الرقم المجاني الذي تتيحه المؤسسات الخدمية للمواطن لن يأخذ فاعليته ويحقق الثقة في مصداقيته إلا حين يُتاح للمستفيد الرد الفوري لأي طلب له, فأرقام المطارات والاتصالات والإبلاغات بجوار كبائن البنوك للصرف الفوري، والشركات والجامعات وكثير من المرافق الحيوية ذات الاحتكاك بحاجات المواطنين، وما يرتبط بها من تحويلات تعنى باختصاصات فرعية، وغيرها من أرقام ذات مباشرة بهذه الحاجات، لا تتحقق لها الفاعلية المطلوبة ولا منها، وبالتالي تفقد الثقة الكاملة في مصداقية ولائها لفورية الاستجابة للحاجة؛ ذلك لأنها مشغولة دائما، وإن أجابت لثانية عادت لتدخل في متاهة التحويل.. فكثيرا ما مرت الساعات بالمتصل دون أن يصل.. فضاعت الفرص وذابت الحاجات, وباتت في مهدها تنمو..
بينما الأرقام المجانية الهدف منها مباشرة الحاجة مع جهة الاختصاص، وتفاعل الإجابة بفورية الامتثال.. وغالبا ما يصل ذوو المعرفة بالمسؤولين الأعلى ويبلغون حاجاتهم أو حاجات غيرهم بينما الذين عليهم أن يتولوا ذلك خلف خطوط هواتف مشغولة ذات تسجيلات لا حصر لها تأخذ من وقت الإنسان جله،وتتناقض مع أهدافها، ولا تؤدي أدوارها على السرعة المطلوبة..
يبدو أن على هذه الأرقام أن تكون تحت مجاهر جهاتها, لتحريك ما في خانة الفائدة منها أو عدمها، وفي مدى الحرص على أوقات الناس أو تبديدها.