أن تدافع الدولة عن أرضها وتمنع أي جهة اختراق حدود تلك الدولة، وتدافع عن سيادتها بكل ما تستطيع من قوة وتطهر أرضها من هؤلاء الذين يتجرأون على انتهاك حدودها، بل إن بعض الدول تتبع ذلك بمطاردة فلول تلك القوات المهاجمين داخل أراضي الجهة حتى تقضي عليها أو على الأقل تقبض على قيادات تلك القوات والعناصر التي تحرضها وترسم خططها.
ولذلك فليس بدعة ولا جديداً أن تقوم القوات المسلحة السعودية والحكومة السعودية بواجبها في الدفاع عن سيادتها وأرضها وحدودها وتحمي مواطنيها من شرور الآخرين. وقد نفذت كل الجهات السعودية واجباتها وستؤدي المهام الموكلة إليها في تطهير الأراضي السعودية من دنس المعتدين وتحصن بلادنا العزيزة على كل سعودي ومسلم. وتم الاهتمام بالمواطنين المدنيين الذين تم نقلهم من منطقة المعارك ولم تبدأ القوات السعودية بمعاركها إلا بعد أن تأكد إبعاد المدنيين عن أي خطورة وسمح باستقبال المهاجرين اليمنيين الذين قدم لهم الإيواء وكل الخدمات رغم استغلالهم من قبل الحوثيين الذين اندسوا بينهم مرتدين الملابس النسائية، وهذا ما رفع عدد المصابين بين الجنود السعوديين إلى 40 جريحاً.
ولهذا فإن المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً مطمئنة تماماً لقدرة أبنائها في القوات المسلحة السعودية التي قامت بواجبها على أحسن وجه، وأنها ليست بحاجة إلى دعم أو مساندة أي دولة أو جهة في مساعدتها بالتصدي لهذه الطغمة الشريرة من المتسللين اليمنيين ولا في مواجهة الجهات التي تدعمها، إلا أن الإحسان يقابل دائماً بالإحسان، ولهذا فقد تلقينا بكثير من الارتياح والتقدير إعلان الدول العربية الشقيقة دعمها للمملكة العربية السعودية في تصديها للأشرار الحوثيين وخاصة مملكة البحرين التي أول من بادرت بإعلان مساندتها على لسان وزير خارجيتها الشيخ خالد آل خليفة، وأمس الأول أعاد مجلس الوزراء تأكيد الموقف البحريني المساند للمملكة العربية السعودية، كذلك إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال وزير خارجيتها الشيخ عبدالله بن زايد، والموقف المصري الواضح الذي أعلنه الرئيس حسني مبارك، وكذلك موقف منظمة التحرير الفلسطينية من خلال إعلان الرئيس محمود عباس وكذلك دولة الكويت والأردن والمغرب وجمهورية باكستان وجميعها كانت مواقفها واضحة مساندة رافضة لعدوان المتسللين ومن وراءهم.
أما الباقون ما زالوا صامتين وكأن الأمر لا يعنيهم رغم علمهم بالجهة التي تحرض هؤلاء المتسللين وتمدهم بالسلاح والمال على مدى أكثر من خمسة أعوام، وأن هذا العمل يهدد استقرار إقليم الخليج العربي بأكمله، وبصورة مباشرة أمن واستقرار المملكة العربية السعودية واليمن، الدولتان العضوان في جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي. هاتان المنظمتان اللتان لا تزلان تغطان في نوم عميق، ربما بانتظار القيام بوساطة؛ لأن الجميع يبحث عن رحلات الوساطة المرفوضة تماماً سعودياً، فالشعب السعودي لا يريد أن يرد الآخرون الجميل وأن يسددوا الديون الكثيرة عليهم بموقف المملكة العربية السعودية مع قضاياهم وصمتهم مع العدوان الذي تتعرض له بلادهم، ومنهم جماعة حماس التي لا تريد أن تغضب الإيرانيين مثلهم مثل الإخوان المسلمين الذين كشفهم المتسللون بجريمتهم الأخيرة التي تمت بأوامر من طهران التي لا تستطيع قيادة الإخوان المسلمين معارضتها؛ نظراً لتشابه الأهداف والمصالح.