فترة عملها وذلك بشراء عقود اللاعبين لثلاثة وأربعة مواسم وصرف الكثير من الأموال لتوفير الاستقرار الفني والإداري للفريق وهو ما يجعل أي مطالبة جماهيرية للإدارة بدفع المزيد وجلب المهاجم المطلوب أمراً قاسياً ومكلفاً في حال عدم نجاح اللاعب الجديد وكونه على حساب أحد اللاعبين المستمرين مع الفريق والمنسجمين معه الذين يؤدون بشكل جيد.صحيح أن البعض يرى أن المباريات الصعبة والقوية تحتاج لنوعية من المهاجمين الذين يخلصون المباراة من نصف فرصة كما فعل ياسر مثلاً أمام الاتحاد في الموسم قبل الماضي.. لكن أيضاً الأداء العام والمستوى المتصاعد لياسر نفسه ونيفيز وبقية الحلول الأخرى بإضافتها للأداء الجماعي وطريقة اللعب الحالية قد يكون كافياً للفريق ليضمن الاستمرار في الصدارة والفوز على أقوى المنافسين.
على أية حال أعتقد أن الفترة القادمة لتسجيل المحترفين لا تشجع على التعاقد مع أي لاعب كونها تأتي في نهاية الموسم وربما ينتهي الموسم قبل أن يتأقلم اللاعب الجديد ويبدأ في العطاء.. وهو ما يرجح استمرار اللاعبين الحاليين وتأجيل أي تعاقدات للموسم المقبل الذي سيكون مهماً بالفعل متى ما نجح الهلال في الوصول للأدوار المتقدمة في دوري أبطال آسيا بعد أن يتجاوز دور الثمانية هذا العام.
لمسات
** الحياة الجديدة التي بدأت تنبعث داخل القناة الرياضية الجديدة أعطت الكثير من الآمال بأن تنهض القناة فعلياً لتكون في الموقع المفترض لها في صدارة القنوات المتخصصة يدعمها في ذلك وجود أقوى دوري عربي تحت تصرفها.. شخصياً تعمدت عدم الحديث بعد تكليف صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبد العزيز مساعد معالي وزير الثقافة والإعلام مشرفاً على القناة انتظاراً وثقة في أنه وبعد وقت قصير سيجد المرء ما يتحدث عنه منطلقاً من الواقع الذي أمامه وهو ما حدث بالفعل.. فقد كان لتوجيهات ومتابعة سموه دور كبير وبارز في الارتقاء ببرامج القناة ومستوى الطرح والتغطية.. وما زال القادم أكبر بإذن الله طالما سموه يقف على هرم القيادة والإشراف على القناة.. وأتمنى ختاماً أن نرى البرامج الفنية المتعلقة بتقييم مستوى الدوري والفرق واللاعبين وطرق عمل المدربين والأهداف وبناء الهجمات وغيرها من العمل الفني الهام لتقديمه للمشاهد كإضافة فنية حقيقية للبرامج المتألقة في القناة.
* * *
** المستوى اللافت الذي ظهر عليه الحكم الشاب فهد المرداسي في قيادته للقاء الهلال والحزم منحنا الأمل في ظهور حكم عليه القيمة وفي مستوى التطلعات، حيث شاهدنا حكماً موهوباً يستمتع بمهنته ويعشقها ويفهم اللعبة وتحركات اللاعبين ويقود اللقاء بشكل ممتاز. ولأول مرة أشعر فعلاً أن هناك حكماً يمكن أن نقول إننا نعده للمستقبل.
* * *
** الخطأ الفادح الذي ارتكبه إداري فريق الهلال الأولمبي هو خطأ فردي لا يمكن تحميله للإدارة الهلالية.. لكنه خطأ مخجل ولا يليق بنادي القرن ويجب أن لا يمر مرور الكرام.. وقيام الإدارة بإبعاد الإداري كإجراء يستفيد منه في المستقبل هو الحد الأدنى من التعامل الإداري.. إلا إذا كانت (إدارة كرة القدم) ترى غير ذلك فهذا يعني الموافقة والقبول وبالتالي تحمل المسؤولية الفردية لتصبح جماعية وتطول كل العاملين في جهاز الكرة.
* * *
** الظهور الأخير لأعضاء لجنة المسابقات يؤكّد ما قلته سابقاً بأنهم لا يلامون فهذه قدراتهم ولا جديد لديهم يمكن تقديمه لمواجهة الوضع التنظيمي السيئ للمسابقات السعودية.. فخلاصة الحديث الذي قدموه وأنه لن يكون هناك أي جديد لأن هذه هي ظروفنا وهذا هو فهمنا وهذه قدراتنا!
* * *
** مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد هذا العام تجربة غير ناجحة في نظامها وتوقيتها وبرمجتها.. فلا هي دوري رديف ولا هي مسابقة أولمبية ولا هي أزيحت عن كاهل الأندية..!