كتبنا كثيراً عن برامج الفضائيات وخصوصاً منها القائمة على المسابقات وتطرقنا من خلال كتاباتنا الماضية إلى الاستنزاف الذي تقوم به هذه الفضائيات لجيوب المشاهدين بشكل عام وجيوب المشاهد السعودي بشكل خاص حتى أصبحنا نرى فضائيات تؤسس بداية على كيفية التغرير بهذا المشاهد لاستنزاف أكبر قدر ممكن من أمواله، وبضاعة هؤلاء غالباً مسابقات لا تغني ولا تسمن من جوع، حتى جاءتنا برامج الشعر الشعبي فلاقت الصدى الأكبر فوجد هؤلاء القائمون على الفضائيات ضالتهم وانجرف المشاهدون لضخ كم هائل من الرسائل دفاعاً عن شاعر القبيلة حتى أصبحت هناك تجمعات كبرى لدعم هذا أو ذاك والخاسر الوحيد المشاهد البسيط الذي تخدعه ترانيم القبلية والقبيلة فعاشت الفضائيات وانتفخت جيوب أصحابها وخلت جيوب البعض من كثرة ما اتصلوا أو أرسلوا.
ولا يخفى على أي متابع لهذه البرامج بشكل عام وخصوصاً المسابقات منها بأن نجاحها يتحكم به السعوديون بالرسائل التي هي عمود فقري لبعض القنوات تعتاش منه وهذا غير موضوعي ويجب ألا يستمر أكثر من ذلك.
وإذا أردنا الحديث عن نجاح بعض البرامج سعودياً مثل سباق المشاهدين الذي نجح نجاحاً عربياً فإننا سنتأكد من أن هناك نسبة كبيرة موجودة نستطيع أن نستثمرها للنجاح من أرضنا وفضائياتنا ويكون لها أثرها الكبير ليس على المستوى الداخلي فحسب، بل على المستوى العربي عامة.
ولو جعلنا مسابقات الشعر أنموذجاً لما يتوفر لدينا من طاقات شعرية هائلة وكذلك مجاميع كبيرة من محبي الشعر الذين نجحوا برامج شعرية كبرى مثل برنامج شاعر المليون، إذاً لماذا لا تستثمر هذه البنية لمسابقات الشعر؟ ومتى سنرى مسابقة شعرية تنطلق من أرضنا وفي أرضنا ما دامت كل المؤهلات لدينا؟ وما الذي يمنع مثل هذه المسابقات؟
أسئلة نتمنى أن نجد لها إجابات وتذليل كل المعوقات لتحقيق رغبة لدى المشاهدين لدينا الذين لا يجدون ما يشبع رغباتهم الآن في قنواتنا ليذهبوا لقنوات تعيش على جيوبهم.
****