جبل الدخان - إبراهيم بكري - علي العمودي - أحمد حكمي - عبد الله عكور
عاد جبل دخان كما كان شامخاً يضم أبناءه من القوات المسلحة السعودية وهم يعتلونه ليطهروه من المتسللين.
مكان يظهر لمن يراه لأول وهلة أنه شهد خلال الأيام الماضية شيئاً ليس بالسهل كل ما فيه يشهد بما يملكه الأبطال من قوة وإرادة استطاعت أن تدحض كيد المعتدي وترده خائباً ذليلاً.
أعيرة نارية متناثرة، رائحة بارود يفوح من عبقه الانتصار، جنود لا يهابون الموت تملأ محياهم ابتسامة صادقة عنوانها الفرح بالذود عن هذا الوطن المعطاء لتعلن لكل فرد من أفراده عيش الطمأنينة المعهودة عن كل شبر من أقطار هذه البلاد.
(الجزيرة) رافقت أمس قواتنا المسلحة وتجولت في جبل دخان لتقف على مكان شهد معارك ضروسة للقوات السعودية نتج عنها تطهير هذا الجبل من كل الأيادي التي امتدت ووقفت على هذا الجبل لتروي حقيقة النصر والسيطرة عليه وتطهيره كاملاً.
أفراد قواتنا المسلحة يحيطون بالجبل حيث يشهد عمليات تمشيطية متواصلة معلنين جاهزيتهم لأي طارئ جديد ربما يحدث من قبل المتسللين مؤكدين على بقاء المكان نظيفا كما كان.
المتجول في الجبل يلاحظ أيضا الإمكانيات الأمنية المتطورة التي تملكها المملكة من عتاد عسكري وأسلحة وكذلك الفكر العسكري المتمرس على التعامل مع المواقع حسب طبيعتها مهما كانت صعبة والوقوف على تحليل جميع الأمور المتوقعة بشكل جعلك تعيش في ذلك المكان بالأمان غير المشكوك فيه.
السيطرة التامة على الجبل وكذلك تحركات رجال الأمن بكل أريحية تؤكد أن المتسللين ذاقوا دروساً لن ينسوها في هذا المكان الذي يحتاج إلى ذكاء كبير للتعامل معه.
كما رافقت (الجزيرة) القوات المسلحة في تعقب مجموعة من المتسللين وشاهدت كيفية التعامل معهم حيث تم اللحاق بمجموعة وإلقاء القبض عليهم وتسليمهم للجهات المختصة.
جبل دخان وهو يقف شامخاً كعادته أضاف ارتفاعاً كبيراً في معنويات الأبطال من قواتنا المسلحة وأيديهم تحمل راية الانتصار وحماسهم وعزيمتهم ارتسمت لتكون ملحمة لن ينساها التاريخ.
سماء جبل دخان هي الأخرى كانت تعج بالطائرات المقاتلة والتي كانت تحلق لدك حصون المتسللين.
وعلمت (الجزيرة) من مصادرها الخاصة أن الطائرات السعودية فجرت مستودعا كان يستخدمه المتسللون لإخفاء الأسلحة والذخيرة في أحد الأودية الحدودية.
وأكد شهود عيان أنه بعد قصف الطائرات أمس الأول سمع دوي انفجار قوي في أحد في الأودية.
وتشير الأرقام حسب أحد المصادر أنه تم القبض أمس على 287 متسللاً تعدوا منطقة 10 كيلو مترات المتفق عليها سابقا وجار التحيق معهم لمعرفة أهدافهم والتأكد من هويتهم وأغراض دخولهم إلى الأراضي السعودية.
ميدانياً.. سجل الطيران السعودي الحربي في وقت متأخر من مساء أمس الأول استمرار القصف العنيف والمكثف على مواقع متفرقة من جبل دخان وصلت إلى جبل الرميح والردة وصولاً إلى جهات (المشنق).
وشوهدت أضواء التفجيرات من مسافات بعيدة مع مساندة على فترات من المدفعية الثقيلة، وشعر بعض أهالي المحافظات الأخرى باهتزازات عديدة في الأبواب والشبابيك، وتشير بعض الأنباء إلى حصول اشتباكات في الدائري الشرقي لقرية الخوبة بالإضافة إلى مشاركة طائرات لأول مرة في القصف مثل الطائرة الحربية الشهيرة (الأباتشي) بحسب شهود عيان .
من جهة أخرى وردت أنباء ل(الجزيرة) قيام أفراد من حرس الحدود في إحدى القرى النازحة بمرور شاب صغير السن على حمار مدعياً أنه في طريقه للحاق بأسرته النازحة غير أنه وبعد بضع خطوات سحب سلاحاً من تحت ملابسه وحاول مبادرة أفراد الحرس، ولكنهم كانوا أسرع منه وأردوه قتيلا وللتأكد من صحة ذلك تم الاتصال هاتفيا على الناطق الإعلامي لحرس الحدود بجازان الملازم أول تركي القصيبي لكن لم يرد على تلك الاتصالات.
وعلى ذات الصعيد أكدت أنباء توجه أكثر من كتيبة عسكرية إلى جبال العارضة لردع المتسللين وتمشيط المنطقة، بالإضافة إلى وصول طلائع فرق مظلية تعزيزية وصلت من منطقة تبوك أمس وستلحق بالكتائب الموجودة مسبقاً.