ما رأيته ليس وليد اليوم، وإنما اعتدت أن أراه حينما يحل الزعيم في أي مكان هنا وهناك داخل حدود الوطن أم خارجه فإنك ترى الشعبية الجارفة والحب المتدفق برؤية الهلال ونجومه مما يجعل المكان الذي يحلون فيه قد استنفد طاقاته وتهيأ لاستقبال عشرات الآلاف من المتذوقين والمتشوقين لرؤية نجوم الاحتراف بينهم.
إن أقرب دليل على شعبية الهلال خارج أرضه هو الحضور اللافت لجماهير الشرقية حينما حل الهلال ضيفاً على نادي الفتح بالأحساء، وكيف اكتظت جنبات الملعب بالجماهير المتعطشة لعزف أعذب الألحان الكروية، وكذلك حينما حضر زعيم آسيا للقصيم لمنازلة فريق الرائد الجميع شاهد جماهيرية نادي القرن داخل الملعب وخارجه، نعم لم تتكون تلك القاعدة الجماهيرية المتينة، وهذا الحب الكبير لنادي الهلال إلا بناءً على ما قدمه الفريق من مستويات رائعة والتي بسببها اعتلى هامة المجد بحصوله على أنفس الألقاب وتربع على صدارتها.
لقد ضرب نادي الهلال أروع الأمثلة في احترام المنافسين فنياً، ومع ذلك اهتم الهلاليون ببث روح الأخوة مع الخصوم والسعي لنبذ التعصب، والشعور بالهدف الأسمى من الرياضة وهو التنافس الشريف.
ولعل ما قام به فريق الرائد من حسن الاستقبال وكرم الضيافة غير المستغرب من أبناء القصيم لطاقم الفريق الهلالي والخروج بعد المباراة كل يهنئ الآخر، وتصريح صاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن مساعد الذي ذكرته صحيفة الجزيرة بأن الرائد له الأولوية بالاستفادة من لاعبي نادي الهلال، كل ذلك دليل كبير على ما زرعه وما زال يزرعه رجالات الهلال من الحب لأندية الوطن وتقديم الاستشارات والخبرات لكل ما من شأنه مصلحة أندية الوطن والدخول إلى عالم المنافسة الشريفة والمساهمة في تطور الكرة المحلية.
- سامي الجابر لاعب كبير وقائد فذ، حقق مع المنتخب الوطني وناديه الهلال أروع الألقاب وكان مثالاً للاعب المحترف المثقف، والآن سامي الجابر يشغل منصباً إدارياً بنادي الهلال وقد ظهر لنا الجابر أستاذاً يجيد التعامل مع زملائه اللاعبين وذلك حينما نشاهده ينتهج أسلوب العدل وعدم المحاباة، والأفضلية والأولوية للاعب المنضبط دون النظر إلى الأسماء، إن الجابر يعتبر مشروعاً وطنياً نادراً في عالمنا الاحترافي لما يمتلكه من فكر كروي إضافة إلى خبرته الكبيرة من خلال كثرة احتكاكه بالخبرات العالمية سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات.
محمد عثمان الضويحي
Mod330@hotmail.com